الحوثيون يستهدفون سفينة بريطانية والجيش الأميركي يواصل عملياته ضدهم…”سنتكوم” اعترضت شحنة أسلحة تحوي أكثر من 200 حزمة تشمل مكونات صواريخ ومتفجرات وأجهزة أخرى
أعلن الحوثيون في اليمن اليوم الخميس استهداف سفينة بريطانية في خليج عدن، بعد ساعات من تأكيد وكالتين للأمن البحري وقوع انفجار قرب سفينة في منطقة البحر الأحمر، ضمن سلسلة من الحوادث التي تؤثر في الشحن البحري.
وجاء الانفجار الذي وقع شرق عدن عقب إعلان القيادة العسكرية المركزية الأميركية (سنتكوم) اليوم أن سفينة تابعة لخفر السواحل الأميركي في بحر العرب، صادرت في يناير (كانون الثاني) الماضي شحنة أسلحة من إيران متجهة إلى مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن.
استهداف حوثي
وأعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيان “نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية استهدفت سفينة بريطانية (LYCAVITOS) أثناء إبحارها في خليج عدن، وكانت عملية الاستهداف بصواريخ بحرية مناسبة أصابتها بشكل مباشر”.
وشدد بيان المتحدث الخميس على الاستمرار “في منع الملاحة الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحرين الأحمر والعربي حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
وأتى تبني المتمردين اليمنيين بعد تأكيد وكالتي أمن بحري وقوع هجوم شرق مدينة عدن بجنوب اليمن.
بدورها قالت شركة “أمبري للأمن البحري” إن “ناقلة بضائع استهدفت بقذيفة متفجرة أثناء عبورها” شرق عدن.
وأكدت أن “القذيفة انفجرت… قبالة السفينة لكنها لم تصب السفينة”، مضيفة أن الهجوم تسبب فقط في “أضرار طفيفة بسبب شظايا طاولت أنبوب مولد يعمل بالديزل مما أدى إلى تسرب الديزل”.
مصادرة أسلحة
أعلنت القيادة العسكرية المركزية الأميركية (سنتكوم)، اليوم الخميس، أن سفينة تابعة للبحرية الأميركية في بحر العرب، صادرت في يناير (كانون الثاني) الماضي شحنة أسلحة من إيران متجهة إلى مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن.
وأوضحت “سنتكوم” في بيان نشرته على موقع “إكس” أنها صادرت “أسلحة تقليدية متطورة وغيرها من المساعدات الفتاكة مصدرها إيران ومتجهة إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن من سفينة في بحر العرب في 28 يناير”.
وأضاف البيان أن الشحنة تحوي أكثر من 200 حزمة تشمل مكونات صواريخ ومتفجرات وأجهزة أخرى.
ونقل البيان نفسه عن قائد “سنتكوم” مايكل إريك كوريلا قوله إن “هذا مثال آخر على نشاط إيران الخبيث في المنطقة”.
وأضاف أن “استمرارهم في إمداد الحوثيين بالأسلحة التقليدية المتطورة يواصل تقويض سلامة الشحن الدولي والتدفق الحر للتجارة”.
أربع ضربات
في بيان منفصل نشر اليوم الخميس، أعلن الجيش الأميركي أن أمس الأربعاء “بين الساعة الواحدة ظهراً و7:30 مساءً بتوقيت صنعاء (10.00 -4.30 بتوقيت غرينتش)، نجحت قوات القيادة المركزية الأميركية في تنفيذ أربع ضربات دفاعاً عن النفس ضد سبعة صواريخ كروز متنقلة مضادة للسفن، وثلاث مركبات جوية متنقلة من دون طيار، وسفينة سطحية متفجرة غير مأهولة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن”.
وأكد الجيش أنها كانت معدة “مسبقاً للإطلاق ضد السفن في البحر الأحمر”.
وكانت وكالة أنباء “سبأ نت” التابعة للحوثيين قد أفادت عن ضربات استهدفت محافظة الحديدة الساحلية (غرب).
وحذر عبدالملك الحوثي الاتحاد الأوروبي من الانجرار إلى المواجهة، بعدما قدمت الدول الأعضاء الشهر الماضي دعماً مبدئياً لمهمة بحرية لحماية السفن من الهجمات.
وقال زعيم المتمردين اليمنيين في خطابه الأسبوعي اليوم “ينبغي للدول الأوروبية ألا تصغي للأميركي ولا للبريطاني وألا تورط نفسها في ما لا يعنيها ولا يؤثر عليها”.
ردع وهجوم
ومنذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، ينفذ الحوثيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعماً لقطاع غزة الذي يشهد حرباً بين حركة “حماس” وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
لمحاولة ردعهم، شنت القوات الأميركية والبريطانية ثلاث موجات لضربات على مواقع تابعة لهم في اليمن منذ 12 يناير الماضي. وينفذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات كانت آخرها، أمس الأربعاء، على صواريخ يقول إنها معدة للإطلاق.
وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت “أهدافاً مشروعة”.
وتؤثر هجمات الحوثيين على الملاحة وتسببت بارتفاع كلفة التأمين لشركات الشحن، مما أجبر كثيرين إلى تجنب هذا الطريق الحيوي الذي تمر عبره 12 في المئة من التجارة البحرية العالمية.