السلطة الرابعة

رئيس التحرير د/عزت الجمال يكتب: قمة قادة الدفاع العرب والإسرائيليين في البحرين: “نحو تشكيل ناتو عربي إسرائيلي أمريكي؟”

على الرغم من التوقعات بمشاركة دول مثل البحرين ومصر والإمارات والأردن في الاجتماع السري، ومشاركة قادة الجيوش العربية في هذا الحدث، تبين لنا أن هذه الدول الأربع أواصرها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، من خلال اتفاقيات “سلام” المفترضة وغير المبنية على أساس حقيقي للسلام. ومع ذلك، فإن المشاركة غير المتوقعة لقائد الجيش السعودي تحتفظ بمفاجأة كبيرة، خاصة في ظل عدم وضوح الموقف السعودي الرسمي تجاه التطبيع مع إسرائيل. هل يمكن أن تكون هذه المشاركة إشارة غير مباشرة إلى التقارير الأمريكية والإسرائيلية المتعاظمة في الأيام الأخيرة، ونتيجة لزيارات مكثفة لمسؤولين أمريكيين كبار إلى الرياض؟.

في انتظار ردود الفعل من الدول الخمس المشاركة في الاجتماع الحساس وغير المسبوق، يزيد من الاحتمالات ويؤكد صحة الأخبار حقيقة أن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة التقى اليوم في قصره بالمنامة مع الجنرال مايكل كوريلا، قائد المركزية الأمريكية، الذي يعد الرئيس الحقيقي لهذا الاجتماع بحسب البيان الرسمي البحريني.

بينما تتصاعد حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يشنها المحتل الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 37 آلفًا، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 85 ألفا آخرين، وتدمير أكثر من 90 بالمئة من المنازل والبنايات في قطاع غزة، بدعم مباشر وسياسي من قبل الولايات المتحدة، صهاينة العرب يجتمعون، خمسة جيوش عربية في خدمة الاحتلال الإسرائيلي في اجتماع مغلق في البحرين…

العار والخزي لهؤلاء العرب الصهاينة الأكثر صهيونية من إسرائيل، في الوقت الذي تكشف فيه دولة الاحتلال لمجازرها في قطاع غزة، وآخرها مجزرة النصيرات التي راح ضحيتها أكثر من 270 شهيدًا، إلى جانب سبعمائة جريح، وقبل يومين من انعقاد هذا الاجتماع.

إن تورط دول عربية في دعم إسرائيل بهذه الصور خلال الصراع الدائر في قطاع غزة، رغم تصاعد العنف والدمار الهائل الذي يشهده القطاع، قد يبرز التناقض بين مواقف الدعم العلني لفلسطين، والتعاون الخفي مع إسرائيل.

الاجتماع السري الذي شارك فيه قادة خمس دول عربية برعاية الولايات المتحدة وإسرائيل يثير العديد من التساؤلات والملاحظات المهمة في السياق الإقليمي الحالي:

أولاً، مشاركة قادة عسكريين عرب في هذا الاجتماع بجانب قائد جيش إسرائيل يعزز من وجود وتعميق التطبيع مع إسرائيل، وهذا يعكس تقدمًا في العلاقات المفترضة بين هذه الدول وإسرائيل على حساب القضايا الإنسانية والأخلاقية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

ثانيًا، وجود قادة عسكريين من مصر والإمارات والبحرين والأردن يمكن أن يفسر على أنه تفاهم مسبق بين هذه الدول وإسرائيل، خاصةً في ظل الأحداث الأخيرة، مثل استيلاء إسرائيل على محور صلاح الدين ومعبر رفح بالتنسيق المزعوم مع مصر.

ثالثًا، تدشين تعاون عسكري مشترك وتحضيرات لمواجهة محتملة، خاصةً في مجال الدفاع الجوي والهجمات الصاروخية، يعكس استعداداً لأي تصعيد محتمل مع إيران أو الجماعات المقاومة في المنطقة.

رابعًا، دور الولايات المتحدة في تعزيز هذه العلاقات وتثبيتها يمثل توسيعاً لنفوذها العسكري والسياسي في المنطقة، مما قد يؤدي إلى تشكيل تحالف عربي أمريكي إسرائيلي.

خامسًا، المقاومة في مناطق مثل قطاع غزة وجنوب لبنان واليمن تظل القوة الرئيسية التي تهدد إسرائيل، وتتحدى التحالفات الإقليمية الجديدة.

بشكل عام، الاجتماع السري هو خطوة نحو تعميق التطبيع مع إسرائيل، وتأمين مصالحها بدعم أمريكي، وهو ما يثير قلقًا كبيرًا بين الدول والشعوب المعارضة للتطبيع في العالم العربي.

ولم أتفاجأ من مشاركة قائدي جيوش البحرين والأردن ومصر والإمارات، هذه الدول مطبعة أصلا مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن صدمت من السعودية الكاذبة المطبعة أيضا، دولة الحرمين للأسف، التي تخضع الشعب السعودي والشعوب العربية، ولكن الأمر واضح، ومع ذلك ماهي الأدوار التي جرى بها تكليف الجيوش العربية بعملية التطبيع التي تزداد ترسخا، وباتت تسير بوتيرة أسرع رغم الحرب الإبادة في غزة.

ومع أن مصر باعت القضية الفلسطينية، وسلمت إلى إسرائيل محور صلاح الدين، فيلادلفيا، ومعبر رفح بالتفاهم المسبق بين عبد الفتاح السيسي ونتانياهو، وبالنظر إلى ما تسرب من تقارير حول جدول الأعمال هذا الاجتماع الطارئ، خاصة حول بحث الدفاع الجو المشترك، والتعاون في مجالات الجو المشترك، والتعاون في مجالات المسيرات والهجمات الصاروخية، يمكن القول أن هناك تحضيرات لهجوم محتمل ومشترك، وربما بات وشيكًا على إيران وجبهات محؤر المقاومة، ومنع وصول الصواريخ، الوصول إلى العمق الإسرائيلي بكل الطرق والوسائل، وأيضا هنآك تقرير لوكالة الطاقة والذرة يؤكد أن إيران أبلغت الوكالة أنه سيتم تركيب 8 مجموعات تحتوي كل منها على 174 جهاز طرد مركزي في محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم بدرجات مرتفعة، وهذا تطور يشكل تهديدا إستراتيجيا لدولة الاحتلال الإسرائيلي قد تستغله آمريكا لتحشد حلفائها لتدمير المنشآت النووية الإيرانية ناتو عربي أمريكي إسرائيلي،

ولكن في اعتقادي، ربما المتوقع الوشيك قد تنطلق الشرارة من جنوب لبنان، وعدم قدرة الخمس دول على تحمل نتائج نجاح القوات البحرية التابعة للجيش اليمني، وهجماتها التي أغلقت البحر الأحمر، وتوشك على إغلاق البحر المتوسط والمحيط الهندي في وجه السفن الإسرائيلية، وتشكيلها تهديدا جديًا للأساطيل البحرية الأمريكية، ولكن المقاومة في قطاع غزة وجنوب لبنان واليمن والعراق هي التي تشكل الخريطة الجديدة للمنطقة، وإن كانت إسرائيل تراهن على حمايتها انهزمت وستكون هذه الهزيمة بداية النهاية للنفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط برمته لصالح الصين وروسيًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى