رئيس التحرير د/عزت الجمال يكتب: ملك البندورة يحتفل بخيانته للشعب الفلسطيني من خلال 25 جلسة على عرش الأردن في خدمة الصهيانية
هنآك تباينًا واضحًا بين الموقف الجغرافي الاستراتيجي للأردن، وبين سياسات الحكومة، وخاصة مواقف ملك الأردن تجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، على الرغم أن الأردن يمكن أن يكون له دور محوري في دعم الشعب الفلسطيني، إلا أن السياسات الحكومية بما في ذلك تلك التي يتخذها ملك الأردن تظهر دعمًا لإسرائيل بشكل منتظم، هذه هي الخيانة التي تعودنا عليها من المملكة الهاشمية، من زمن النجاسة إلى هذا الوقت، وقد تم التأكيد على هذا الموقف من خلال عملية العقاب الإيرانية على إسرائيل، حيث أنشأت السلطات الأردنية طريقا بريا لعبور البضائع إلى الأراضي المحتلة، وهو ما أثار غضبًا واستياء كبيرين في الفضاء العربي الرقمي، كما أشارت التعليقات السلبية على منصات التواصل الاجتماعي إلى انتقادات، واصفة إياها بلقب ملك الطماطم، نظرًا لاهتمامه بتصدير الطماطم إلى إسرائيل، بينما تجري الحرب ضد قطاع غزة، ومع أن الملك يحفظ على كراسي العرش الملوث بخيانة العرب، ومع هذه الأحداث تعكس تضارب السياسات الخارجية للأردن، وتأثيرها على الداخل والخارج، وتبرز الاستنكارات والتساؤلات هل دولة المملكة الأردنية المزعومة عندها التزامات بحل القضية الفلسطينية، أم هو ستارة دبلوماسية متناقضة لخدمة إسرائيل والمصالح الأمريكية المشتركة؟.
ملك الأردن وحكومته ينفردان في كثافة هذا الدعم الكبير، وتعدد أوجهه وتنوع أغراضه، مقابل صفر نشاط أو موقف تجاه أشقائه في غزة والضفة الغربية والقدس الذي يعتبر نفسه مسؤولا فيها مسؤولية كاملة عن الأوقاف الإسلامية فيها وفي مقدمتها المسجد الأقصى، تحت سلطة ولي العهد الأردني صفر.
أما مع دولة الكيان الصهيونى، كانت الأردن سابقة مع إسرائيل في المجال العسكري، حيث فتحت مطاراتها للطائرات العسكرية الأمريكية لنقل الأسلحة والجنود إلى إسرائيل، مع منح الأردن منظومة دفاع جوي من الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة المهددة لإسرائيل، وفي المجال الإعلامي، منعت السلطات الأردنية التظاهر دعما للقضية الفلسطينية، وهذا يعكس ضعف الموقف الرسمي تجاة الأشقاء في غزة، والمسؤلية الدينية والسياسية على القدس والأوقاف.
بالنظر إلى هذا السياق، يظهر أن العلاقات الأردنية الإسرائيلية تستفيد من دعم قوي ودبلوماسي واقتصادي، بينما تبقى العلاقات الأردنية الفلسطنية في حالة من الإهمال والتجاهل، مما يبرز المعتقد المتناقض في السياسات العربية تجاه فلسطين.
ويرى الكثيرون أن هذا الدعم الأردني لإسرائيل يعكس تخليًا عن التزاماته تجاة القضية الفلسطينية، ويعزز الانتقادات والمخاوف بشأن تبني الأردن لسياسات تعزيز التطبيع مع إسرائيل على حساب الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة.
على الصعيد السياسي والدبلوماسي، تفتقر العلاقات الأردنية الفلسطينية إلى الاتصالات الفعّالة، في حين تحتفظ بعلاقات وثيقة مع إسرائيل على أعلى المستويات، هذا التباين يكشف عن تحيز قوي لصالح إسرائيل على حساب قضايا الفلسطينيين، حيث يتسم الدعم الأردني لإسرائيل بالعمق والتعددية في المجالات المختلفة، مما يعزز من حجم التهمة بالتواطؤ الإقليمي والدولي ضد الحكومة الأردنية في هذا السياق.
في النهاية، يبدو أن الأردن، على الرغم من دعمه التاريخي للقضية الفلسطينية، يلعب دورًا بارزًا في دعم إسرائيل ضد ما تصفه بـ “المقاومة الفلسطينية”، مما يثير تساؤلات عن مدى استمراريته في مواجهة التزاماته تجاه الشعب الفلسطيني في ظل التفاضل الواضح في التعامل مع الأطراف الإقليمية المختلفة.