رئيس التحرير د.عزت الجمال يكتب: جيش الاحتلال يطعن في ذمة الملك محمد السادس… هل هذه ورقة ضغط من الموساد على اتفاقيات أبراهام التي كان المغرب يرفضها…
هكذا بدأ موقع N12 التابع للقناة الإخبارية لجيش الاحتلال تقريره المثير للجدل، ملك المغرب ومولاي الحسن الذي كان يبلغ حينها من عمره17 عاما، وكان يملك طائرة خاصة تبلغ قيمتها 67 مليون دولار، وانتشرت أدلة دامغة على سلوكه الفظ تجاه الحراس من الأمن والسائقين، لن تحتاج للمجهود في القراءة أو التحليل، تأكد أنهم يكيدون له، لا يقدمون إجابة إلا عن ثروة الملك.
تثير حياة الملك محمد السادس ملك المغرب تساؤلات واسعة حول ثرواته، وأسلوب حياته الفاخرة، حيث يعتبر من بين أغنى الأشخاص في العالم، وتقدر ثرواته بحوالي 8,5 مليارات الدولارات، يمتلك العديد من الشقق والقصور في مختلف أنحاء العالم، وخاصة فرنسا وإفريقيا، إضافة إلى أسطول من اليخوت، ومجموعة من السيارات الفاخرة، يتقاضي الملك محمد السادس راتبا شهريا من خزينة الدولة، ومبلغا قدره 40 ألف يورو، ويمتلك محفظة استثمارية بأسهم في شركات عالمية في مجال الطاقة والبنية التحتية، وجزء كبير من إيرادات الدولة يتدفق مباشرة إلى البيت الملكي، ويملك الملك مجموعة كاملة من ساعات رولكس التي تعد إحدى أكبر المجموعات لأي شخص في العالم، تقدر بقيمة 170 مليون دولار.
ومع انهيار الاقتصاد المغربي إثر وباء “كورونا”، لم يمنع الملك من شراء قصر مساحته 1000 متر مربع في العاصمة الفرنسية باريس، بقيمه 80 مليون يورو، في شارع دي شانيل، ورغم أن عواقب هذه الأزمة الصحية كانت قاسية، فإن الملك دعا لمواصلة التعبئة واليقظة والتضامن، وبالرغم من مهاجمة مسؤولين مغاربة ضمنيا بسب التوقف عن الشراء، غير أن أحد مساعديه قال أن الصفقة تمت قبل “كورونا”، وقد كانت فرصة جيدة لشراء العقار الرخيص.
ولم يتوقف الموقع الإسرائيلي عند مقتنيات وممتلكات الملك، بل كشف أيضا عن الخفايا والتفاصيل الصادمة، في تحقيق مطول عنوانه: “الأسرار التسعة لمحمد السادس” حيث أبحر التقرير في أجواء أسطورية عن عشرات الآلاف من العمال المغاربة الذين ينتشرون لصيانة 20 قصرا ملكيا في جميع أنحاء المملكة المغربية، طبعا من خزينة الدولة على حساب الشعب. وتوكد صحافة الاحتلال في هذا التقرير على تضخم ثروة الملك.
ووصل الحد منذ عامين إلى سرقة 36 ساعة رولكس من القصر الملكي في مراكش، تحت الآلاف من الحراس، إلا أنه بعد أيام قليلة، تم القبض على أحد المشتبه بهم، وهو عامل نظافة سابق في القصر، قام بسرقة الساعات نيابة عن عصابات لصوص المجوهرات.
ويكشف التقرير أيضا عن أدق الأسرار على حد زعمه، والمتعلقة باعتقال 25 شخصا في القضية، من بينهم 14 شخصا من تجار المجوهرات واللصوص وأصحاب العقارات، حيث حكم على عامل النظافة بالسجن 15 عاما، فيما حكم على المتورطين الآخرين بعقوبة مدتها تتراوح ما بين 4 حتى 15 عاما.
واستمر التقرير في الإبحار في عام 2020 عام “كورونا”، وبسبب الوباء والانهيار المعيشي، تم تسريح الآلاف من الموظفين، بالتزامن مع خطابات الملك الداعية للتضامن الاجتماعي في عام الجائحة، ويختم التقرير بشهادة لأحد أفراد الجالية اليهودية في إسرائيل، حيث يقول نصًا: “رجل الشارع يحبه”، ولكن في السنوات الأخيرة كانت هناك انتقادات متزايدة لإهدار الأموال…أنا متأكد أن الملك محمد السادس على علم بالنقد، لكنه لم يفعل ما يكفي للقضاء على الفقر والبطالة، انتهى الجزء المادي في التقرير، ولكن لم تتوقف الأسئلة، أبحث عن رد للديوان الملكي المغربي، أو حتى رد عن وزراة الخارجية المغربية، لا أجد أي رد، هل هذا التقرير بكل هذه االاتهامات على الملك وابنه لا بستحق الرد.
لا أحد من المغاربة قادر على التكذيب، لا أحد يقدر… لو كانت صحيفة جزائرية، أو قناة عربية، هل كنتم سوف تتساهلون معهم كما حدث مع هذا التقرير، والأخطر أن يأتي هذا التقرير مع بدء تطبيع المغرب مع الكيان الإسرائيلي، وبدء رحلات الطيران، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: لماذا الصهيانة يبتزون محمد السادس؟ ماذا يريد جيش الاحتلال من ملك المغرب؟ أكثر من هذا وسؤالي الأكيد، والذي يجب أن يشغلنا جميعا عزيزي القارئ، ماذا يريد الصهاينة أكثر من المغرب؟.
أعتقد، أن هذا الابتزاز للملك محمد السادس ما هو إلا ورقة ضغط كبيرة ومهمة على كرسي العرش، هكذا يلعب الموساد حتى يرهق الضحية، وهي سياسته مع كل الدول العربية والإفريقية، التدخل والتعمق وفرض القوة، وهناك اتفاقيات أعتقد أن المغرب وافق عليها رغم أنفه، منها اتفاقية أبراهام، ومجموعة أخرى من الاتفاقيات، نذكر منها الاتفاق العسكري الأمني في أول اتفاق عربي من نوعه بين إسرائيل ودولة عربية.
ومع أن الملك محمد السادس رئيسًا للجنة القدس في فلسطين المحتلة، نسمع بأن في صفوف جيش الاحتلال 4000 جندي مغربي يحاربون في غزة إخوانهم من المقاومة، ما هذا العار والخزي؟ وأذكر موت بعضهم على يد المقاومة الفلسطينية…هكذا وضعت إسرائيل قبضتها على النظام المغربي، بالفعل، بدأ ترامب باللعبة، نعترف بالصحراء الغربية مغربية مقابل التطبيع الكامل، هكذا لعبت إسرائيل، ووضعت كل أوراق اللعب في يديها، وبالرغم من أن الشعب المغربي يرفض التطبيع، ويخرج في مظاهرات في جميع أنحاء المملكة، ولكن الأمر لا يختلف، لقد تم ذبح الضحية حتى وجد في طوفان الأقصى أشخاص يقولون كلنا إسرائيل، هؤلاء ليسوا من هذا الشعب، بل المرتزقة من وراء هذه الأحداث…
الأمر خطير الآن، ماذا ينتظر المغرب من جيش الاحتلال؟ أن يعطيها؟ وهم الآن أمام العالم مجرمي حرب، غير قادرين، الهزيمة أمامهم وخلفهم، ومع أن الممتلكات والاستثمارات الدولية لمحمد السادس في إفريقيا كبيرة، هل تعتمد إسرائيل أيضا على المغرب في تسهيل دخولها بعض الدول الإفريقية؟ هذا ما وراء الكواليس.
خطة الصهاينة بدأت بقوة من المغرب الذي فتح لها كل الأبواب، أضحكني نتانياهو حينما كان في لقاء مع قناة فرنسية، وأظهر الخريطة المغربية مبتورة من الصحراء المغربية، الأمر الذي اعتذر من بعده، بعدما كان قاصدا ومتعمدا ذلك، وكان يعرف ماذا يفعل، يعني هذا الضغط على المغرب، وانتظر كثيرًا حتى يأخذ كل شيء، وبعدها يعترف بالصحراء المغربية…أعتقد أن الصحراء مغربية، ولا أحد يقدر أن يغير شيئا، والمغرب أصلا لايحتاج لهذا، ولكنه وقع في الفخ، هناك شعب وقوة تحافظ على أراضيها، ولكن وقع المغرب في المحظور للأسف.
عزيزي القارئ، إن كل رجل وامرأة في إسرائيل مجندون لخدمة الدولة الصهيونية، حتى أن المرأة الإسرائيلية إذا طلب منها استعمال جسدها في الدعارة أو ابتزاز الآخرين بالجنس مقبولة بأمر من الدولة لخدمة إسرائيل المخابراتية، هكذا السرطان تمكن من دولة المغرب حديثا، وقربيا سوف تكون لهم مستعمرة، ومن المتوقع أن تستمر التوترات الداخلية حول هذه السياسات حول آليات التطبيع وآثارها المحتملة، حتى لو كانت القبضة الأمنية متمكنة.
وفي نهاية مقالي هذا، أشكر الشعب المغربي في كل أنحاء المغرب من جميع أطيافه، لأن الشعب يظل داعما قويا للقضية الفلسطينية، ويعبر بشكل مستمر عن قيم الأخوة والعروبة التي تربط الشعوب العربية معا، ومع ذلك تظل الواقعية ماثلة دون الحاجة للتعليقات، وهذا يظهر أن الأمور تتطلب تفهمًا عميقا للسياسات والأوضاع الراهنة.