السلطة الرابعة

رئيس التحرير د/ عزت الجمال يكتب: لماذا كل العرب والأفارقة يريدون النصر لروسيا في الحرب الأوكرانية؟

هل الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين حلال والاحتلال الروسي في أوكرانيا حرام؟ بالرغم من أن روسيًا لم تسع لذلك الحرب، بل هناك جيش في أوكرانيا مدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية اللوبي، ومع رئيس أوكرانيا المهرج فولود يمير زيلينسكي، الرقص الذي أخذ سم الأمريكان ليقضي على أوكرانيا بصفقة مع أمريكا.

ومع أن سعي أوكرانيا إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) لا يتوافق مع المصالح الأمنية لروسيا، بالإضافة إلى فسخ كييف خطة سلام لمنطقة دونباس (شرق أوكرانيا) كان قد تم الاتفاق عليها بوساطة ألمانية فرنسية.

روسيا.. الإمبراطورية العائدة من عمق التاريخ وتغير موازين القوى العالمية
لا يخفى على أحد أن روسيا التي نراها اليوم كقوة عظمى في العالم وكيان سياسي متماسك وله أجندته وطموحاته التوسعية، ليست روسيا منذ عشرين أو ثلاثين عاما تقريبا خاصة عند سقوط جدار برلين أو عند حل الاتحاد السوفياتي، بل صارت قوة كبرى ذات مكانة هامة واستطاعت أن تقلب الموازين في عدة حروب وصراعا.

نفهم من خلال هذه الأحداث تراجعا وضعفا للموقف الأمريكي، مقابل توسع وتمدد نفوذ روسيا الجديدة، أو لنقل روسيا القيصرية التي يسعى بوتين جاهدا لإعادة أمجادها، ويبني فوقها أمجاد أسلافه القدامى، روسيا القيصرية بقيادة بطرس الأكبر التي حكمت جزءا هاما من العالم، منها روسيا التي نعرفها اليوم، ومناطق في بحر البلطيق، وأجزاء من أوروبا الشرقية.

كما يجب أن لا ننسى أن لروسيا جغرافيا ذات خصائص مميزة ساهمت في جعلها قوة عظمى، فهي أكبر دولة بالعالم، وتمثل ثمانية بالمائة من مساحته؛ لديها مخزون كبير من الثروات الطبيعية أهمها الغاز والبترول، كما أنها تربط بين أوروبا وآسيا، ناهيك عن الجغرافيا والمناخ الذي تمتاز به ويحميها من الخصوم، والذي حطم أكبر الجيوش في العالم، جيش نابليون بونابرت، والجيش النازي بقيادة هتلر اللذين دمرا تدميرا.

أوكرانيا المجال الحيوي لروسيا ومخاطر انضمامها للناتو
تربط روسيا وأوكرانيا علاقات تاريخية كبرى من أبرزها نجد أن الكثير من الأدباء والمفكرين الروس تعود جذورهم إلي أوكرانيا وخاصة العاصمة كييف، كما أن أوكرانيا تعتبر ضمن المجال الحيوي لروسيا، لذلك لن ولم تقبل روسيا انضمامها لحلف الناتو، هذا الحلف الذي أُسس من أجل محاصرة روسيا وعزلها والتصدي لها أيام الاتحاد السوفياتي سابقا، وفي حال حصول ذلك سيصبح أمن روسيا مهددا، وتصير مجرد كيان أو دولة عادية، لذلك ترفض روسيا رفضا تاما أن تنظم جارتها أوكرانيا لحلف الناتو.

ولا شك، أن سياسة الرئيس فلاديمير بوتين تجاة العالم تقوم على مبدأ الثقه المتبادلة، واحترام خصوصية كل بلد، وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، لمًا فيه مصالحهما المشتركة، لا سيما وان لروسيا رصيدًا حكوميًا وشعبيا في العالم العربي والإفريقي، نظرا لوقوفها الدائم الي جانب سيادة الدول وقضايا شعوبها العادلة، إن هذه السياسة عززت ثقة العالم العربي والإفريقي بدور روسيا التي لم تتدخل ولم تنخرط في الصراعات والمشاكل التي يشهدها العالمين العربي والإفريقي، بل تعمل على تعزيز الاستقرار والأمن والسلام مع مصداقية روسيا في التعامل مع العالم العربي وبعض الدول الإفريقية، يتطلعون إلى الرئيس بوتين من أجل تطوير العلاقات وتعزيزها اكثر، من خلال مشاركة روسيا بالنهوض بالتنمية البشرية المستدامة في المجالات الاقتصادية والعلمية والمشاريع الزراعية والصناعية، والبني التحتية، والاستثمارات، ولا ينسي العالم العربي رصيد روسيًا السياسي والأخلاقي في العالم العربي الذي يؤهلها لأن تلعب دورًا نموذجيًا كبيرا يكون معيار حيا للعلاقات بين الدول الساعية إلى التنمية والتقدم والاستقرار، خصوصا وأن روسيًا تناصر القضايا العربية في مواجهة مخططات إسرائيل والغرب والهيمنة الأمريكية، بل أعطت روسيا إلى العالم ثورة للخروج عن هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية في الاقتصاد والسياسة، سيادة عن طريق الاقتصاد.

عزيزي القارئ، العالم العربي والإفريقي ينتظر خروج روسيًا من الحرب الأوكرانية منتصرًا، وهذا الانتصار حاصل بكل المعايير أن يلعب دورا محوريًا في إقامة نظام دولي جديد ينهي الهيمنة الأمريكية، وتهدديها لمصائر شعوب المنطقة والعالم، نظام عادل يدعم الشعوب، وتوقها إلى الحرية والسلام، ويقطع دابر المشاريع الاستعمارية، ونهب ثروات الشعوب، ويضع حدا لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية القائمة على تعميم الفقر والمجاعات، وتشجيع الحروب في العالم، وأيضا خروج روسيًا بقيادة الرئيس بوتين منتصرة من حرب أوكرانيا يكون إيذانا بخروج الشعوب في المنطقة والعالم العربي إلى نظام دولي تسوده علاقات تعاون، ويحقق الاخوة بين الشعوب والحرية لكل شعب محتلة أرضه، كالشعب الفلسطيني، وأي شعب آخر يعيش المأساة نفسها، وتسريع ولادة النظام والعالم الجديد القائم على التنوع والاحترام والعدالة الاجتماعية والإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى