رئيس التحرير د/عزت الجمال يكتب: والي أمن الرباط يسيء معاملة المتظاهرين من الأطباء بهذا السلوك الذي يسيء إلى حقوق الإنسان أمام العالم
تظاهر المئات من موظفي قطاع الصحة بالعاصمة الرباط يوم الأربعاء المنصرم، حيث منعت السلطات المغربية مسيرة وطنية احتجاجية بالقوة المفرطة والقمع والاحتجاز والاعتقالات في صفوف المتظاهرين، من الأطباء والممرضين والتقنيين في القطاع الذي يعيش على إيقاع إضرابات غير مسبوقة منذ أسابيع، مستخدمة خراطيم المياة لتفريق المحتجين.
وقد احتشد المتظاهرون أمام مبنى حزب الاستقلال، بساحة باب الأحد، مرددين شعارات مناوئة للحكومة وسياساتها، وقد أدى تدخل السلطات بطريقة وحشية غير لائقة للمعاملة الآدمية إلى حدوث إصابات مختلفة في صفوف المتظاهرين الذين أصروا على تنفيذ شكلهم الاحتجاجي.
ومع أن هذه المسيرة مرخصة، إلا أنه سرعان ما انقلب الأمر، وقالت السلطات أنه غير مرخص لها، حتى تغطي على خيبة السلطات التي لم تعلم هذه الأعداد الغفيرة التي حضرت إلى التظاهر… هذا للأسف سوء إداراة من والي أمن الرباط الذي يجلس على كرسيه منذ سنيين، وقد أدى هذا الأمر إلى تأجيج الوضع ووقوع مناوشات بين رجال الأمن والأطباء، وموظفي قطاع الصحه الغاضبين.
المتظاهرين الغاضبون رددوا شعارات منددة بالاستعمال المفرط للقوة الذي أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف المتظاهرين، كما أدى للعنف، ورشق رجال الأمن بقنينات الماء من طرف المحتجين أثناء التدخل، إذ بدت الأجواء مشحونة، وتم منع المسيرة التي كان مقرر لها أن تتجه نحو مقر البرلمان.
عزيزي القارئ، في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها الشعب المغربي، وكذا الاحتقانات في كل الاتجاهات والمجالات، وغلاء المعيشة، وفي ظل حكومة فاشلة بجميع المقاييس، فإن شرارة الثورة قد تندلع كما حدث في تونس ثم مصر، وما زالت هذه الشرارة موجودة في ظل هذه السياسات في داخل نفوس المغاربة المقهورين، وهنا نجد والي أمن الرباط وأجهزته لا يحسنون المعاملة.
في ظل كل هذه الظروف، والتطبيع مع إسرائيل، ومشاكل عديدة، نهمس في أذن والي الأمن الذي يجلس على كرسيه منذ سنيين أن هذه المشاكل تحل بطرق معينة، وأن هذه السياسات لم تعد تنفع سيادة الوالي، في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، هناك طرق أخرى تجنب الدولة المخاطر التي لا تعلم عنها شيئا، فهناك أفكار واحتياجات، يجب عليك الأخذ بزمام الأمور، بعيدا عن مثل هذه الطرق، فأنت رجل أمني، ولكن الأمن المفرط سوف يعرض الدولة إلى عدة مشاكل… أعتقد أنك مدرك أن قيمة الكرسي الذي تجلس عليه، يحتاج إلى أخذ الأمور بعقلانية، هناك طرق أخرى لتفكيك التظاهر، وذلك حتى لايظهر المغرب أمام أعين العالم دولة تسيء لحقوق الإنسان، في ظل مطالب مشروعة، وفي ظل القيادة الحكيمة لمحمد السادس الذي هو واثق فيك، وأجلسك على هذا الكرسي منذ سنيين.
سؤال آخر يتبادر إلى الذهن في ظل هذا الوضع، أين عمل الاستعلامات العامة بالرباط لمعرفة أعداد المتظاهرين؟ هناك تقصير يعرض الدولة لإشعال النار، وهذا هو عملكم، لأنه الشعب المغربي يعاني، وهذا ما وصلت إليه الأمور من فساد ورشوة في صفوف أصحاب المناصب العليا، يجب مراعاة الوضع الحالي، وهناك عدة طرق، فالجرة لاتسلم كل مرة…
يذكر، أن التنسيق الوطني النقابي بقطاع الصحة، المكون من النقابات الثماني الممثلة لدى وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، كان قد دعا إلى تنظيم مسيرة وطنية للشغيلة الصحية، كان مقررا أن تنطلق من ساحة باب الأحد في اتجاه مقر البرلمان، وذلك احتجاجا على تعامل الحكومة مع مطالب مهنيي الصحة، وعدم تنفيذها الاتفاقات المبرمة والموقعة بعد مفاوضات طويلة مع لجنة حكومية، وهي المسيرة التي طالها المنع.