رئيس التحرير د/عزت الجمال يكتب: المصريون يعرضون فيديو يعبر عن حقيقه الرئيس الصهيونى السيسي في أكبر شوارع الجيزة ازدحما
بات شارع فيصل الشهير، غرب القاهرة، حديث المصريين فجأة على مواقع التواصل الاجتماعي طوال الليلة الماضية، بسبب تداول فيديو قصير صوره مارة في الشارع لمشاهد بثت على شاشة دعاية لمعمل ألفا الطبي يتضمن لقطات مجمعة للرئيس عبد الفتاح السيسي اعتُبرت مسيئة له.
وبعد شكوك من أن يكون المقطع المصور مختلقاً عن طريق الذكاء الصناعي، تبينت صحة المقطع، لتشيع حالات متباينة من ردود الفعل تجاهه، ما بين من يعرب عن سعادته كون أن هناك من تجرأ ونفذ فعلاً معارضاً شجاعاً، وبين من اعتبرها إساءة للنظام ورأسه مطالباً بعدم تداوله “حفاظا على هيبة الدولة” وبين من سارع بإلقاء الاتهام على السودانيين المقيمين بكثرة في الشارع المزدحم.
حادثة شارع فيصل احتمال كبير تبقى حدث ثوري..وفيه احتمال تبقى مقلب او انتقام لكن في كل الاحوال شعبنا الجميل المفروض يحتفي بيها ويمجدها ويشجع اللي عملها ويحاول يعمل زيها ويبتكر وسائل للتمرد مادام هو طهقان وكفران وبيقول ليل نهار يارب خده…لكن لأننا شعب هلاس.
وقالت مصادر في المعمل أن العمل بالفرع يسير بشكل طبيعي، غير أن محاولات من مراسل “العربي الجديد”، لحجز موعد لدى الفرع الذي شهد الواقعة لليوم قوبل بالإرجاء أو التحويل إلى فرع آخر، فيما قالت المصادر إن أفراد أمن رسميين موجودون في الفرع منذ الأمس يفحصون الحواسيب وشبكة الإنترنت لمعرفة المتسبب في اختراق الشاشة الخارجية للمعمل.
شارع فيصل تحت القبضة الأمنية
ورصدت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان انتشاراً مكثفاً لقوات الأمن المصرية في محافظة الجيزة، إثر عرض الفيديو المسيء للرئيس عبد الفتاح السيسي، ليل الأحد، على شاشة أحد المراكز التجارية الشهيرة في شارع فيصل، المكدس بالمحال التجارية.
وفوجئ المارة في منطقة سهل حمزة بشارع فيصل بعرض فيديو يضم بعض صور السيسي، إحداها تصفه بـ”القاتل”، والدماء تغمر وجهه، مذيلة بالآية القرآنية (أيحسب أن لن يقدر عليه أحد)، وأخرى مكتوب عليها: “أنتم مش عارفين إني حرامي ولا إيه”، وثالثة له مع علمي الولايات المتحدة وإسرائيل.
وحسب شهود عيان تواصلت معهم الشبكة المصرية، فإن المنطقة المحيطة بواقعة عرض الفيديو المسيء للسيسي شهدت انتشاراً أمنياً كثيفاً، وتعرض عدد من المواطنين للتوقيف والاستجواب عشوائياً، بحثاً عن الشخص المسؤول عن عرض الفيديو. ولم تتمكن الشبكة حتى الآن من تحديد هوية أو أسماء المحتجزين.
وتجاهلت وسائل الإعلام المحلية الواقعة، بينما تداولت لجان إلكترونية تابعة للنظام تهديدات ووعيداً لكل من يتداول المقطع، مع إشاعة أن شارع فيصل خال من المارة ومظلم بعد قطع التيار الكهربائي عنه، وهو ما تبين عدم صحته لاحقاً، وأن اللجان استخدمت صوراً قديمة لشارع فيصل، كما روجت اللجان أنه ألقي القبض على سوادنيين يقفان وراء الاختراق.
وانقسم مغردون تجاه الواقعة بين مرحب بها باعتبارها فعلاً ثورياً إبداعياً يكشف عن محاولات لهز صورة النظام، بينما أدانها آخرون باعتبارها مؤذية لآخرين لا ذنب لهم ممن في المعمل، وسوف تعاملهم السلطة بـ”غشم” بحثاً عن كبش فداء تستخدمه السلطات الأمنية لتؤكد أنها تقوم بعملها.
وتشير التقديرات الأولية للواقعة بحسب فنيين إلى أن الحادثة قد تكون ناجمة عن اختراق تقني متعمد للشاشة الإعلانية، وليس من الضروري أن يكون اختراقاً داخلياً، بل ربما جرى عن بعد، مع عدم استبعاد ألا يكون الدافع سياسياً، بل انتقامياً من المعمل من موظف ما تعرض للاضطهاد فانتقم من إدارته بهذا الشكل.
وكشفت الواقعة عن محاولات كل طرف لاستثمارها لصالحه، فبينما أبدى معارضون الفرحة العارمة، واعتبار أن الواقعة على بساطتها كاشفة عن حالة احتقان، وقد تؤشر على قرب انفجار غضب واسع، سخر مؤيدو النظام باعتبار أنه من البؤس ابتهاج المعارضين بأي فعل بسيط بعد فشل الدعوات للاحتجاج والتظاهر، بينما غلبت على التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي حالة السخرية من الأمر برمته، وتداول مغردون مشاهد ساخرة “كوميكس” لممثلين يؤدون دور معتقل يبرر فعلته بأن السبب هو الاستجابة لدعوة السيسي للمصريين بتعلم البرمجة.