مخطط توجيه تهيئة الجبل شراكة بين مجلس جهة مراكش أسفي و الوكالة الحضرية لمراكش
في إطار التوجيهات الحكومية خصوصا ما يهم تهيئ المجال مع التأكيد على الإشكاليات الاستراتيجية الخاصة بالمناطق الجبلية والمحافظة على البيئة والتوجيهات العامة لوثائق إعداد التراب لإدماج الجبل في الدينامية الجهوية وكذا إرادة الفاعلين الجهويين لمصاحبة وتوجيه تطور ودينامية المجال الجبلي بالجهة، عملت الوكالة الحضرية لمراكش، في إطار تشاركي مع كل من مجلس جهة مراكش أسفي وكذا الوكالة الحضرية للصويرة، على إعطاء الانطلاقة للدراسة الخاصة بالمخطط التوجيهي لتهيئة الجبل بجهة مراكش-أسفي.
وتهدف هذه الدراسة إلى وضع آليات من شأنها ضمان تنمية متجانسة ومستدامة للحد من الاختلالات التي تعرفها المنطقة الجبلية، والتي ترتبط أساسا بضعف البنيات الإنتاجية لما تعرفه المنطقة من فقدان للفئات العمرية النشيطة، من جهة، وتدهور الأوساط الطبيعية الهشة، من جهة أخرى. مع إعداد وثيقة مرجعية للمساعدة على اتخاذ القرار في مجال التهيئة المجالية وجعلها أرضية مرجعية لتوجيه ومرافقة الاستراتيجيات والمشاريع القطاعية والتطورات الآنية والمستقبلية بالمناطق المعنية؛ كما تم وضع رؤية شمولية لتوجيه التهيئة وتنمية المنطقة الجبلية بإشراك مختلف الأطراف المعنية؛ و اقتراح تصورات ومنظورات ترابية، ملائمة لمجال جغرافي يتميز بهشاشته إزاء كل تهيئة أوكل إجراءات للتنمية الترابية وإزاء التحولات المجالية السريعة.
ولقد عرفت مراحل هذه الدراسة مجموعة من المحطات التي شكلت مناسبة لتشخيص مختلف الإكراهات التي تعرفها هذه المنطقة وذلك بتنظيم العديد من الورشات على مستوى مختلف العمالات المعنية بالدراسة وذلك بإشراك مختلف الفاعلين المحليين والجهويين.
ومن بين التحديات التي واجهت إخراج الدراسة الزلزال الذي ضرب جزء كبير من المنطقة المعنية بالدراسة وما خلفه من أضرار مما شكل تحديا بالنسبة لمكتب الدراسات من أجل إعادة تحيين المعطيات. مع إدماج الخصوصيات الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية للوسط في البرامج المقترحة، كمحاولة للتوفيق بين ما يقتضيه تحسين الإنتاج وتطور الدورة الاقتصادية وما تتطلبه حماية الموارد الطبيعية. و توجيه الدراسات المستقبلية للتركيز على الاختيارات والتوجيهات المقترحة من طرف هذا المخطط والتي يجب أن تكون دعامة لأي مخططات أو برامج محتملة أو متوقعة.
ومن المحاور الاستراتيجية المقترحة لتهيئة الجبل حماية وتحسين جاذبية المجلات الجبلية، وتتضمن المحاور الفرعية التالية مع تعزيز المرافق والبنية التحتية للتعليم والتكوين لدى الساكنة؛ تعزيز البنية التحتية الصحية؛ إنشاء مرافق الحياة الجماعية ومرافق ذات إشعاع؛ تعزيز الربط بالماء والصالح في المجالات القروية؛ تأهيل البيئة التحتية للتطهيرين السائل والصلب؛ تأهيل وتتميم الروابط الطرقية العرضية في الجبال الوسطى والدير واستمرار وتعزيز برامج فك العزلة عن الدواوير؛
هذا وقد تم اعداد إجراءات على مستوى محاور التنمية وإعادة هيكلة المجالات الجبلية؛ إعداد مواثيق لتأهيل وترميم وحماية المواقع والأودية المهمة، والتشجيع على استعمال المواد المحلية بهدف إدماج البنايات الجديدة في إطارها الطبيعي والمعماري المحلي. كما تمت حماية وتثمين الرأسمال الطبيعي للأطلس الكبير (المنظومات البيئية والتنوع البيئي) ، حماية المنظومات الطبيعية والتنوع البيئي والمشاهد الطبيعية…، حماية وتثمين المشاهد الاجتماعية والإيكولوجية والزراعة الثقافية للأطلس الكبير (المراعي والمدرجات وكثل النباتات الطبيعية والمنتزهات الزراعة الغابوية…،) ذات قيمة تراثية عالية جدا؛ حماية المناطق الرطبة والطبيعية (أكدال) والاصطناعية (بحيرات السدود)؛ تطوير استراتيجية جهوية لتنمية النطاق الساحلي.
هذا وقد تم تثمين مصادر الغنى بالجبل لمصلحة الساكنة المحلية كتنويع وإدماج المؤهلات الاقتصادية بالجبل؛ دعم الإصلاح الزراعي للأراضي الجماعية؛ تثمين المنتوجات المجالية؛ حماية وتثمين التراث الزراعي الجبلي؛ دعم وتعزيز منظومات الإنتاج مقاومة للتغيرات المناخية؛ حماية وتثمين المؤهلات الغابوية، حماية وتثمين الأنشطة السياحية للجبل؛ تحسين الخدمات الطاقية في الجبل؛ تحفيز الأنشطة الاستخراجية (المعادن والمحاجر) للحفاظ على المحيط البيئي والبيئة العامة؛ تعزيز البنيات التجارية وخدمات القرب؛ تشجيع وإدماج السكان المحليين في منظومة حماية وتثمين الموروث الطبيعي للجبل؛ دعم وإسناد المقاولة الناشئة وخاصة الشباب والنساء في الميدان البيئي والسياحي وفي تثمين الموارد الطبيعية.
ومن بين المحاور مقاومة المجالات الجبلية للمخاطر الطبيعية كتعزيز تعبئة الموارد المائية السطحية والفرشات والموارد غير التقليدية، حماية المياه من التلوث وتدهور جودتها؛ تأمين والمحافظة على التربة بالجبل؛ تعميم نظم الإنذار حيال المخاطر الطبيعية كالفيضانات والعواصف الرعدية المدمرة في كل الأودية الأطلسية؛ تحسين قدرة النظم الاجتماعية والإيكولوجية؛ الرفع من قدرات مقاومة وتكيف المنشآت البشرية والاقتصادية إزاء المخاطر الزلزالية؛
وايضا إعادة البناء وتأهيل المجالات الجبلية المتأثرة بالزلزال.
مع توحيد وتجميع الفاعلين وحكامة وسائل تهيئة الجبل كوضع جهاز لحكامة مندمجة وتشاركية ندمج مجموع الشركاء المحليين مع تعزيز دور الفاعلين المحليين؛ تعزيز مبدأ العمل البيجماعاتي؛ وضع -بشكل رسمي- آلية ملزمة تخصص لتتبع وتقييم كل برنامج أو خطة أو مشروع لتنمية الجبل.
وتضم هذه الدراسة بالإضافة إلى التقرير المفصل، خريطة عامة “لمخطط توجيه تهيئة الجبل” وأطلس خرائطي يضم خرائط وتصورات على مقاييس مختلفة لمحاور التنمية وهيكلة المجال الجبلي المعني بالدراسة.