الفضاء الجمعوي المشترك” في بركان: منصة للعمل المدني التنموي
في خطوة تهدف إلى تعزيز الشراكات المجتمعية وبناء جسر للتعاون بين مختلف الفاعلين المدنيين، أعلنت أربع جمعيات في مدينة بركان المغربية عن افتتاح “الفضاء الجمعوي المشترك”، وهو مشروع يطمح إلى خلق مساحة للتنسيق وتبادل الرؤى بين جمعيات المجتمع المدني، بهدف تحقيق تنمية مستدامة وشاملة للمنطقة.
وتمثل هذه المبادرة رؤية جديدة تعتمد على الجمع بين الأبعاد الإنسانية، الرقمية، الثقافية، والتنموية، في سبيل الوصول إلى عمل مدني أكثر تنظيماً وفعالية، قادر على تقديم حلول مستدامة تساهم في تحسين حياة المواطنين، خاصة الفئات الهشة.
يضم هذا الفضاء أربع جمعيات محلية، كل منها تتبنى هدفاً تنموياً يكمّل أهداف الجمعيات الأخرى، مما يجعلها مثالاً على العمل التشاركي الذي يُراعي التنوع ويستفيد من تكامل الجهود.
- جمعية السبل الرقمية، تهدف إلى تعزيز الوعي بالتكنولوجيا الرقمية، وجعلها في متناول مختلف الفئات، بما يساهم في تقليص الفجوة الرقمية وتمكين الناس من الأدوات الحديثة للتفاعل والتطور.
- جمعية اليد الممدودة، تُكرّس جهودها لتقديم المساعدة الإنسانية والاجتماعية للفئات الأكثر هشاشة، عبر مبادرات تُعنى بتحسين الظروف المعيشية والرفع من مستوى الرعاية الاجتماعية.
- جمعية POSITIVE، تركّز على دعم الشباب وتطوير مهاراتهم عبر برامج تدريبية لتنمية القدرات، حيث تعمل على إعداد الشباب وتمكينهم من الاندماج في سوق العمل، وتعزيز روح الأمل والطموح لديهم.
- مركز العمران الحضاري، يولي اهتماماً كبيراً للبحث العلمي، التراث الثقافي، والهوية المغربية، بهدف المحافظة على الخصوصية الثقافية والإسهام في التنمية المجتمعية من خلال ترسيخ قيمة الفخر بالتراث المحلي.
لاقى مشروع “الفضاء الجمعوي المشترك” ترحيباً ودعماً واسعاً من الفاعلين المحليين، حيث شهد حفل الافتتاح حضوراً رسمياً بارزاً، من بينهم نائبة رئيس المجلس الإقليمي، ونائبة رئيس مجلس جماعة بركان، إلى جانب ممثل عن وكالة ANAPEC ومجموعة من ممثلي الجمعيات المحلية.
يُنظر إلى “الفضاء الجمعوي المشترك” كنقطة تحول في مسار العمل المدني في بركان، حيث يقدم نموذجاً لكيفية تكامل الأدوار بين الجمعيات لخدمة المجتمع، في سياق يستلهم قيم التضامن والمسؤولية المشتركة.
ويأمل الفاعلون في أن يكون هذا الفضاء حافزاً لمزيد من الشراكات، وفرصةً للتغيير الإيجابي في حياة أفراد المجتمع، مما يجعل منه مشروعاً رائداً يمكن أن يلهم العديد من المبادرات المماثلة في مناطق أخرى من الإقليم.