أحد رموز أعضاء المقاومة وجيش التحرير بوجدة الأستاذ محمد حرفي ينتقل إلى عفو الله
توفي في الساعات الأولى من صبيحة يوم الإثنين 28 أكتوبر الجاري، الأستاذ محمد حرفي، قيدوم الحركة الوطنية، وأحد الرموز التاريخية لأعضاء المقاومة وجيش التحرير.
ويعتبر الفقيد سليل أسرة قاومت الاستعمار، حيث اعتقل صحبة والده الذي قضت المحكمة ضده بالإعدام، قبل أن يفرج عنه في وقت لاحق، وادإبان الاستقلال انخرط في العمل السياسي وكان كاتبا إقليميا للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الحزب الذي ترشح باسمه في الانتخابات التشريعية لسنة 1963، ثم بعدها زج به في السجن هو ومجموعة من مناضلي حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
وبالإضافة إلى نشاطه السياسي، لم يدع الفقيد مجالا إلى وترك بصماته فيه، ابتداء من العمل النقابي، حيث تقلد مسؤولية الكاتب الجهوي للاتحاد المغربي للشغل، ثم المسرح الذي أبدع في كتابة مجموعة من المسرحيات، فالرياضة التي تحمل فيها مسؤوليات إدارية في مجموعة من النوادي الرياضية كالاتحاد الإسلامي الوجدي والهلال الأحمر الوجدي والحقوقي، حيث كان رئيسا لأول فرع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بوجدة، ولم يتوانى يوما عن تقديم خدماته الجليلة لمرضى سرطان الدم، حيث كان يرأس الجمعية المخصصة لذلك إلى آخر أيام حياته. كما يعتبر الفقيد رئيسا لجمعية 16 غشت التي قاومت الاستعمار بوجدة.
للأستاذ محمد حرفي العديد من الكتب، ومنها كتاب مذكرات في زمن الرماد والذي هو عبارة عن سيرة ذاتية يحكي فيها تجربته الغنية في الحياة، كما كانت للفقيد ذاكرة قوية، وكان شاهد عيان على مجموعة من المحطات التاريخية التي رسمت بمداد من ذهب على المصير المغاربي المشترك في حلقته المتعلقة بما وقع في الثكنة العسكرية العربي بن مهيدي، والتي كانت تعتبر قاعدة خلفية بوجدة لمساندة جيش التحرير بالجزائر، فالرئيس الراحل الهواري بومدين التقى سنة 1957 في ذات الثكنة بكل من محمد باهي أحد اقطاب العمل السياسي والصحفي في تلك الفترة، و عبد العزيز بوتفليقة الذي كان مقيما بمدينة وجدة منذ ولادته.
هو إذن جزء من أرشيف وتاريخ يحتاج إلى حفظ ذاكرته، وإلى جعله مادة تدرس في المعاهد والجامعات.