عائلة من الحسيمة تناشد السلطات الأمنيةبعد اختفاء ابنهم منذ شهر أبريل المنصرم
فكري ولدعلي
تعيش عائلة من مدينة الحسيمة حالة من القلق والترقب بعد اختفاء ابنها الذي غادر ميناء الناظور على متن باخرة متجهة إلى ميناء ألميريا بإسبانيا يوم 20 أبريل 2024. منذ ذلك الحين، لم يظهر له أي أثر، ولا تزال العائلة تجهل مصيره حتى اللحظة.
وتوجهت الأسرة بنداء عاجل إلى جميع المواطنين والمواطنات وكل من يمتلك أي معلومات قد تساهم في العثور عليه، للتواصل عبر الرقم التالي: 0628143675.
الشاب الذي ينحدر من إقليم الحسيمة لم يُسمع له أي خبر منذ مغادرته، ما أثار شكوكا عميقة حول مصيره المجهول، وسط مطالب أسرته بإجابات واضحة من الجانب الإسباني، الذي يتكتم حتى الآن على تقديم أي ردود مقنعة.
وأكدت التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات الأمنية المغربية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، والتي انطلقت بعد تقدم شقيقه محمد المقدم بشكاية إلى المفوضية الجهوية للشرطة ببني أنصار، أن مروان غادر التراب الوطني بشكل قانوني، وبناء على هذا البلاغ، بدأت السلطات المغربية تحقيقا دقيقا في القضية، حيث تم التنسيق مع شرطة الحدود، التي أكدت من خلال التنقيط الإلكتروني أن مروان المقدم غادر فعلا ميناء بني أنصار بتاريخ 20 أبريل 2024 في الساعة 11:00 ليلا، لكن الغموض ظل يلف هذه القضية، خصوصا وأنه لم يصل إلى وجهته بإسبانيا ولم يغادر الباخرة التي أقلته من الناظور مع باقي الركاب حسب إفادة أحد أقاربه الذي كان ينتظره في الضفة الأخرى، كما لم يظهر أي دليل ملموس يشير إلى دخوله الأراضي الإسبانية، وفقا للمصادر الرسمية الإسبانية.
ودفع هذا الغموض المتزايد أسرة الشاب المختفي إلى توجيه نداءات عاجلة للسلطات المغربية والإسبانية لتكثيف جهود البحث بشكل مشترك، حيث طالبت بإدراج مروان في “النشرة الصفراء” للشرطة الدولية (الإنتربول)، وهي النشرة التي تُستخدم لتحديد مواقع الأشخاص المفقودين، لا سيما في حالات الاختفاء القسري أو الغامض. إلا أن الجانب الإسباني، حسب ما أفاد به محامي الأسرة، لم يقدم بعد إجابات شافية، ما أثار تكهنات حول احتمالية وقوع مروان ضحية لظروف غير عادية قد تشمل حادثا عرضيا أو شيئا أكثر تعقيدا.
وتعيش أسرة مروان المقدم المفقود حالة من اليأس والاضطراب النفسي، حيث لبتت الأم، التي أصبحت حالتها النفسية حرجة وفق ما أفاد به الشقيق الأكبر، تتساءل يوميا عن مصير ابنها الذي اختفى لستة أشهر دون أن يترك أي أثر، مما دفع الأسرة إلى الاستعانة بمختلف الوسائل المتاحة، بما في ذلك التواصل مع الإعلام المحلي والدولي لإثارة الانتباه إلى قضيتهم.
وأبدت المصادر القريبة من التحقيقات تحفظا على تقديم تفاصيل إضافية في هذه المرحلة، خاصة أن القضية قد تتطلب تعاونا أوسع مع الأجهزة الأمنية الإسبانية والأوروبية، ورغم الجهود المبذولة من طرف السلطات المغربية، إلا أن التكتم الواضح من قبل السلطات الإسبانية وعدم تقديمها ردودا مقنعة زاد من حدة الغموض.
وحسب أسرة المختفي فإن السلطات المغربية أكدت لها التزامها بالعمل على كشف ملابسات هذا الاختفاء، مشيرة إلى أن جميع الأدلة المتوفرة حاليا تؤكد مغادرة مروان المقدم للأراضي المغربية في التاريخ المحدد، دون أي مشاكل. إلا أن ما يحدث بعد مغادرته يبقى موضوع تساؤل لم يُجاب عنه بعد.
وأثار الاختفاء الغامض لمروان أيضا قلقا واسعا في الأوساط الحقوقية، حيث طالبت بعض المنظمات المغربية المعنية بحقوق الإنسان بإجراء تحقيقات موسعة في الحادثة، والنظر في كافة الاحتمالات، بما في ذلك إمكانية تعرضه لأي نوع من الخطر أثناء رحلته، إذ لا يمكن لجسد أن يتبخر في الهواء من على متن باخرة مجهزة بأحدث التقنيات من بينها كاميرات المراقبة.