أخبار وطنية

الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المجيدة في مجلس الشيوخ الفرنسي

رشيد بنعمار

احتُفل مساء الخميس 7 نونبر 2025بمقر مجلس الشيوخ الفرنسي في باريس بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المجيدة، في حفل مهيب نظم بمبادرة من مجموعة الصداقة الفرنسية–المغربية داخل المجلس، وبشراكة مع سفارة المملكة المغربية بفرنسا.
وشكل هذا الحدث مناسبة لتسليط الضوء على البعد التاريخي والرمزي للمسيرة الخضراء، التي تعد إحدى أبرز المحطات الوطنية في تاريخ المغرب الحديث، ورمزا خالدا للوحدة الوطنية والتلاحم بين العرش والشعب.

انعقد اللقاء في قصر لوكسمبورغ العريق، بحضور عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي، ودبلوماسيين، وخبراء قانونيين ومؤرخين وشخصيات مغربية وفرنسية، إضافة إلى أفراد من الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، بينهم مشاركون سابقون في المسيرة الخضراء المجيدة. وقد تبادل الحضور وجهات النظر حول الدلالات العميقة لهذه الذكرى الوطنية، في ظل النجاحات الدبلوماسية التي حققتها المملكة في قضية الصحراء المغربية، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

في مستهل الحفل، عرض شريط وثائقي استعاد أبرز لحظات المسيرة الخضراء، منذ انطلاقتها في 6 نونبر 1975، حين لبّى 350 ألف متطوع مغربي نداء جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، إلى غاية اعتماد مجلس الأمن الدولي القرار التاريخي رقم 2797 حول الصحراء المغربية، الذي جسّد ثمرة الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ودينامية التنمية الشاملة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وفي كلمته بالمناسبة، أكد كريستيان كامبون، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية–المغربية بمجلس الشيوخ، أن المسيرة الخضراء «تبقى رمزًا خالدا للوحدة الوطنية، ومصدر إلهام للتنمية المستدامة التي تعرفها الأقاليم الجنوبية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس».
وأشاد كامبون باعتماد مجلس الأمن الدولي القرار 2797، الذي «يكرّس سيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية»، مبرزا أن هذا القرار «يتوج خمسين سنة من العمل الدبلوماسي المغربي المتواصل تحت قيادة جلالة الملك، وبدعم أصدقاء المغرب، وعلى رأسهم فرنسا».

من جانبه، عبّر محمد زيدوح، رئيس مجموعة الصداقة المغربية–الفرنسية بمجلس المستشارين، عن اعتزازه بتنظيم هذا الاحتفال في قصر لوكسمبورغ، «رمز التاريخ والشراكة العريقة بين فرنسا والمغرب»، مؤكدا أن المسيرة الخضراء «تظل عنوانا للتميز والسلم والوحدة، وتجسيدا لقوة شعب ملتف حول عرشه».
وأضاف أن «المسيرة الخضراء وجدت امتدادها الطبيعي، في عهد جلالة الملك محمد السادس، من خلال الاستثمارات الكبرى في الأقاليم الجنوبية، وتفعيل الجهوية المتقدمة، ودبلوماسية واقعية عززت مكانة المغرب إقليميا ودوليا».

بدورها، أكدت سفيرة جلالة الملك بفرنسا، السيدة سميرة سيتايل، أن «روح المسيرة الخضراء ما تزال تلهم العمل الوطني والدبلوماسي للمغرب، وتجسد رؤية جلالته لبناء السلام والتنمية»، مشيرة إلى أن الذكرى الخمسين تتزامن هذه السنة مع اعتماد القرار الأممي 2797 الذي أكد بما لا يدع مجالا للشك «مغربية الصحراء واستقرارها وازدهارها».

وعرفت الفعالية تنظيم نقاش فكري حول الأبعاد التاريخية والقانونية للمسيرة الخضراء، بمشاركة الخبير القانوني الفرنسي هوبرت سييان، رئيس مؤسسة فرنسا–المغرب للسلام والتنمية المستدامة، والمؤرخ المغربي رحال بوبريك، مدير المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، وأدار الجلسة السيد إيمانويل دوبوي، رئيس معهد الاستشراف والأمن في أوروبا. وقد شارك في هذه الاحتفالية أعضاء مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية بمجلس المستشارين السيد يوسف العلوي رئيس فريق الاتحاد العام لمقاولات المغرب ، السيد عبدالرحمن الإدريسي رئيس لجنة التعليم والقطاعات الاجتماعية عن الفريق الحركي والسيدة هند غزالي عن فريق التجمع الوطني للأحرار والسيد محمد الكرش عن مجموعة الكنفدرالية الديمقراطية للشغل

واختتم اللقاء بشهادة مؤثرة لأحد المتطوعين القدامى في المسيرة الخضراء، الذي عبّر عن فخره واعتزازه بالمشاركة في هذه الملحمة الوطنية الخالدة، التي تبقى مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة في مسيرة البناء والوحدة والتنمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى