المغرب يرد على فرنسا بإلغاء لقاءات مع مسؤولين عسكريين وقضائيين
يبدو أن توتر العلاقات بين المغرب وفرنسا مرشح نحو مزيد من التصعيد، وذلك بسبب التباين الحاصل في وجهات النظر بين البلدين والتقارب الحاصل بين باريس والجزائر، على حساب العلاقات مع المغرب.
وفي آخر حلقات هذا المسلسل الطويل، يأتي استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في قصر الإليزيه، الاثنين، رئيس كبرانات الجزائر السعيد شنقريحة، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى فرنسا تلبية لدعوة من نظيره الفرنسي تييري بوركار، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.
هذه الخطوة، كان لا بد أن ترد عليها الرباط، حيث ألغت لقاءين كانا مبرمجين في الأسبوع الأخير من يناير الجاري، ويتعلق الأمر بلقاء أوليفيه لوكوان، المهندس العام للتسليح مدير أفريقيا والشرق الأوسط لدى المديرية العامة للتسلح لدى وزارة الدفاع الفرنسية، الذي كانت له زيارة مبرمجة بين 23 و24 ينارير الجاري للرباط.
أما اللقاء الثاني، فيتعلق بإلغاء اجتماع اللجنة الاستشارية المختلطة للتعاون القضائي بين المغرب وفرنسا الذي كان مقررا له يومي 30 و31 يناير الجاري، وهو الأمر الذي يمثل ردا مباشرا على الخطوات الفرنسية.
ويعد استقبال الرئيس الفرنسي لشنقريحة بالإيليزيه الأول من نوعه منذ 17 عاما، وهو الأمر الذي يمثل حدثا فريدا من نوعه، يعكس حجم التقارب الحاصل بين البلدين في مقابل الجفاء الذي يطبع علاقات الرباط بباريس.
وكانت وزارة الدفاع الجزائرية قد أعلنت في بيان أن الزيارة تندرج في إطار “تعزيز التعاون بين الجيش الوطني الشعبي والجيوش الفرنسية، وستمكن الطرفين من التباحث حول المسائل ذات الاهتمام المشترك”.
ولا يبدو أن العلاقات المغربية الفرنسية ستشهد انفراجة في الأفق المنظور، إذ أن زيارة شنقريحة إلى فرنسا تأتي قبل زيارة مرتقبة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى باريس في ماي المقبل، ويأمل ماكرون بهذه المناسبة في مواصلة العمل على الذاكرة والمصالحة بين البلدين.