زمن ” التفاهة “
مثلما أن ثورتي الاتصال والمعلومات دفعت بالبشرية سنوات عديدة نحو الأمام، مقارنة مع ما كان البشر عليه قبل أكثر من قرن، فإنهما كذلك صنعتا نظاماً صار يتعاظم ويتعملق وينتشر، بل ربما يسود بعد حين من الدهر. إنه نظام التفاهة.
العالم اليوم صار قائماً على هذا النظام، بل إنه يصنعه صناعة، ويدفعه دفعاً ليسود ويسيطر. فأينما وليت وجهك، شرقاً أم غرباً، فإنك تجد مصانع منتشرة للتفاهة. فهناك مصانع للتفاهات الثقافية، ومثلها للتفاهات السياسية، وأخرى للفنون التافهة، إلى آخر قائمة مجالات الحياة المتنوعة، التي تلوثت بتلك النوعية من المصانع التافهة إن صح وجاز لنا التعبير. والصورة أعلاه كما وصفها البعض خير مثال.
أجل انها المغنية دنيا بطمة خلال أخر لقاء صحفي لها وميكروفونات المنابر الإعلامية متجمهرة لاستقاء “الحكمة والمعرفة”، وفي المقابل نجد العالم المغربي المتخصص في بطاريات الليثيوم رشيد اليزمي الذي عقد مؤتمرا صحفيا لإعلانه وضع براءة اختراع لشاحن لا يستغرق سوى 5 دقائق لشحن البطارية وأمامه عدد ميكروفونات محدود جدا لم يتجاوز ثلاثة أو أربعة.
هكذا يعامل المثقفون والمبدعون في حضرة دنيا بطمة وغيرها، الصورة منا والتعليق لكم.