رئيس التحرير عزت الجمال يكتب: أزمة انتقال وزارة الداخلية إلى وزارة التربية والتعليم
إن الحديث عن إضراب الأساتذة اليوم بعد مرور كل هذه المدة لم يعد مهما ما سببه فقد أصبح الكبار والصغار ، المتعلمين والأميين يعلمون به وبأسبابه بحيث نجده حديث الكثير من المجالس اليوم ، بين مؤيد لهذا الإضراب ومعارض له. لقد مر اليوم ما يقارب 30 يوما على الإضراب ، إضراب كان السبب فيه نظام
أساسي يرفضه الأساتذة لأنه يمس بكرامة الأستاذ ومن المطالبة بحذفه إلى المطالبة بزيادة الأجور وتحسين أوضاع التمدرس في المغرب بين معاناة تختلف من أستاذ لآخر ومن مدرسة إلى أخرى ، هناك أساتذة يشتكون من الاكتضاض في القسم وآخرون يشتكون من الأوضاع الصعبة في مناطق المغرب العميق ، وبين تلك المشاكل والأخرى احتد النقاش بين الوزارة والنقابات التعليمية التي
تطالب بتحقيق مطالب الأساتذة ، مرت جلسات وجلسات مع الوزارة دون الوصول إلى حل وسط يخدم مصلحة هذه الأخيرة ومصلحة الأساتذة وكذا مصلحة التلاميذ ، لتصل الوزارة إلى الدعم التربوي الذي وجدته حلا لاستدراك ما مضى من الدروس ، غافلة عن أن الدعم التربوي هو من أصعب المراحل التي تمر منها العملية التعليمية التعلمية لذا لا يمكن لأي شخص أن يقوم به فهو
يقوم على العديد من الأسس التي حددت سابقا وتكون مضبوطة ومحكمة ومراحل لا تكاد تنفصل عن بعضها فالدعم التربوي لا يتم إلا بعد التعرف على مستوى التلاميذ والقيام بتقويم تشخيصي يحدد مستوياتهم ومعرفة مكامن القوة والضعف لديهم ولا يكون ذلك إلا اذا كان التلميذ قد تلقى دروسا من قبل ، هذا ولا ننسى أن” بن موسى ” حدد الدعم التربوي في الزمن المخصص للعطلة ، كيف يعقل لوزارة تعلم أن التأمين الخاص بالتلميذ لا يكون ساري المفعول في العطلة ، فكيف يعقل أن تقوم بخطوة كهذه ، لكن بعد الأحداث الأخيرة قد عرف
مصلحة من أهمها هذه الوزارة ؟؟!!
إن ما يحدث في قطاع التعليم اليوم يعتبر عدم تكافؤ الفرص بين تلميذ يدرس في التعليم الخصوصي كل يوم وتلميذ يذهب كل صباح إلى المدرسة رفقة ذويه والحقائب الثقيلة فوق جسمه النحيل على أمل الدخول إلى الفصل الدراسي ، لكن ذلك المشهد يتكرر كل يوم على مرأى من أعين وزارة التربية التي تسعى على حد قولها بإصلاح أوضاع التعليم وأوضاع الأستاذ ، وعلى حد علمنا أن الإصلاح مر من التدريس بالأهداف إلى التدريس بالكفايات، تدريس مر من الميثاق الوطني إلى مخطط استعجالي للإصلاح أي إصلاح ، في ظل غياب مصلحة الأستاذ ومصلحة التلاميذ أي مصلحة تحققت في عهدك يا بن موسى كوزير للتعليم؟.
إن المشاكل والعراقيل التي وضعتها أنت جعلتنا نترحم على أوضاع المدرسة القديمة التي كانت تشكل مدرسة العهد القديم الذي ولى ، كيف يعقل في إطار تقدم المغرب في عدة مستويات أن تغفل وزارتكم عن أهم ضلع في بناء المجتمع، ألا وهو الأستاذ باعتباره المربي الثاني بعد تربية الآباء ، ويبقى السؤال المطروح ما مرادك من هذا !؟ ما مصير التلاميذ في لعبك وتماطلك الذي لا ينتهي؟.
أين هي وعودك ؟؟ أين هو النموذج التنموي المقترح على جلالة الملك والذي يقدس التعليم ويسعى إلى تسريع دينامية التغيير ، ويعيد تنظيم المسار الدراسي؟؟ أين هي وعودك الواهية ؟؟
إن الدعوات تأتيك من كل جانب فإذا كان الأستاذ يخرج اليوم ويترك القسم فتلك مسؤوليتك وستظل على عاتقك، وإذا كان التلميذ يعود إلى المنزل دون دراسة فتلك مسؤوليتك، إن دعوات الآباء قد طالتك فلم تعد هنالك غفلة في صفوف الآباء لأتهام الأساتذة بل إنهم اليوم خرجوا بدورهم للاحتجاج أمام وزارتكم النائمة وسط غضب لم نعهد له مثيل دون جدوى ودون إجابة منكم ، إن المنصب الذي أنت فيه الآن لن يكون لك غدا ولن يذكرك أحد بخير ، لقد أصبحت تشكل نقطة سوداء في المغرب، أي سياسة تشتغل بها ربما سياسة عهدك القديم كوزير للداخلية لأن مستوى وزارة التعليم لا تريد من يجعلها في أسفل السافلين بل من ينهض بها ، لكن السكوت وصمت الطلبة العاطلين عندما قمتم بتحديد سن اجتياز مباراة التعليم في 30 سنة ، جعلك تتمادى وتتمادى وعلى حد علمنا أن الأساتذة لن يعودوا إلى أقسامهم أبدا قبل الوصول إلى حل نهائي يلغي نظامكم الأساسي الذي يستعبد الأساتذة ويحط من كرامة الأستاذ أي عقوبات تأديبية في هذا النظام ؟!! إن تأثرك بمهامك سابقا في وزارة الداخلية جعل الأمر يختلط عليك !!! وإذا كانت هناك عقوبات يجب أن تتحقق فإنها عقوبة خيانتكم للأسر الفقيرة التي تعقد الكثير من الآمال على أبنائها وجريمتك في تحطيم آمالهم ، لك الله يا وطن في ظل حكومة لاتهتم بمصالح الشعب…