دولي

الألعاب البارالمبية بباريس…نتائج مشرفة ودعوات بتحفيز المتوجين وإعادة الاعتبار إلى الأشخاص في وضعية إعاقة

الطيب الشكري

على خلاف ما حققته ألعاب القوى الوطنية في أولمبياد باريس والتي اعتبرها الجميع فضيحة بكل المقاييس، ولا ترقى إلى ما كانت تطمح إليه الجماهير المغربية، حقق الأبطال المغاربة في دورة الألعاب البارالمبية المقامة في باريس نتائج مشرفة بعد حصدهم لخمسة عشر ميدالية منها ثلاث ذهبيات، 6 فضية ومثلها برونزية وتمكن العداءة فاطمة الزهراء الادريسي من تحطيم الرقم القياسي للماراثون وايمن الحداوي من تحطيم الرقم القياسي العالمي في مسافة 400 متر، وذلك مقارنة مع دورة طوكيو، لا أحد كان يتوقع هذه النتائج المشرفة، لكن عزيمة وإرادة هؤلاء الأبطال كانت أقوى وأكبر من كل الظروف، فكانت بحق رسالة واضح للجميع على أهمية ايلاء هذه الشريحة المنسية من المجتمع الأولوية ومنحها الفرصة لإثبات ذاتها وتفجير طاقتها، فهي رغم الإعاقة الجسدية التي تحملها تستطيع المشاركة والتألق وتحقيق الميداليات والأكثر من هذا تحطيم الأرقام القياسية، ومن هنا تأتي مسؤولية للجامعة الملكية المغربية للأشخاص في وضعية إعاقة أولا في تكريم هؤلاء الأبطال تكريما يليق بالإنجازات التي حققوها على مستوى الألعاب البارالمبية وثانيا في تسطير برنامج سنوي متواصل للتنقيب عن المواهب واكتشاف مهراتها حتى تتمكن من المنافسة مستقبلا، ولعل ما حققه أبطالنا من نتائج خير دليل على أن هذه الفئة من المجتمع قادرة على رفع التحدي ومواجهة العقبات إذا ما توفرت لها الإمكانيات وإذا ما فتحت أمامها الآفاق ومنحت الفرصة لإثبات ذاتها بعيدا عن الخطاب التعجيزي الذي ظل سائدا لسنوات والذي ساهم في تهميش العديد من الطاقات التي كان من الأجدر والمفيد الإستفادة منها ومن مهاراتها في مختلف الرياضات، ومسؤوليتنا اليوم كل من موقعه هو إنتاج خطاب تحفيزي يبعث روح الأمل في هذه الشريحة من المجتمع التي ظلت ولعقود من الزمن عرضة لكل أشكال الحيف والتهميش والتنمر بسبب العقلية السائدة في عقول عدد من مرضى النفوس. فكانت الرسالة الملكية السامية والتي أعرب الله جلالته عن أحر التهاني للأبطال، منوها بإنجازهم المشرف لهم بصفة خاصة وللرياضة المغربية، وراجيا لهم التوفيق في مواصلة الجد والمثابرة، بنفس الإرادة والعزيمة والطموح للإرتقاء بمسيرتهم الواعدة إلى أعلى المستويات والوصول دائما بالعلم الوطني خفاقا إلى منصات التتويج الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى