انفجارات الدوحة: الخيانة الأمريكية–الإماراتية واستباحة أمن العرب

انفجارات الدوحة تكشف الخيانة الأمريكية والإماراتية، واستباحة أمن العرب، وتوجه تحذيرًا صارخًا لكل الدول العربية بشأن تحالفاتها والسياسات الإسرائيلية في المنطقة.

انفجارات الدوحة: الخيانة الأمريكية–الإماراتية واستباحة أمن العرب
رئيس التحرير: الدكتور عزت الجمال
توالت الانفجارات في العاصمة القطرية الدوحة، مستهدفة مقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء حركة حماس، في عملية وصفها الجميع بالسابقة الخطيرة والانتهاك الصارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. هذه الضربة لم تكن مجرد تصعيد عسكري، بل رسالة موجهة لكل الدول العربية مفادها أن لا حصانة لأي عاصمة عربية، حتى ولو كانت حليفة لأقوى قوة في العالم.
الهجوم الإسرائيلي، الذي اعترف به جيش الاحتلال والسحابات الإسرائيلية الأمنية (“الشاباك”)، جاء بضوء أخضر من الرئيس السابق ترامب، الذي استغل ملايين الدولارات وحلب المليارات من قادة الخليج، ليتيح لإسرائيل تنفيذ ضربتها ضد قطر، حليفه الأمريكي في المنطقة. ترامب هو المستفيد الأكبر، الذي استغل تحالفاته مع القادة العرب بينما كانت الدوحة وقيادات المقاومة ضحاياه.
أما الدور الخياني على المستوى العربي، فهو الدور الإماراتي بقيادة محمد بن زايد، الذي قدم دعمًا كاملًا استخباراتياً وعسكرياً، وفتح قواعد ومطارات لدعم العدوان على قطر واستهداف قيادات حماس، التي تُعتبر جزءًا من الإخوان المسلمين في نظره. الإمارات اليوم تظهر كدولة خائنة للحقوق العربية ومتواطئة مع إسرائيل والسياسات الأمريكية التي تستهدف استقرار المنطقة.

الدروس المستفادة للعالم العربي
- لا ثقة بالتحالفات مع واشنطن: حتى الحلفاء الأثرياء معرضون للخطر إذا لم تتوافق مصالحهم مع المخططات الإسرائيلية.
- كل الدول العربية مستباحة: الضربة على قطر تؤكد أن أي عاصمة عربية يمكن أن تكون هدفًا مباشرًا، بغض النظر عن ثرواتها أو تحالفاتها.
- اعتماد العرب على الدفاعات الأمريكية مجرد وهم: المنظومات الدفاعية تحمي مصالح واشنطن وإسرائيل، وليس الدول العربية.
- الخيانة الداخلية موجودة: بعض الأنظمة العربية، مثل الإمارات، تقدم دعمًا مباشرًا للاحتلال الإسرائيلي، سياسيًا واستخباراتيًا.
- أهمية الوحدة العربية: مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والتدخل الأمريكي تتطلب تكاتف الشعوب ووضع أوراق ضغط دبلوماسية وسياسية.
- تحذير استراتيجي للجميع: أي تقاعس أو انبطاح يهدد أمن المنطقة بأسرها، واستمرار الانفلات الأمريكي والإسرائيلي سيؤدي إلى مزيد من العمليات ضد العواصم العربية.

الهجوم على قطر لم يستهدف فقط قيادات حماس، بل زلزل مبدأ العلاقة مع إسرائيل، وأثبت أن كل دولة عربية مستباحة، حتى تلك التي تلعب أدوار وساطة دولية في غزة أو بين الأطراف المختلفة. قطر، الدولة الآمنة والثرية، لم توفر لها سيادتها أو تحالفاتها مع واشنطن الحماية، ما يضع تساؤلات خطيرة عن نوايا الولايات المتحدة تجاه حلفائها في الإقليم.
من الواضح أن إسرائيل لن تتوقف عند حدود غزة أو قطر، بل ستمضي في مخططاتها التوسعية لتشمل سوريا ولبنان وإيران، مهددة أمن كل المنطقة. وحين تضرب إسرائيل حلفاء واشنطن مباشرة، كما حدث في قطر، فإن الرسالة لكل العرب واضحة: أمنكم القومي مستباح، وسيادتكم معرضة للخطر، وأي تقاعس عن المقاومة والانتصار لأوطانكم سيكون الثمن باهظًا.
على الشعوب العربية أن تدرك أن أمريكا هي الشيطان الأكبر، وترامب أحد أدواته الفاعلة، بينما الإمارات وقيادتها الخائنة تعمل كذراع تنفيذية للعدوان على العرب والمقاومة. الدرس الأكبر بعد انفجارات الدوحة: لا تحسبن أن المال أو التحالفات تحميك، بل وحدة الشعوب، الحزم، وكشف التواطؤ هي السبيل الوحيد للحفاظ على الأمن والسيادة، ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل الممكنة.
