أخبارأخبار وطنيةاقتصاددوليسياسة
أخر الأخبار

2 مليار مسلم يشكرون الشعب الإيطالي الأبيّ: صوت الحرية يتحدى خيانة حكومات التأجيل والتواطؤ

في زمن تحاول فيه قوى الاستبداد والظلم إعادة رسم خريطة الدم والحروب على حساب حقوق الشعوب، ينهض الشعب الإيطالي الأبيّ ليثبت أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن صوت العدالة والحرية سيبقى دائماً أعلى من أصوات الخيانة والمراوغات السياسية. في مواجهة حكومة ميلوني المتخاذلة، التي تختار الانحياز إلى آلة القتل على حساب دماء الفلسطينيين، خرج آلاف الإيطاليين ليقولوا لا! لا لصمت الحكومات، لا للتواطؤ مع المجازر، لا لتأجيل الاعتراف بدولة فلسطين. هذا الحراك الشعبي هو ثورة حقيقية تجسد روح المقاومة والإنسانية، وترسل رسالة واضحة للعالم: الحرية والكرامة فوق كل اعتبار.


شهدت عدة مدن إيطالية مظاهرات حاشدة وإضرابًا عامًا غير مسبوق تحت شعار “لنُعطّل كل شيء”، تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة ومطالبة بوقف شحنات السلاح الإيطالية الموجهة إلى إسرائيل. هذا الحراك الشعبي الغاضب جاء كرد فعل مباشر على موقف حكومة جورجا ميلوني، التي ترفض حتى اليوم الاعتراف بدولة فلسطين رسميًا في الأمم المتحدة، بينما تتوالى الدول الأوروبية والعالمية في إعلان دعمها واعترافها بفلسطين، من فرنسا وإنجلترا إلى كندا وأستراليا، مرورًا بالمكسيك ومالطا وسلوفينيا ونيوزيلندا.
هذا الموقف الإيطالي المتخاذل، المحاط بسياسات محافظة متشددة وتقارب مع الإدارة الأمريكية، أثار حفيظة ملايين الإيطاليين الذين قرروا أن يقولوا كلمتهم بصوت عالٍ مدوٍ: “كفى خيانة للشعب الفلسطيني، كفى تواطؤًا مع آلة القتل”.


في العاصمة روما، خرج أكثر من 50 ألف متظاهر حاملين العلم الفلسطيني الكبير، رافعين شعارات نارية مثل “حرروا غزة – أوقفوا الإبادة” و”ضد الحرب والإبادة.. إضراب عام”. آلاف آخرون خرجوا في بولونيا وميلانو ونابولي وتورينو، وسط مواجهات مع الشرطة التي حاولت قمع الحراك السلمي.
وكان الطلاب الإيطاليون في قلب هذه الثورة، حيث أقاموا خيام الاعتصام وواصلوا فعاليات التضامن حتى في عزّ فصل الصيف، متحدين السلطات ومطالبين الحكومة بإرادة سياسية تتماشى مع تطلعات الشعب وليس مع أجندات تخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي على حساب دماء الأبرياء.
حكومة ميلوني، التي تتشدق بالديمقراطية والحرية، تمارس أبشع صور الخيانة بحق فلسطين، رافضة الاعتراف بدولتها تحت ذرائع واهية ومراوغات سياسية. وفي الوقت الذي تنحاز فيه حكومات كبرى للتضامن مع الفلسطينيين، تلتزم إيطاليا الصمت، بل وتواصل تسهيل شحنات السلاح التي تُستخدم لارتكاب المجازر في غزة.
هذا التواطؤ الحكومي لا يمثل سوى خيانة واضحة للقيم الإنسانية وللتاريخ الأوروبي العريق في الدفاع عن حقوق الشعوب. وقد رد الشعب الإيطالي برفض واضح وصارم أن يكون مرتعًا للفساد السياسي والتواطؤ الدولي.
من قلب هذا الزخم الشعبي يرسل 2 مليار مسلم حول العالم تحية احترام وتقدير إلى الشعب الإيطالي الأبيّ، الذي يرفض أن يكون صامتًا أمام دماء الأطفال والنساء والرجال الذين يُذبحون في غزة. هذا الشعب يثبت أن إرادة الشعوب أقوى من مؤامرات الحكومات، وأن صوت الحق لا يُقهر مهما حاول القمع والتعتيم.


المتظاهرون يرفعون مطالبهم بوضوح: وقف شحنات السلاح الإيطالية فورًا، إعلان الاعتراف الفوري بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وقف كل أشكال التعاون العسكري والاقتصادي مع إسرائيل، والضغط على الحكومات الأوروبية لتبني مواقف حاسمة تحترم حقوق الفلسطينيين وتضع حدًّا لمعاناة غزة.
ثورة الشعب الإيطالي هي رسالة للعالم أجمع: لا صوت لمن يدعم الاحتلال والمجازر، ولا سلام بدون عدالة. وبينما تواصل حكومة ميلوني نكوصها السياسي، يثبت الشعب الإيطالي أن الحرية والإنسانية هما الروح الحقيقية لهذه الأمة التي رفضت أن تكون جزءًا من آلة القتل.
خاتمة:
هذا الحراك الشعبي العظيم هو إحياء لروح المقاومة، وصوت بوصلة التاريخ التي لا تضلّ أبداً. إيطاليا اليوم ليست مجرد ساحة احتجاج، بل هي منارة الحرية التي تضيء دروب المظلومين في فلسطين والعالم. إلى حكومة ميلوني والأنظمة المتخاذلة: الشعب قد انتفض، ولم يعد صامتًا، وسيواصل الكفاح حتى تُرفع راية الحرية على كل أرض محتلة، وحتى تنال فلسطين حقها في الحرية والاستقلال.
إلى الشعب الإيطالي الأبيّ، نقول: شكراً لكم باسم 2 مليار مسلم حول العالم، شكراً لأنكم جعلتم من إيطاليا صرخة العدالة وقلعة الضمير الحي. أنتم اليوم صوت الضحايا، وقوة الحق التي لا تُقهَر، وبكم تستمر الأرض بالتحرر، والكرامة بالنصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى