دعوة إلى بتدريس الترجمة في الإعدادي والثانوي من أجل “التمكن اللغوي “
في السنة الجامعية والثقافية الجديدة، استأنفت الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة أنشطتها، وهي هيئة حديثة التأسيس في إطار أكاديمية المملكة المغربية.
وبمناسبة اليوم الدولي للترجمة، قال عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة: “من المفيد التفكير في تدريس الترجمة في مدارسنا الإعدادية والثانوية، وجعلها أساسية في تقوية اللغات في ضوء أحدث المناهج”.
كما دعا لحجمري إلى مساءلة “واقع تدريس الترجمة في الجامعات والمعاهد المتخصصة”؛ لأن المغرب يحتاج “توفير كفاءات متمكنة من اللغات”، مع الإشارة إلى ما يوفره هذا التمكن من فرص عمل محليا ودوليا، معتبرا أن “الترجمة وسيلة لتعلم اللغات”، و”غاية يفرضها زمن عولمي”، وعملية تساعد على “توطين المعارف”.
وعبر عبد الجليل لحجمري عن قناعته بأن الترجمة ليست مجرد عملية تقنية، بل هي “أساس كل حوار ومثاقفة إيجابيين من أجل تنويع الرصيد المعرفي وتعميقه في كل المجالات”، كما أنها “سمة من سمات الانتماء إلى علوم العصر”، و”وسيلة من وسائل التقارب الإنساني”، واصفا إياها بكونها “نشاطا فكريا ووسيلة معرفية لا محيد عنها لمختلف الثقافات في سياقاتها الراهنة”.
وسلط الأكاديمي والكاتب ذاته الضوء على أهمية الترجمة في تقوية اللغة المترجمَةِ إليها المعارفُ، ورفع منسوب إبداعها العلمي والثقافي.
لكن هذا المقصد، يقتضي “التمكن من اللغات وطرائق تعليمها، وتقوية القدرات اللغوية للمُعَلِّمين في ضوء مستجدات التربية والتكوين”.
وبعدما ذكر بإنشاء الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة، التي لم يعلَن مسؤولُها بعد، للعناية بالترجمة بين العربية والأمازيغية واللغات العالمية الأخرى، عبر أمين سر أكاديمية المملكة عن استعداد هذه الهيئة التابعة للأكاديمية لـ”الانخراط في هذا الورش الوطني”.
تجدر الإشارة إلى أن أكاديمية المملكة قد أعيد تنظيمها بقانون جديد حمل رقم 74.19، من أبرز بنوده إلحاق المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب بالأكاديمية، وإحداث “الهيئة الأكاديمية العليا” و”المعهد الأكاديمي للفنون” في إطارها.
ونص قانون إعادة تنظيم الأكاديمية أن من مهام “الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة”، تشجيع “أعمال الترجمة بالمملكة وخارجها، بين اللغة العربية أو اللغة الأمازيغية واللغات العالمية الأخرى، والعمل على دعمها وتحفيزها وتوسيع نطاقها”، عن طريق ترجمة المؤلفات والأبحاث العلمية المرجعية الأصيلة، من قِبلها أو تحت إشرافها، وعبر تشجيع البحث العلمي في قضايا علم الترجمة وتطبيقاته، والعمل على تنميته وتطويره، بتنسيق مع الهيئات والمؤسسات العلمية المتخصصة، الدولية أو الأجنبية أو الوطنية.
ووفق الباب الخاص بمهام الأكاديمية في قانونها الجديد، فإنها تضطلع، باعتبارها “مؤسسة وطنية علمية عليا”، بمهمة “الإسهام في تحقيق التقدم الفكري والعلمي والثقافي للمملكة، كما تعمل، في ضوء المرجعيات الدستورية والتوجهات العامة للدولة، على التعريف بمقوّمات الهوية الوطنية بكل مكوناتها وروافدها، وعلى نشر القيم والمبادئ الكونية المرسِّخَة للحوار بين الثقافات والحضارات”.