السلطة الرابعة

رئيس التحرير عزت الجمال يكتب: طوفان الأقصى لم يتوقف مع انهيار إسرائيل والجيش ونتانياهو يطلب الدعم

يقولون آن فلسطين نكبه العرب ولكن في الحقيقه آن العرب هم نكبه فلسطين

اللهم إنصر أخواتنا المرابطين في فلسطين اللهم أنصر أخواتنا في المسجد الأقصى اللهم كن لهم عونًا ونصيرًا استنصروك يا الله فانصروهم الله ما رد المسجد الأقصى الي رحاب المسلمين
وكأن القدر أراد أن يعيد أجواء نصر أكتوبر في العيد الخمسين، ونرى مشاهد رد الاعتبار في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. جنود إسرائيليون ومستوطنون طالما قتلوا وسفكوا دماء الفلسطينيين شبابًا وشيبة، أطفالًا ونساءً.. و دمروا منازلهم ونهبوا ممتلكاتهم وسرقوا أموالهم، وهم يفرون أمام أبطال “طوفان الأقصى” ويسقطون قتلى وأسرى تاركين أسلحتهم وعتادهم غنائم لهؤلاء الأبطال الذين قاموا بعملية عسكرية مزدوجة وغير مسبوقة، من المؤكد أنها ستقلب المعادلة العسكرية في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

إنَّ يوم السابع من أكتوبر يومٌ ليس كسائر الأيام، إنه يومٌ عظيم وتاريخ مجيد، سطّرته المقاومة الفلسطينية الباسلة بكل جرأة وقوة وشجاعة، إن “طوفان الأقصى” أغرق الأرض وغمر اليابسة على الإسرائليين من كل حدب وصوب، إنه غليان وهيجان وبركان الأبطال الثوار رجال المقاومة، الذين لا يرضون أن تسلب أراضيهم وتدنس مقدساتهم وهم أحياء على أرض المسجد الأقصى الشريف، والذين ثاروا في وجوه الطغاة الصهاينة الغاصبين، إنها انتفاضة لن تتوقف إلا بتحقيق النصر المؤزر.

إسرائيل تهدم مدن وقرى وحضارة وتاريخ الشعب الفلسطيني من أجل أن يكون لها هوية في هذه الأرض لإقامة دولتها، بدعم دولي لها من “وعد بلفور” وانتهاءً بوعد جو بايدن الرئيس الأمريكي الحالي، من أجل تثبيت أركان دولة إسرائيل في فلسطين. لكننا نؤكد أن هوية فلسطين باقية للأبد لما لها من صفات وسمات ثقافية تتميز بها عن باقي أفراد الأمم الأخرى، ولن تجد شعبًا متمسكًا بوطنه ومقدساته مثل الشعب الفلسطيني.

لقد نفّذت المقاومة الفلسطينية الشُجاعة طوفان الأقصى الذي زلزل الأرض على إسرائيل وجيشها القوي- الذي لا يهزم كما يدعون- عمليات هجومية قتالية نوعية، وسيطرة على مواقع عسكرية للجيش الإسرائيلي في عقر دارهم، وكبدت العدو خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات؛ فإسرائيل دولة بلا هوية تُريد أن يكون لها كيان على أنقاض الشعب الفلسطيني، ويروادهم الأمل والحلم بالعودة إلى أرض الميعاد. وتسعى إسرائيل اليوم بعد سبع عقود من تأسيسها لنزع اعتراف دولي وإقليمي بيهوديتها، وهي عبارة عن دولة من المهاجرين؛ احتلت أرض فلسطين وجمعت مهاجرين من مختلف أنحاء العالم من أجناس وأعراق وهويات مختلفة من أجل أن يكون لهم شعب ودولة، وهذا لن يتحقق لهم كحلم إبليس بالجنة.

إنَّ استمرار المقاومة ونضال الشعب الفلسطيني، سيظل يمثل كابوسًا حقيقيًا للإسرائيليين، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التراجع عن هذا الحق الأصيل للفلسطينيين، لأنهم هم أصحاب الحق وهذه أرضهم وهذه مقدساتهم. أن إسرائيل لن ترجع الحق طواعية للفلسطينيين، ولكن باستمرار المقاومة والضغط الفلسطيني سيجبر الإسرائليون في نهاية المطاف على الإذعان والاعتراف بالحقوق الوطنية والسياسية للفلسطينيين. إن المفهوم الإسرائيلي لسلام الهيمنة والردع يلخص وجهًا آخر في ضوء إصرار إسرائيل على تطبيع العلاقات بينها وبين الدول العربية قبل إنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وسوف يستمر القلق الإسرائيلي باستمرار عملية مقاطعة إسرائيل ورفض وجودها ومحاولة البحث عن الشرعية التي تفتقدها في المنطقة.

وهذه العملية الفلسطينية المباغتة فاقت في خطورتها على إسرائيل حرب أكتوبر 1973.

عملية طوفان الأقصى أول عملية اكتساح بري فلسطينيين لأراض يحتلها الكيان منذ عام 1967.

وأول هجوم فلسطيني باستخدام ما يسمى “أشباح السماء” أو طائرات الباراغلايدر.

وأول عملية هجومية فلسطينية تستخدم ضفادع بشرية في هجمات من البحر على مواقع بالكيان.

والحديث عن خسائر الكيان مفصل تماما باعتراف القيادة العسكرية الصهيونية والأوسط الصحفية العبرية.

هناك 750 إسرائيليا من جنود ومستوطنين في عداد المفقودين.

القناة 12 العبرية: عدد القتلى الإسرائيليين تجاوز 600 حتى ظهر الأحد والجرحى 1700 والأرقام في زيادة.

حماس: خسائر العدو تفوق بكثير ما يعلن عنه ومقاتلونا استهدفوا 50 موقعا عسكريا.

لدى كتائب القسام من الأسرى الإسرائيليين ما يكفي لإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين.

الذي حققتة طوفان الأقصى.. قلبت معادلات وموازنات القوى لصالح المقاومة.

الذي حققتة طوفان الأقصى.. فرضت معادلة ردع هجومية تجعل فلسطين المحتلة ساحة حرب.

الذي حققتة طوفان الأقصى.. حطمت الغرور والكبرياء الصهيوني الفارغ بقوته العسكرية وبمخابراته وأجهزته التجسسية.

حملت رسالة للمطبعين والذين يفكرون بالتطبيع بأن الكيان عاجز حتى عن حماية نفسه.

ومع آن هذه العملية التي أطلق عليها اسم “طوفان الأقصى” كانت بحق طوفانًا اجتاح هذا الكيان برًا وبحرًا وجوًا زلزل أركانه في هجوم نوعي غير مسبوق للمقاومة باغتت به العدو في وقت نوم وفي يوم إجازة، وكأن المقاومين استلهموا ما قام به الجيش المصري في أكتوبر من خداع وتمويه واختيار التوقيت في الهجوم على العدو في سيناء فتحقق النصر والمؤكد ستكون هذه العملية مرحلة فارقة في القضية الفلسطينية، وستعيد الزخم إلى هذه القضية العادلة في مواجهة غطرسة هذا الكيان المحتل الذي يسعى بكل ما أوتي إلى تصفية القضية، والتهام كل الأراضي الفلسطينية في وطن مزعوم.

ما قامت به صباح اليوم المقاومة الفلسطينية عمل عسكري نوعي، يؤكد أن صاحب الحق هو الأقوى، مهما كان يمتلك العدو المحتل من عتاد هو الأحدث وسلاح هو الأقوى، إلا أن قوة وإرادة المقاومة أشد فتكًا، وأكثر ألمًا؛ لأنها تحركها نوازع الثأر للشهداء ودوافع الانتقام من عدو محتل يمارس القتل، والنهب والإجرام دون وازع من دين أو دافع من ضمير.

ومن المؤكد أنه لا أحد عاقلًا يقبل أو يدعم العنف ضد المدنيين، لكن في الوقت ذاته غير مقبول أن يستمر احتلال أرض الشعب الفلسطيني، ودهس كرامة شعبه ونهب مقدراته إلى الأبد.. لقد دأبت إسرائيل منذ عقود على ممارسة كل أنواع العنف ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، ورفضت الاستجابة لكل المقترحات الدولية والعربية لتسوية الصراع العربي – الإسرائيلي على أسس مبادئ القانون الدولي، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، بل تمادت في التنكيل بالشعب الفلسطيني ما بين قتل ونهب وسجن وهدم، وغير ذلك من مشاهد إجرامية تتعارض جميعها مع كل الأعراف والقوانين الدولية.

وبالرغم كان متوقعًا أن هذا الشعب المضطهد الأعزل أن يتحرك يومًا ليثأر للشهداء والسجناء، ويقتص لمئات المجازر التي ارتكبها الاحتلال من حيفا ورفح وغزة وجباليا وجنين ودير ياسين وقبية وخان يونس وصبرا وشاتيلا والمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي.. وغيرها من مذابح راح ضحيتها آلاف الشهداء الذين روت دماؤهم الطاهرة أرض فلسطين؛ لتكون نورًا لأجيال متعاقبة من هذا الشعب يهتدي بها في المقاومة عن حقوقه المشروعة ومقدراته المسلوبة.. تحركه إرادة لا تلين وعزيمة لا تنكسر في الدفاع عن الأرض والعرض مهما كلفه من ثمن.


إن هذه أكبر ضربة قاتلة عسكريا وسياسيا ومعنويا للمؤسسات الإسرائيلية الثلاث، العسكرية والأمنية والسياسية منذ خمسين عامًا، وبالتحديد منذ حرب تشرين عام 1973، لأنها استهدفت عمقه “الآمن” فعندما يهرب المستوطنون ويتدعثرون بجثث جنودهم، ويتصلون بالشرطة، ويتوسلون الجيش وقوات الأمن لنجدتهم، ولا أحد يستجيب لاستغاثتهم، فإن هذا قمة الانهيار للجيش الإسرائيلي الذي يحتل المرتبة الرابعة كأقوى جيش في العالم، إن لم يكن قد انهار فعلا، وليس في طريقه للانهيار، ومع آن الكيان قد يواصل حربه على الشعب الفلسطيني بغزة للتعتيم على هزيمته الكارثية في طوفان الأقصى.

لكن عملية طوفان الأقصى سيسجلها التاريخ كأكبر عملية فلسطينية ألحقت هزيمة استراتيجية بالكيان على مدى عقود.

ولكن إن المقاومة انتصرت، بغض النظر عن مسار التطورات في الأيام القادمة، فهذه حرب طويلة، ولن يخرج منها العدو سالما، وإنما مثخن الجراح، اللهم إلا إذا تطورت إلى حرب إقليمية، وتجسد وحدة ساحات، ودخلت أذرع المقاومة الميدان، فإن الكتابة واضحة على الحائط.

وهناك عقول جبارة وشجاعة تملك أعصابا حديدية، وقدرة إدارية متطورة جدا للمعارك تتفوق على نظرائها في جميع الأكاديميات العسكرية العالمية تقف خلف هذه الحرب، وتديرها، بعد استعداد جيد، ومناورات جرى بثها في وسائل التواصل الاجتماعي، وحظيت بالسخرية من العدو.

ومع آن الشعب الفلسطيني اعاد لنا الثقه وبث فينا الروح واعاد لنا انفاس الحياة ومع إعترف نتنياهو بآن كيانه الهش اصبح في حاله حرب ويهدد برد قوي ومزلزل ويستدعي الاحتياط اهلا وسهلًا فماذا سيفعل؟ قتل المئات والآلاف من الأبرياء في قطاع غزة؟.

فليفعل إذا إستطاع فهذة ليست المرة الأولي فجميع الفلسطيينين هم مشاريع شهداء ولا نستبعد ان يأتي الرد علي رد الرد دمارًا في تل أبيب وحيفا والقدس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى