سياسة

هل تهزم الدكتاتورية عثمان سونكو ملهم الشباب وخصم النظام في السنغال

رئيس التحرير يكتب

عثمان سونكو المتهم بـ “إفساد الشباب”.

تحول سونكو إلى “أيقونة” سياسية نظرا لمواقفه المعادية للنظام، وعلى رأسه الرئيس ماكي سال، يدعو سونكو إلى القيام بـ”ثورة” سلمية لتغيير نظام الحكم، ويحظى بدعم من الشباب وشيوخ دينيين وهو ما يعطيه القوة لانتقاد الطبقة السياسية في بلاده وبعض الدول الغربية.

نشرت السلطات السنغالية قوات مسلحة في دكار، وقد شهدت العاصمة وعدة مناطق بالبلاد احتجاجات دامية بعد أن حكم القضاء على المعارض عثمان سونكو بالسجن عامين بتهمة “إفساد الشباب” وبرأته من اتهامات بالاغتصاب.

وجاء ذلك بعد أن حكمت المحكمة الجنائية على هذا المعارض ومرشح الانتخابات الرئاسية المتوقع تنظيمها العام المقبل بالسجن سنتين نافذتين بتهمة “إفساد الشباب”. فيما حصل على البراءة في اتهامات أخرى متعلقة بـ “الاغتصاب الجنسي”.

وبهذا الحكم، لن يكون نظريا بمقدار عثمان سونكو المشاركة في الانتخابات الرئاسية في 2024، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة السياسية في السنغال، مع إمكانية حدوث مواجهات عنيفة أخرى في الأيام أو الأشهر القليلة المقبلة.

مؤامرة” من أجل إبعاده عن المشهد السياسي

سطع نجم سونكو في سماء بلاد “التيرتنغا” وخارجها بفضل مواقفه وخطاباته المعادية لفرنسا وضد استخدام عملة “الفرنك الفرنسي” المتعامل بها في السنغال ودول أفريقية أخرى.

تم توقيف سونكو في 3 مارس/آذار الماضي بتهمة “الإخلال بالنظام العام” عندما كان متوجها إلى المحكمة. وهو ما دفع مناصريه إلى تنظيم مسيرات احتجاجية انتهت بإطلاق سراحه بعد خمسة أيام، أي في 9 مارس/آذار. وفور خروجه من السجن، دعا سونكو إلى مواصلة “الثورة” بشكل “سلمي” بهدف تغيير النظام.

فيما ندد بـ”مؤامرة” تهدف إلى إبعاده عن الساحة السياسية، مثل ما تعرض إليه رئيس بلدية داكار السابق خليفة سال وكريم واد إبن الرئيس السنغالي السابق عبد الله واد.

أين الدايمقراطية؟

هل حُرمت هذة الشعوب منها، وإلى أي مدى يستطيع النظام اللعب مع فكر الشباب، والتغير الطبيعي للسلطة، والله هذا عار على بلاد الصوفية، أين شيوخ وعقلاء هذا الوطن؟ عثمان سونكو يطمح في أن يكون رئيسا في السنغال 2024 هذا هو حقه بالدستور دون تلاعب لماذا هذا يحدث؟

لقد خطف عثمان سونكو الأضواء للمرة الأولى عندما حل في المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2019 حيث لقي شعاره الداعي إلى “محاربة الفساد” ومواجهة عمليات “اختلاس أموال الدولة” صدى كبيرا لا سيما لدى الشباب السنغالي.

الشبّان غاضبون من «الظلم» في السنغال

إن التظاهرات التي سقط خلالها قتلى في السنغال، بعد صدور حكم بالسجن على عثمان سونكو تدل على شدة الشباب الغاضبين من الحياة الصعبة والمصير الجائر” الذي لقيه المعارض السياسي.

ويعتقد كثيرون في السنغال أن سونكو الذي جاء في المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية في 2019 والمرشح لاقتراع 2024، صادق في ما ذهب إليه بتدبير مكيدة ضده من خلال ملاحقته بتهمة اغتصاب موظفة في صالون للتجميل يرتاده للتدليك.
ويرى عدد كبير من الشباب ولا سيما في الأحياء الشعبية في دكار فيه أملا في التغيير في وضع اقتصادي صعب.
ويشعر كثيرون أن شكوكهم صحيحة بعد صدور حكم بالسجن سنتين الخميس بحقه بعد أن سمعوا طيلة سنتين أنه متهم بالاغتصاب، والآن أعادت المحكمة توصيف الوقائع وحكمت عليه بالسجن بتهمة دفع فتاة إلى الفجور.
ويقول عمر ديوب إنه يتعاطف مع رجل يمر بمحنة على حد تعبيره، وصرح “نتهمه بالاغتصاب ثم ندينه بأمر آخر.. هذا ليس عدلا”.

“الشباب أيضًا يعانون في السنغال”:

وفي حال أبقي الحكم على سونكو، فسيحرمه من أهليته للترشح للانتخابات. ويعتبر عدد كبير من الشباب أن ذلك ظلم كبير ولذلك قرروا خوض المعركة.

إن “الشباب يثورون لأنهم يريدون التغيير. الأوقات صعبة لا يوجد عمل ولا مال والمعيشة مكلفة لكنني لم أشارك في المظاهرات”، مؤكدا أنه “بانتظار صناديق الاقتراع لاختيار مرشح”.
تقل أعمار نصف السكان السنغال عن 18 عاما، حسب الإحصاءات الرسمية، ويبلغ عدد السكان 18 مليونا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى