السلطة الرابعة

رئيس التحرير عزت الجمال يكتب: الجولاني – أحمد الشرع…من قائد مسلح إلى رئيس بلا قانون… إرهابي داعش يحكم سوريا بلا شرعية…أمير إدلب يتحول إلى رئيس دولة بلا دستور

من قائد مسلح مطلوب على قوائم الإرهاب الدولية، إلى رئيس بلا قانون ولا شرعية، هكذا تحولت مسيرة الجولاني – أحمد الشرع، المعروف بإرهابي داعش في إدلب، إلى فضيحة العصر السوري والدولي.
مئات الآلاف من السوريين يشهدون على مشهد لا يُصدق: زعيم مجموعة مسلحة يتحكم في الحكومة والبرلمان والحياة اليومية، بلا انتخابات، بلا دستور، بلا شرعية شعبية، وبلا أي اعتراف قانوني داخلي أو دولي.

زيارة الشرع إلى البيت الأبيض، التي حاول الإعلام الدولي تصويرها كحدث تاريخي، كانت في الحقيقة إهانة مزدوجة للشعب السوري وللدبلوماسية العالمية:
دخول من الباب الخلفي، بلا علم سوريا، بلا بروتوكولات رسمية، وجلسة مغلقة تشبه اجتماع موظفين أكثر من كونها لقاء رئيس دولة.
الولايات المتحدة لم تُلغي العقوبات، ولم تعترف بشرعيته، ولم تُعلن أي اتفاقيات، رغم التغطية الإعلامية المكثفة من كل القنوات الكبرى.

على الأرض، الشرع لا يمثل إلا قوة مسلحة خارج الدستور، تتحكم بالإكراه والسيطرة العسكرية، بينما العالم يغطي فضيحة سياسية وشرعية كاملة، يظهر فيها إرهابي داعش كزعيم دولة مزيف.
هذه هي الحقيقة الصادمة: أمير إدلب يحكم سوريا بلا دستور، بلا انتخابات، وبلا شرعية، وسط صمت عالمي مخزي.
النشأة والبدايات المسلحة
ولد الجولاني عام 1982 في السعودية، وعاد إلى سوريا عام 1989، حيث نشأ في حي المزة بدمشق.
مع الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، انضم إلى مقاتلين أجانب، وفي عام 2005 سُجن في معسكر بوكا، حيث تعززت ميوله الجهادية، وتعرف على أبو بكر البغدادي، قائد داعش لاحقًا.

كانت هذه البداية لمسار دموي طويل، حيث انتقل من مقاتل فردي إلى قائد تنظيمي يمتلك القدرة على توجيه آلاف المقاتلين والتحكم بالمناطق المأهولة بالسكان المدنيين.
تأسيس جبهة النصرة والانقسامات مع داعش
في 2011، أرسل البغدادي الجولاني إلى سوريا لتأسيس جبهة النصرة، الفرع السوري للقاعدة، والتي سرعان ما أصبحت قوة قتالية بارزة، مع إخفاء الروابط الحقيقية مع داعش والقاعدة.
في 2013، أعلنت جماعة البغدادي اندماج النصرة مع داعش، مكونة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، لكن الجولاني رفض، مفضلاً إبقاء مجموعته مستقلة، متجنبًا وحشية داعش الصارخة، مع الالتزام بالولاء للقاعدة.
هذا الانقسام أدى إلى توترات كبيرة داخل الصفوف الجهادية، وتأسيس فرع جديد لاحقًا باسم حراس الدين، الذي حاول مواصلة الولاء للقاعدة، لكن الجولاني سحق هذا الفرع في 2020، مع الحفاظ على بقية التنظيم تحت سلطته.

هيئة تحرير الشام وإدارة إدلب
في 2016 أعلن الجولاني الانفصال عن القاعدة، وأعاد تسمية جماعته جبهة فتح الشام ثم هيئة تحرير الشام في 2017.
استولى على إدلب، موطن حوالي 4 ملايين شخص، وأسس حكومة الإنقاذ السورية كذراع إداري وسياسي، مع وزارات للتعليم والصحة والخدمات وإعادة الإعمار، وإشراف مجلس ديني يسترشد بالشريعة.
رغم السيطرة على الأرض، ظلت الهيئة مصنفة كجماعة إرهابية عالميًا، مع مكافأة أمريكية قدرها 10 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن مكان الجولاني، ما يوضح التناقض الصارخ بين النفوذ المحلي والاعتراف الدولي.
زيارة واشنطن: فضيحة البروتوكولات
زيارة الشرع إلى البيت الأبيض، والتي حاول الإعلام تصويرها كحدث تاريخي، كشفت ازدواجية السياسة العالمية:
الشرع دخل من الباب الخلفي، بلا علم سوريا، بلا بروتوكولات رسمية، بلا مؤتمر صحافي.
جلسة مغلقة على كنبتيْن متجاورتين، محاطة بمسؤولين أمريكيين وسوريين، تشبه اجتماع موظفين وليس لقاء رئيس دولة.

لم تُلغَ العقوبات، ولم يُعلن عن أي اتفاقيات، ولم يُعترف بشرعيته، رغم التغطية الإعلامية المكثفة من كل القنوات الكبرى.
كل هذا يكشف أن الشرع دمية سياسية بلا شرعية، وأن اللقاء كان مجرد عرض مسرحي رمزي لإيهام الرأي العام العالمي بأن هناك اعترافًا رسميًا بما يسمى السلطات الانتقالية في سوريا.
ازدواجية العالم والفضيحة الكبرى
رغم زيارته لزعماء تركيا، الإمارات، السعودية، فرنسا، وروسيا، يظل الجولاني رئيس بلا شرعية شعبية أو دستورية.
الإعلام حاول تصوير الحدث كإنجاز، لكن الحقيقة أن الرجل إرهابي يقود مجموعة مسلحة، ويظهر كرئيس دولة مزيف، وأن العالم يغطي فضيحة سياسية وشرعية كاملة.

هذه هي الحقيقة الصادمة:
رجل بلا شرعية، بلا دستور، بلا تاريخ وطني… يريد أن يقرر مستقبل وطن كامل بأوامر من الخارج.

سوريا للبيع بالأمر
مشروع أحمد الشرع – الجولاني لم يُخلق لخدمة السوريين، بل ليكون الوكيل المطيع للقوى الكبرى.

الرجل الذي صعد من كهوف التنظيمات المسلحة إلى مقاعد الحكم المزيف، لا يملك رؤية وطنية، ولا مشروع دولة، ولا احتراماً لدماء السوريين.
إنه ممر آمن لمصالح واشنطن وتل أبيب، يسلّم مفاتيح سوريا تارة للولايات المتحدة، وتارة لإسرائيل، وكأن البلاد بضاعة على طاولة المزاد الدولي.
وإذا استمر الصمت، فإن الجولاني لن يتردد في بيع كل سوريا بأمر مباشر، لأنه لا يرى في السوريين شعباً، ولا دولة يجب حمايتها، بل أرضاً بلا أصحاب… وشعباً بلا صوت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى