رئيس التحرير عزت الجمال يكتب: ألاسكا… حين باعوا أوكرانيا وكتبوا وصية الشرق الأوسط

العالم اليوم لم يشهد قمة سلام في ألاسكا، بل حضر مزادًا علنيًا على دماء الشعوب. جلس ترامب وبوتين لا لينقذا البشرية من الحروب، بل ليتقاسما الخرائط كما يتقاسم اللصوص الغنائم. خرجت أوروبا مهانة، بيعت أوكرانيا كجثة بلا ثمن، ووُضع الشرق الأوسط على أبواب مذبحة جديدة.
إنها وصمة عار في التاريخ: رئيس أمريكي تاجر سلاح يحلم بجائزة نوبل للسلام وهو يغرق العالم في الدم، وقيصر روسي يعيد رسم الخرائط بالدم والنار، بينما قادة أوروبا يبدون كالأقزام المرتجفين، يتلقون الأوامر بدلًا من صناعة القرار. ومن غزة إلى كييف، ومن القوقاز إلى بكين، الكوكب بأسره يُدحرج نحو فوضى أعظم.

ما جرى في ألاسكا لم يكن لقاء قادة دول، بل كان اجتماع ذئاب تتقاسم الجثث. بوتين خرج كالقيصر المنتصر، ترامب تاجر الموت تنكّر في هيئة رجل دولة، وأوروبا العجوز ظهرت فأرًا في مصيدة. أما العالم… فقد أصبح أقرب من أي وقت مضى إلى حافة الهاوية.
قمة ألاسكا… العالم يُقاد إلى المذبحة
لم تكن قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين قمة سلام، بل كانت أشبه بـ جلسة مزاد علني على مصير الشعوب. الإعلام الغربي حاول أن يصوّرها كخطوة لإنهاء حرب أوكرانيا، لكن الحقيقة أن أوكرانيا لم تعد أكثر من جثة تُباع وتُشترى على الطاولة، بينما الهدف الحقيقي كان تقاسم النفوذ ورسم خرائط الدم القادمة في الشرق الأوسط والقوقاز.
صفقة على أنقاض البشر
خلف الأبواب المغلقة جرت الصفقة القذرة:
روسيا تحصل على الشرق الأوسط، عبر أدواتها من إيران إلى الحوثيين، مقابل ضمان أمن إسرائيل.
أمريكا تمسك بملف القوقاز، وتغض الطرف عن تحركات موسكو، شريطة ألا تتورط في حرب مباشرة معها.
وفي قلب هذه الصفقة، يقف الكيان الصهيوني ضاغطًا على عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر الحالي، من أجل اقتلاع أهل غزة وتهجيرهم إلى سيناء. إنها خطة لقتل القضية الفلسطينية في وضح النهار، برعاية مشتركة من واشنطن وموسكو وصمتٍ عربي مُخجل.

أوكرانيا… السلعة الخاسرة
بوتين دخل القمة كالقيصر، وخرج ممسكًا بكل الأوراق. شروطه كانت كالسيف:
لا ناتو.
اعتراف كامل بضم أربع مناطق.
وقف شحنات السلاح.
رفع العقوبات وإعادة الأموال.
حياد مطلق لكييف.
وبكلمة واحدة: أوكرانيا بيعت وانتهت. الغرب تخلّى عنها كما يتخلى التاجر عن بضاعة كاسدة.
ترامب… الذئب ببدلة رجل دولة
ترامب لم يذهب إلى ألاسكا بحثًا عن سلام. هذا الرجل تاجر موت، يبيع الأسلحة ويغرق العالم في الدماء، ثم يحلم بجائزة نوبل للسلام ليُزيّن وجهه القبيح.
تحولاته في القمة كانت كالقنبلة:
تخلى عن مطلب وقف إطلاق النار.
تبنى رواية بوتين كاملة.
ترك أوروبا على الهامش، قارة عجوز بلا وزن.
وصف زيلينسكي بالدكتاتور.
دعا علنًا إلى استسلام أوكرانيا.
ترامب لا يرى سوى مصالحه: أمريكا خسرت 300 مليار دولار بسبب أوكرانيا، ارتفعت أسعار الطاقة، تعطلت سلاسل المعادن النادرة، وضُربت الشركات. بالنسبة له، أمريكا أولًا… والبشرية كلها فداء لكرسيه وصفقاته.
واشنطن تتفرغ للتنين الصيني
الهدف الأعمق لهذه القمة لم يكن أوكرانيا ولا غزة ولا القوقاز. الهدف أن تُنهي واشنطن هذه الجبهات بسرعة، لأنها تريد أن تتفرغ للمعركة الحقيقية: الصين.
التنين الصيني يزحف اقتصاديًا وعسكريًا، وواشنطن تستعد لصدام القرن. كل ما نشهده اليوم مجرد ترتيبات قبل الانفجار الأكبر: حرب أمريكا–الصين، التي قد تجر العالم إلى محرقة نووية.
أوروبا… فأر في مصيدة
أوروبا، بـ700 مليون نسمة، وقفت كفأر صغير في مصيدة، أمام روسيا التي لا يتجاوز سكانها 150 مليون. قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا هرعوا إلى البيت الأبيض كالتلاميذ المذعورين، فقط ليسمعوا أوامر ترامب. إنها فضيحة القرن: أوروبا العجوز مجرد ظل هزيل، تُدار بالريموت من موسكو وواشنطن.

العالم إلى الهاوية
ما جرى في ألاسكا ليس بداية سلام، بل بداية فوضى أكبر. الشرق الأوسط على أبواب انفجار، القوقاز في طريقه لإعادة رسم الخرائط، وأوكرانيا انتهت كدولة. العالم كله يُقاد إلى مذبحة بدم بارد، فيما يتحدث تجار الحرب عن السلام.
إنها الحقيقة المرّة: قادة العالم ليسوا رجال دولة، بل ذئاب جائعة تتقاسم الجثث على مائدة واحدة.
العالم إلى أين؟
إنها ليست قمة سلام، بل قمة توزيع دماء. الشرق الأوسط على وشك انفجار جديد: تهجير في غزة، حرب في اليمن، تفجير في سوريا، وانهيار في القوقاز. أوروبا تحولت إلى دمية على الهامش، عاجزة أمام روسيا وأمريكا.
والأخطر أن واشنطن تسعى للتفرغ لمواجهة الصين، القوة الصاعدة التي تهدد عرشها الاقتصادي والعسكري. أي أن الحروب الحالية ليست سوى “استراحة دموية” قبل الانفجار الأعظم: حرب أمريكا–الصين.
ضياع العالم
اليوم، لم يعد هناك معسكر للخير والشر. بوتين وتـرامب يتقاسمان الخرائط، وأوروبا خاضعة، والعرب صامتون، والعالم يتدحرج نحو كارثة كبرى.
قمة ألاسكا ليست نقطة تحول فحسب، بل إعلان صريح أن العالم دخل مرحلة الفوضى المنظمة: صفقات في الخفاء، دماء في الميدان، وتجار موت يتحدثون عن السلام وهم يغرقون البشرية في الخراب.

العالم اليوم يقف على حافة الانفجار الأعظم… ما حدث في ألاسكا لم يكن مجرد قمة، بل إعلان رسمي عن فوضى مقبلة: أوكرانيا انتهت كدولة، الشرق الأوسط يتهيأ لحروب مدمرة بين إسرائيل وإيران، والقوقاز سيشهد صراعات جديدة. أوروبا العجوز عاجزة، وترامب مستعد لتصفية أي ملف يهدد مصالحه، بينما واشنطن تتجه نحو صدام شامل مع الصين.
الأيام القادمة لن تعرف سلامًا، بل سلسلة من الانفجارات العسكرية والسياسية والاقتصادية. كل شعوب العالم أصبحت رهينة لتجار الحرب، وكل الحدود والسياسات مجرد ورقة على طاولة الصفقات.
إنها الحقيقة المرة: الذئاب تبتسم للكاميرات باسم السلام، بينما البشرية كلها تُقاد إلى المذبحة. العالم لن يكون كما كان، والهاوية تقترب بسرعة لا يمكن إيقافها.
