أخبارالرئيسية

غزة تنزف… والعالم يتفرج

غزة تنزف… والعالم يتفرج
في غزة، لا تُسمع إلا أصوات الانفجارات وصرخات الأمهات. أطفال يقتلون في أحضان أمهاتهم، نساء تُدفن تحت الركام، وشعب يُعاقب بالتجويع والحصار، في مشهد لا يترك مجالًا للشك: ما يجري ليس حربًا، بل إبادة جماعية مكتملة الأركان.
جريمة لا تحتاج إلى تفسير
كل القوانين الدولية، من اتفاقيات جنيف إلى مواثيق حقوق الإنسان، تؤكد أن استهداف المدنيين جريمة حرب. ومع ذلك، تُستباح غزة يوميًا بالقصف، ويُترك أهلها بين موت سريع بالصواريخ أو موت بطيء بالجوع والمرض. الأرقام تحولت إلى مجرد إحصاءات باردة، لكن خلف كل رقم طفلٌ لم يعد يلعب، وامرأة لم تعد تعيش، وأسرة محيت من السجلات.
صمت عربي… وتواطؤ غربي
الفضيحة ليست فقط في قسوة الاحتلال، بل في الصمت العربي المطبق، حيث تحولت الأنظمة إلى متفرج صامت، بل أحيانًا شريك ضمني عبر إغلاق المعابر أو تمرير التطبيع. أما الغرب، الذي يرفع شعارات الحرية وحقوق الإنسان، فيمارس ازدواجية صارخة: يبرر العدوان، يبرر القتل، ويتحرك فقط عندما تُمس مصالحه.
الشعوب تتحرك… والحكومات تخذل
المفارقة أن الشوارع في العواصم الغربية باتت تصدح بالحرية لفلسطين أكثر مما تفعل بعض العواصم العربية. الملايين من الشباب والطلاب والنقابات في أوروبا وأمريكا يخرجون ضد الإبادة، بينما حكوماتهم تواصل دعم الاحتلال بالسلاح والمال. أما الحكومات العربية، فغارقة في حساباتها الضيقة، بينما الدم الفلسطيني يسيل.
غزة عنوان الكرامة
الإبادة الجماعية في غزة ليست قضية “فلسطينية” فقط؛ إنها قضية إنسانية وأخلاقية تكشف زيف العالم الحديث. غزة اليوم عنوان الكرامة، واختبار حقيقي لضمير البشرية. من يقف صامتًا أمام قتل الأطفال وتجويع النساء، يفقد حقه في الحديث عن العدالة والحرية.
لا بد من تحرك
الجرح في غزة لم يعد يُحتمل. المطلوب ليس بيانات إدانة فارغة، بل تحرك عملي:
محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب.
فرض عقوبات دولية لوقف آلة القتل.
فتح ممرات إنسانية عاجلة لإيصال الغذاء والدواء.
مقاطعة سياسية واقتصادية لكل من يدعم الإبادة.
فلسطين لم تعد مجرد قضية حدود، بل قضية وجود. وغزة، بكل دمائها وجراحها، تذكّر العالم أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى