صحة

يثير الرعب في أميركا.. كيف يحصد “مخدر الزومبي” الأرواح؟

يتجدد الحديث عن “مخدر الزومبي” في الولايات المتحدة، بعد صدور تقارير رسمية مطلع مايو الجاري تشير إلى رصد حالات وفاة لمدمنيه، وانتشار مشاهد مصورة عبر منصات التواصل الاجتماعي تظهر شبانا يتمايلون في الشوارع بشكل غريب، مما يفسر سبب تسميته.
“التهديد الأخطر لأميركا”
يعرف هذا المخدر باسم “ترانك” (Tranq) أو (Tranq dope)، وهو مزيج بين مادة الزيلازين (دواء بيطري يشبه الكوكايين ويعطى للحيوانات الضخمة لتهدئتها وتسكين الألم، مثل الأحصنة والأبقار والثدييات الأخرى)، وبين مادة الفنتانيل (أخطر أنواع المخدرات).

والزايلازين موافق عليه في البلاد من قبل منظمة الغذاء والدواء الأميركية، إنما يستخدم للحيوانات فقط.
ويتم تعاطي مخدر الزومبي عبر الحقن، والوفيات بسببه في ازدياد نظرا لصعوبة علاج آثاره، إذ يعمل على خفض ضربات قلب متناوله ويعيق تنفسه.

وعند تعاطيه، فإنه يسبب الجلد تعفن الجلد، حيث يصبح الشخص وكأنه ميت ويسير على الأرض بشكل متمايل، ومن هنا كان اسم “مخدر الزومبي”.
ويرى أميركيون أن “الأمر تحول إلى كارثة وطنية، خصوصا أن شبكات تجار المخدرات تتصرف بطرق ملتوية من خلال استخدام الألوان وطرق التحايل والإبداعات في عملية التسويق”.
أخصائية تكشف أسباب الخطر
وقالت مسؤولة أبحاث ودراسات الدواء واللقاح في جامعة تكساس الأميركية هالة غصن، في اتصال مع موقع “سكاي نيوز عربية”:
“هذا المخدر الجديد من نوعه في الولايات المتحدة، يعد من أصعب الأزمات التي تواجه البلاد”.
“زادت حالات الوفاة الناتجة عن الجرعة الزائدة من الفنتانيل إلى أكثر من 70 ألفا في الأشهر القليلة الماضية”.

الفنتانيل من أقوى أنواع المخدرات، ومصادق عليه من قبل وكالة الغذاء والدواء الأميركية، لكن ليستعمل من أجل تسكين الآلام، خاصة بعد خروجهم من غرف العمليات، وكذلك لمرضى السرطان، ويستخدم تحت المراقبة”.
“يصنف الفنتانيل على أنه أقوى بنسبة 100 مرة من المورفين، و50 مرة من الهيروين”.
“السبب الرئيسي للموت من هذه المخدرات هي الجرعات الزائدة، ويحدث معظمها بعد تعاطي الفنتانيل على شكل حبوب مصنعة بطريقة غير قانونية”.
‎التسويق الماكر
‎وتطرقت غصن في حديثها كذلك إلى الطريقة التي يتم الترويج بها لهذا المخدر، قائلة إنه “وفق مصادر إدارة مكافحة المخدرات الأميركية، فإنه يتم خداع الشباب عبر تسويقه بطريقة غير قانونية، ويباع على شكل حبوب تحتوي على مخدر الفنتانيل، وغيرها من المواد المميتة”.
وأضافت: “من المهم إدراك أن كمية صغيرة من الفنتانيل كافية لقتل شخص. هناك شبكات إجرامية تعمل على إنتاج هذه الحبوب وتسويقها من خلال منصات التواصل الاجتماعي، على أنها حبوب مشروعة”.
وأوضحت الصيدلانية: “المؤسف أنها صارت في متناول الجميع حتى الأطفال، وتباع على شكل حبوب ملونة تستهدف المراهقين بشكل خاص، وتعرف بـ(فنتانيل قوس قزح)”.

ولدى سؤالها عن السبل الممكنة لمكافحة انتشار هذه المخدرات، قالت لموقع “سكاي نيوز عربية”:
“يتبين من خلال إحصائيات إدارة مكافحة المخدرات الأميركية، أنه خلال عام 2022 استطاعت الولايات المتحدة أن تمنع بيع أكثر من 57 مليون حبة فنتانيل”.
‎”خلال عام 2023، صادرت الجهات الرسمية وعملت على إيقاف تسويق عدة أنواع من الحبوب المخدرة، التي كانت ستؤدي إلى 111 مليون جرعة فتاكة”.
‎”التوعية ضرورية جدا لمواجهة هذا الخطر، والاعتماد على وصفة الطبيب واستشارة الصيدليات، عند شراء أي أدوية”.
“هناك حملات توعية مكثفة تقوم بها جامعة تكساس وغيرها من الجامعات والمدارس، وتم تخصيص يوم التاسع من مايو من أجل التوعية من الفنتانيل الذي يحتويه مخدر الزومبي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى