اقتصاد

ارتفاع الأسعار يدفع عائلات مغربية إلى اقتناء الكتب المدرسية المستعملة‎‎

في ظل غلاء أسعار الكتب المدرسية خلال الموسم الحالي، استعانت الكثير من الأسر المغربية بأسواق الكتب المستعملة لتدبير حاجيات أبنائها من أجل تقليل المصاريف الدراسية الباهظة.


و كما هو ملاحظ ، هناك إقبال متزايد على أسواق الكتب المدرسية المستعملة بمدينة الدار البيضاء، خاصة “سوق البحيرة” بوسط المدينة، وكذا الأسواق المنتشرة بمنطقة “درب السلطان”.


وتشهد أسواق الكتب المستعملة، في أيام الدخول المدرسي من كل سنة، رواجا استثنائيا؛ لكن سرعان ما يعود الركود الاقتصادي إليها في بقية فترات السنة، بسبب ضعف حركية الزبناء.


ولا تستطيع العديد من الأسر اقتناء الكتب المدرسية الجديدة لفائدة أبنائها، بسبب الوضعية الاجتماعية الصعبة التي تعيشها بعد جائحة “كوفيد-19″؛ ما يدفعها إلى اللجوء إلى الكتب المستعملة التي تباع بأثمنة مناسبة.


وينشط عشرات الشباب في بيع الكتب المدرسية المستعملة خلال هذه الفترة السنوية، حيث يستغلون هذه الفرصة لكسب لقمة العيش، و”الهروب” من أزمة البطالة التي تلاحقهم.


وطيلة الموسمين الماضيين، سجلت مصادر مهنية “ضعف الإقبال” على الكتب المدرسية المستعملة مقارنة مع فترة ما قبل الجائحة، بفعل تبعات ظهور الفيروس التاجي.


وبالنسبة إلى الكتبي يوسف بورة، الفاعل المهني في تسويق الكتب المستعملة في الدار البيضاء، فإن “الإقبال متوسط هذه السنة بسبب تأخر الموسم الدراسي، وتزامنه مع مجموعة من المناسبات الاجتماعية”.


وقال بورة، في تصريح له ، إن “الطبقة المتوسطة هي التي أقبلت بكثافة على الكتب المدرسية المستعملة في الأيام الماضية”، مشيرا إلى أن “الأسعار المنخفضة هي التي تجذب الزبائن المغاربة”.


وأضاف رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين أن “غياب التنسيق بين الناشرين والكتبيين أدى إلى تراجع منسوب الإقبال على الكتب المستعملة؛ لأن الكتبيين لم يعرفوا النسخ الجديدة من الكتب المطلوبة في المدارس”.


وأوضح المهني عينه أن “أولياء تلاميذ المدارس الخاصة يقبلون أيضا على أسواق بيع الكتب المستعملة بسبب ارتفاع تكلفة الكتب الجديدة”، مبرزا أن “الغلاء هو شعار هذا الموسم الدراسي في ظل ضعف القدرة الشرائية”.


وواصل بورة حديثه بالتأكيد على أن “الإقبال لن يصل إلى ما كان عليه في مرحلة ما قبل الجائحة، حيث كان شباب المدن البعيدة يحجون إلى الدار البيضاء لشراء الكتب المستعملة من أجل بيعها للأسر؛ لكن تحولات الرقمنة وتغير المناهج الدراسية من العوامل التي حالت دون ذلك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى