فن وثقافة

الطالب يترجم “شيطان النظرية” للغة العربية

صدرت، في بداية شهر شتنبر الجاري عن دار الكتاب الجديد ببيروت، الترجمة العربية لكتاب “شيطان النظرية.. الأدب والحس المشترك” للباحث والمنظر الأدبي الفرنسي أنطون كومبانيون إلى اللغة العربية، وترجمة وتقديم الباحث والمترجم المغربي حسن الطالب؛ وذلك في 420 صفحة من القطع الكبير.


وقال الباحث والناقد المغربي إدريس الخضراوي إن “هذه الترجمة من شأنها أن تكون إضافة قيمة للترجمات المغربية في مجال نظرية الأدب والدراسات الأدبية في السياق العربي، والتي هي، بحكم المثاقفة، ليست بمنأى عن النقاش العميق الذي يدور حول نظرية الأدب في الدوائر الغربية”.


وأضاف الخضراوي أن هذا الكتاب يتعين بوصفه واحدا من الأعمال القليلة التي تفحص بكثير من العمق والتبصر والذكاء الأزمة التي طاولت الأدب منذ ثمانينيات القرن الماضي مع ظهور الرواية الجديدة وجماعة تيل كيل؛ ولما كان مؤلف الكتاب قد تتلمذ على أيدي كبار رموز النظرية الأدبية، وفي مقدمهم رولان بارت، في مرحلة كانت فيها النظرية تتألق بقوة، بل صارت حركة عالمية تمارس جاذبية كبيرة على فئات واسعة من الطلاب في القارات المختلفة، فإنه، بهذا الوضع الاعتباري الذي يتمتع به، ليس فقط مؤهلا للقيام بهذه المراجعة النقدية، بل يمتلك، أكثر من غيره، مشروعية القيام بمثل هذا التركيب.


وأشار الناقد المغربي إلى أن “أنطوان كومبانيون يهتم في هذا الكتاب بمسار النظرية الأدبية في سياق المشهد النقدي الأدبي خلال القرن العشرين، منطلقا من التجربة الفرنسية بالتحديد، وهي تجربة يختلف مسارها في النظرية الأدبية عن مسار سائر البلدان التي أدلت بدلوها فيها؛ مثل أمريكا، وألمانيا وروسيا، وسويسرا، على سبيل المثال لا الحصر.


وأوضح إدريس الخضراوي أن “احتكاك المترجم حسن الطالب بقاعات الدرس، وفضاءات الإنتاج النقدي، ومختبرات البحث المعنية بأسئلة النظرية، لهو أيضا من العلامات الأساسية التي تدلل على نجاح المترجم في أن يسكن بيت اللغة العربية عملا يشكل البيان النقدي لكامل ذلك التوجه الذي تبلور في الغرب منذ تسعينيات القرن الماضي، ومفاده أن نظرية الأدب لا يمكن أن تكون إلا نظرية نقدية؛ وهذا ما يسمح لها بالنفاذ إلى موضوع الأدب، وفهم اللغزية التي يتدثر بها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى