الشرادي: رسام الكاريكاتير يتوسط متاهة بين الفن والصحافة في المغرب
قال الكاريكاتيرست خالد الشرادي إن حضور الكاريكاتير في التلفزيون يختلف عن صفحات الجرائد والصحف حيث يستريح هذا الفن بين دفتي الورقي وحميميته مع القارئ والمتلقي.
وأضاف الشرادي، الذي حل ضيفا على برنامج “FBM – المواجهة” للناقد الإعلامي بلال مرميد وتبثه قناة “ميدي 1 تيفي”، أنه لا يزال يحتفظ بالتوجس نفسه على اعتبار أن نقل الرسم الصحافي إلى التلفزيون يعد تجربة جديدة تحظى بمتابعة من قبل فئة عريضة من المشاهدين، وبخوف يومي من أن “يخضع لرقابة رئيس التحرير على صفحات الجرائد الورقية”.
وتابع قائلا إن الصحافة اليومية كائن مفترس، تجعل فنان الكاريكاتير يدور في عجلة إنتاجية غير إبداعية، مبرزا أن هذا الزخم الإنتاجي اليومي الذي يعالج قضايا اجتماعية لا يمكِّن من البروز والارتقاء إلى المستوى الدولي.
“ورغم ذلك، يتابع الشرادي، وبما أني أنتج في مجال صحافة الرأي، أحاول الخروج من هذه الدوامة إلى إنتاج رسوم قادرة على المشاركة وقابلة للتسويق على المستوى الدولي والعالمي”.
وبخصوص الكتابة الساخرة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أوضح “ضيف مرميد” أن الأمر يتعلق بمساحة حرة توفر حرية التعبير عما يخالج النفس، مشيرا إلى أن هناك نقاشا مفتوحا وتفاعلا مع المتابعين.
وأضاف أن الرسام الصحافي هو كاتب رأي وكائن صدامي ومستفز يهتم بالقطار الذي يأتي متأخرا وليس بالذي يجيء في وقته، واصفا مواقع التواصل الاجتماعي بالحيز الذي يتيح حرية التعبير في حدود الممكن بعيدا عن رقابة رئيس التحرير. وأوضح أن الهدف الأساسي من هذه السخرية لا يغدو أن يكون متنفسا.
وفي سياق آخر قال الشرادي إنه يرفض خوض غمار التأليف عبر بوابة الرواية لأن “الكتابة الجيدة لا تعني بالضرورة الإبداع في الرواية”.
وعاب الكاريكاتيرست المستقر بسويسرا غياب الرسوم الكاريكاتيرية في نشرات الأخبار، مرجعا ذلك إلى قلة الإنتاجية أولا، وضعف الثقافة الكاريكاتيرية لدى المغاربة ثانيا.
وأضاف أن الرسام الصحافي أو الكاريكاتيرست لا يحتل المكانة التي يستحقها في المشهد الإعلامي، مشبها الرسامين الصحافيين على قلتهم بـ”الغراب”، فلا هم صحافيون ببطائق صحافة ولا هم فنانون يحملون بطائق الفنان.
وتعليقا على تراجع أعداد ممتهني الفن الكاريكاتيري، أوضح ضيف برنامج “FBM – المواجهة” أن منسوب السخرية ارتفع بالمقارنة مع سنوات خلت، منوها بالمستوى التقني لفناني الكاريكاتير الذي عرف تطورا كبيرا وملحوظا، مضيفا أن مستوى التفاعل والانتشار في مواقع التواصل أقوى بكثير من الصحف الورقية التي تنتج الكاريكاتير.
واعتبر الشرادي نهاية مهرجان شفشاون للكاريكاتير في دورته الـ11 طبيعية بالنظر إلى “ضعف الدعم المقدم من قبل الجهات المانحة والداعمة”، على حد قوله.