صحة

الشعور بالوحدة والتعاسة يضران بالصحة أكثر من التدخين

توصلت دراسة صادمة إلى أن الشعور بالوحدة والتعاسة يضران بالصحة أكثر من التدخين، ووجد الباحثون أن العواطف تسرع الساعات البيولوجية للناس أكثر من السجائر.

كما كشفت نتائج الدراسة أن الشعور بالوحدة والتعاسة واليأس يضيف ما يصل إلى سنة و8 أشهر إلى عمر الشخص، أي إلى ما يزيد بخمسة أشهر عن التدخين.

وأخذت الدراسة التابعة لجامعة “ستانفورد” في كاليفورنيا، عينات دم من 12 ألف شخص، واستخدمها الخبراء في إنشاء نموذج للشيخوخة للتنبؤ بالعمر البيولوجي للمشاركين، ثم تمت مطابقة المشاركين حسب العمر والجنس، وتمت مقارنة نتائجهم مع النتائج التي كانت تتقدم في العمر بشكل أسرع.

وأظهرت النتائج أيضَا بأن الشعور بالوحدة كان أكبر مؤشر على حدوث تدهور بيولوجي أسرع تبعه التدخين الذي أضاف سنة و3 أشهر إلى عمر الشخص.

ما تأثير الوحدة على الصحة الجسدية؟

وفي هذا الإطار، يوضح الاختصاصي في الطب النفسي والإدمان، قاسم ريماوي أن الوحدة واليأس هما أحد العوامل الأساسية التي تسبب عدة أمراض نفسية منها اضطرابات القلق، والتوتر واضطراب الاكتئاب، بالإضافة إلى أمراض أخرى كثيرة.

ويشير في حديث لـ”العربي” من العاصمة الأردنية عمان، إلى أن كثيرًا من الناس لا يعرفون مدى ضرر المشاكل النفسية على الصحة الجسدية، لافتًا إلى أن الوحدة تؤثر على مناطق معينة في الدماغ مسؤولة عن الذاكرة واتخاذ القرارات وتحليل المشاعر عند الإنسان.

هل يمكن للوحدة أن تكون قرارًا شخصيًا؟

ويضيف ريماوي أنه حسب الدراسات بأن المناطق التي تتأثر بالشعور بالوحدة يتغير حجمها عند الأشخاص الذين يعانون من الوحدة، والأفراد الذين لا يملكون علاقات اجتماعية عميقة أو وثيقة.

وبيّن الاختصاصي في الطب النفسي والإدمان أن الوحدة الاختيارية هي التي يتبعها الشخص الانطوائي، ولا تعني بالضرورة أن يعاني الانطوائي من اضطرابات نفسية، بل هي حالة من أشكال الشخصيات وتعتبر أمرًا طبيعيًا، مشيرًا إلى أن الانطوائي يشحن طاقته الاجتماعية من خلال الوحدة، وهذا لا يعني أنه لا يشكل علاقات اجتماعية عميقة.

وشرح ريماوي أن الإقلاع عن الوحدة والتعاسة أمر صعب، لأنه بالنسبة لبعض الأشخاص يكون التعامل مع الوحدة كبداية أسهل من التعامل مع الناس والعلاقات الاجتماعية.

واستبعد أن يكون للتكنولوجيا دور في الوحدة أو التعاسة، لأنه يمكن للإنسان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التواصل الاجتماعي.

وخلص ريماوي إلى أنه يمكن الابتعاد عن الوحدة واليأس من خلال التعامل مع الأشخاص المحيطين بنا، ومحاولة بناء علاقات وعميقة ووثيقة بالأشخاص الذين نشعر بالأمان معهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى