دولي

بعد سقوط قادته واحدًا تلو الآخر.. داعش في مرحلة الانهيار

رئيس تحرير اليوم السابع

تم الإعلان عن مقتل عدد من قادة داعش في سوريا خلال عملية إنزال وبضربة جوية للقوات الأمريكية، على ما أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية.

وقالت القوات الأمريكية إنها قتلت ليل الأربعاء الخميس، قيادياً كبيراً في تنظيم داعش، خلال عملية إنزال في شمال شرق سوريا.

وأكدت القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط (سينتكوم) في بيان أن العملية استهدفت راكان وحيد الشمري.

العملية وقعت في قرية ملوك في ريف مدينة القامشلي، وهي إحدى القرى القليلة الواقعة تحت سيطرة مجموعات تابعة للنظام في محافظة الحسكة التي يسيطر على أغلبها مقاتلون أكراد وتنتشر فيها قوات التحالف.

كما نفذ الجيش الأمريكي غارة جوية في سوريا، الخميس، أسفرت عن مقتل اثنين من كبار عناصر تنظيم داعش، بحسب بيان صادر عن القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم).

وقالت سنتكوم في البيان إن “القوات الأمريكية نفذت بنجاح ضربة في شمال سوريا أسفرت عن مقتل كل من أبو هاشم الأموي ومسؤول كبير آخر في تنظيم داعش”.

من ناحيتها قالت رشا مقران في مقدمة حلقة السبت من برنامج “ستديو الآن”: “التنظيم الإرهابي لم يلبث أن يفيق من صدمة القبض على “بشار الصميدعي” أحد قادته في تركيا، ليتلقى ضربة أخرى بمقتل أحد قادته في سوريا”.

وأضافت: “داعش بعدما كان تنظيما يبدو عليه القوة والتماسك، أصبح ضعيفاً للحد الذي يجعله غير قادر على حماية أعضاءه وعناصره من الضربات التي يتلقاها واحدة تلو الأخرى”.

وفي حواره مع رشا مقران لبرنامج ستديو الآن، قال سامر الأحمد، الكاتب الصحفي، والباحث المهتم بتطورات شمال شرق سوريا: “إن طرق تعقب قادة داعش تسلك طريقين، الطريق الأول هو  الطريق الاستخباراتي المباشر الذي يجري على مرحلتين، مرحلة المراقبة أو التتبع عبر مجموعات على الأرض تكون مرتبطة بقيادة التحالف، أو قوات سوريا الديموقراطية، أم الطريقة الثانية في المتابعة التقنية المتعلقة بمراقبة خطوط الاتصالات، أو الطائرات المسيرة، وخاصة في محافظة مثل الحسكة، تتداخل فيها مختلف القوى الدولية، مثل إيران وروسيا وتركيا والولايات المتحدة، وهو ما يجعل من المنطقة “مكشوفة” استخباراتيًا”.

وأضاف الأحمد: “أما الطريق الذي، والذي يتم استخدامه في متابعة قادة داعش، وتم كشف مؤخرا خاصة في الحسكة، أو مناطق النفوذ التركي، هو استخدام “العلاقات العشائرية”، والمنطقة الشرقية متداخلة عشائريًا بشكل كبير، فهذه العلاقات تسهم في التعرف على بعض قادة داعش المتخفيين سواء بين الأهالي، أو حتى في المناطق البعيدة”.

وأشار إلى الأسلوب الذي يتبعه معظم قادة التنظيم في التخفي، حيث لجأ الشمري إلى الاندماج مع الأهالي من خلال توزيعه الأموال على الأسر في القرية، وهي منطقة زراعية فقيرة.

ومنذ العام 2014، يشن التحالف الدولي في العراق وسوريا حملة ضد تنظيم داعش تُوجت في آذار/مارس 2019 بإعلان قوات سوريا الديموقراطية المدعومة أمريكياً وعلى رأسها المقاتلون الأكراد، القضاء على “التنظيم” بعد انتهاء آخر المعارك ضده في قرية الباغوز الحدودية مع العراق.

وبعد القضاء على “التنظيم”، انكفأ مقاتلو داعش في سوريا بشكل رئيسي إلى البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور عند الحدود مع العراق، كما يتوارى كثر في قرى ومناطق مختلفة.

مذاك، يلاحق التحالف الدولي قياديي التنظيم وينفذ عمليات لاعتقالهم إن كان في دير الزور والحسكة شرقاً أو في مناطق أخرى في شمال سوريا وشمال غربها.

وفي هذا الشأن يقول عبدالوهاب عاصي، مدير وحدة الدراسات في مركز جسور للدراسات، في حواره لـ”ستديو الآن” مع رشا مقران، إن المؤشر حاليا هو أن تنظيم داعش يعاني من الانهيار، على مستوى القيادة المركزية، وحتى على مستوى المجموعات اللامركزية”.

وأضاف عاصي: ” نفذ التحالف الدولي ما يقرب من 13 عملية عسكرية ضد قادة التنظيم خلال ما شهر ونصف تقريبا، وهو رقم كبير جدا،  مقارنة مع الفترات السابقة، التي أجرى فيها التحالف الدولي عملياته ضد، التنظيم وقادته، وهذا ما يكشف أن التنظيم يعاني حاليا من استنزاف على مستوى القيادة”.

وأكد أن قادة التنظيم الذين يختبئون في أماكن سيطرة النظام السوري، وحاولوا “الاندماج مه ميليشيا النظام السوري”، أيضا أصبحوا على قائمة الاستهداف، وهو ما يعني أن التحالف الدولي مُصر على ملاحقة قادة التنظيم في كل مناطق النفوذ، سواء في مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، أو حتى في مناطق سيطرة المعارضة السورية.

ونجحت القوات الأمريكية في اعتقال قادة في عمليات عدة، قتل في أبرزهما زعيما التنظيم أبو بكر البغدادي في تشرين الأول/أكتوبر 2019 ثم أبو أبراهيم القرشي في شباط/فبراير الماضي في مخبأهما في محافظة إدلب (شمال غرب).

وفي تموز/يوليو، أعلنت الولايات المتحدة أنها قتلت زعيم تنظيم داعش في سوريا ماهر العكال في ضربة نفذتها طائرة مسيرة أمريكية، ووصفته القيادة المركزية في البنتاغون بأنه “أحد القادة الخمسة الأبرز” في التنظيم المتطرف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى