سياسة

تبون والرسائل المشفرة..

رئيس التحرير يكتب

الجزائر تحاول تمرير رسالتين إلى المملكة المغربية الأولى سياسة، والثانية عسكرية تقدم عليهما الجزائر في مطلع الأسبوع القادم، ومع زيارة تبون للبرتغال وما سيتمخض عنها من إتفاقيات، ومعاهدة التعاون، وحسن الجوار، وكل الهدف من ورائها إحكام طوق الحصار غربا على إسبانيا، كلها تصب في خانة العقوبات التي فرضتها الجزائر على إسبانيا.

بعدما أحكمت حصارها شرقا من خلال تميز علاقتها مع إيطاليا، وما تولد عنها من إتفاقيات إقتصادية، خاصة في مجال الطاقة، كمنصة انطلاق الغاز نحو أوربا بدلا من إسبانيا، التي كانت مرشحة للعب لهذا الدور على الصعيد الأوروبي، المشروع الذي كلف إسبانيا 30 مليار دولار استثمرتها في محطات تحويل الغاز وأنابيب ناقلة وخزانات.

فيما الرسالة العسكرية تبرز من خلال المناورات الأخيرة بالذخيرة الحية ببشارو، تندف على مشارف الحدود مع المغرب مناورات الأسلحة من دبابات وطائرات حربية، وصواريخ بعيدة المدى، جوية وأرضية، فضلا عن مشاركة الجيش الجزائري وزيارة رئيس هيئة الأركان شنقريحة لبيلاروسيا الأسبوع القادم، للمشاركة في المناورات العسكرية التي تجريها جيوش كل من الصين وروسيا والهند والبرازيل، أي بمعني مجموعة البريكس الإقتصادية.

الهدف المعلن تعزيز التعاون العسكري والتنسيق الاستخباراتي وتبادل الخبرات والمعلومات، و من المتوقع الأكيد أن يصدر بيان مشترك برتغالي جزائري يدحض وينفي التصريحات الرسمية المغربية، المغالطة بخصوص موقف البرتغال من قضية الصحراء المغربية، حيث صرحت البرتغال بأنها تدعم المغرب وتساند الحكم الذاتي لكن الحقيقة عكس ذلك، كما جاءت على لسان الحكومة البرتغالية التي أعلنت دعمها للأمم المتحدة، وللمبعوث الشخصي ديميستورا دون أدنى إشارة الى المقترح المغربي، وفي الوقت التي تطرقت الصحف الأوروبية عن البرتغال وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا إلى ماقام به المغاربة، فاضحة تحريف وتحوير تصريحات رئيس الحكومة البرتغالية في زيارته الأخيرة للمغرب، مباشرة بعد الإعلان عن البيان المشترك ونهاية الزيارة.

وسوف يعلو صراخ البعض وعويل المحللين، ونقد المتابعين وشجب الباحثين المغاربة، و الرئيس الجزائري يدفع أموال الغاز كي يشتري ذمة البرتغال، وذاك يذهب إلى ثقة في عتيقه، وأن الأوروبيون على ملة واحدة وهم سيقولون بأن البرتغال لاقيمه لها تذكر، موزايين كبير ولا تأثير لها على الصعيد الأوروبي، وهؤلاء سيروجون لكفاية المغرب بالإعتراف الأمريكي، والتعاون العسكري المغربي الإسرائيلي، فيما يردد السواد الأعظم من الرعاع،ماذا تريد الجزائر من المغرب على كل هذة الفضائح؟ والله المغاربة أصحاب قضية والشعب المغربي لو خرج لا كان انتهى الأمر، ولكن الحقيقة مغيبة عند هؤلاء العسكر، أن الجزائر استرجعت أو بسطت سيادتها، أو قل ما يحلو لك، وبرر كما تشتهي، استرجعت واحات العرجة بفكيك، ومنطقة واد زلمو، وقطعت الطريق ما بين فكيك وبوعرفة بمكبرات الصوت، فقط دون إطلاق رصاصة واحدة، فيما الساكنة احتجت وسيرت مسيرات وقامت بوقفات تنديد، و الدولة بقيت متفرجة وكأن الأمر حصل في جزر الشاكي باكي، و بالتالي لا يعنيها .

تحياتي لكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى