داخل الكومنولث.. تتويج تشارلز الثالث ملكاً يمكن أن يكون الأخير لـ 6 بلدان.. ما القصة؟
تشارلز الثالث الذي سيُتوج ملكا على التاج البريطاني، ويضم تحت سلطته 14 دولة، قد يشهد عهده تفككا لـ ‘الكومنولث” وهو إرث إستعماري بريطاني سعت الملكة إليزابيث الثانية للمحافظة عليه في الفترة السنوات التي تلك موجات الاستقلال منتصف القرن الماضي
سيكون تتويج تشارلز الثالث، غداً السبت 6 مايو/أيار، لحظة احتفال للعائلة المالكة البريطانية. ولكن بالنسبة للعديد من دول الكومنولث الأربعة عشر التي لا تزال مرتبطة بالملكية البريطانية، فقد يكون هذا هو الوقت الذي تبرز فيه دعواتها المتصاعدة لإسقاط النظام الملكي في دولها، خاصة بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية التي كان لها رمزية كبيرة في تلك الدول.
الكومنولث البريطاني يُواصل التفكك
كشف تقرير لمجلة “التايم” البريطانية عن تحركات في عدد من الدول الكاريبية للخروج من عباءة التاج البريطاني، عبر عقد استفتاءات محلية في الغرض.
وتنقل المجلة عن “ماثيو سميث”، وهو مدير مركز دراسة مخلفات العبودية البريطانية في كلية لندن، قوله “إن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية أبقت الكثير من هذه الارتباطات بالكومنولث والنظام الملكي على قيد الحياة لأجيال عديدة بعد الاستقلال”. مشيرا أنه “الآن … لدينا الملك تشارلز الثالث، وهو مايطرح علاقة مختلفة تمامًا” مع تلك الدول، على حد تعبيره
تقول مجلة التايم أنه لا يوجد مكان في العالم قد يشهد على سطوة وجبروت الإمبراطورية البريطانية أكثر في منطقة البحر الكاريبي. هناك، حيث تحول تاريخ بريطانيا الطويل من الاستعمار والعبودية إلى دعوات شعبية وسياسية نخبوية للخروج من ظل دول الكومنولث الحديثة، والتي يعتقد الكثيرون أنها شكل من أشكال الاستعمار الجديد.
الحكم الاستعماري في دول البحر الكاريبي
وتابعت الوزيرة الجامايكية قائلة: “علينا أن ننجزه (الاستفتاء) فقد حان الوقت لنقول وداعا” وتوقعت أن يتم ذلك في وقت مبكر من العام المقبل، ووعدت بتقديم مشروع القانون في مايو الجاري، وبتمريره في 9 أشهر، ثم عرضه على الجامايكيين لاستفتاء “من المرجح جدا” أن ينتهي بنعم للجمهورية، وهو ما يوحيه حديثها قبل شهرين في الفيديو المعروض.
وأنهت فورتي المقابلة معها، بقولها: “احتفال المملكة المتحدة بتتويج الملك، يخصها. أما جامايكا، فتتطلع إلى كتابة دستور جديد يقطع العلاقات معه بصفته رئيسا لدولتنا (..) سنقول وداعا لشكل من أشكال الحكم المرتبط بماض مؤلم من الاستعمار وتجارة الرقيق عبر الأطلسي” في إشارة منها الى المدوّن في “سجلات مكتبة جامايكا الوطنية” من معلومات مؤلمة.
إلى ذلك ووفقا لاستطلاع نظمه قبل أيام اللورد Michael Ashcroft المعروف كسياسي بريطاني وشخصية أعمال، وذكرته “التايم” في تقريرها المشار له أعلاه، فإن مواطني 6 دول تعترف بملك المملكة المتحدة رئيسا لها “سيصوتون بنعم لتصبح دولهم جمهوريات” وهي كندا وأستراليا وجزر الباهاما وجامايكا وجزر سليمان وأنتيغوا وبربودا، فيما لو تم إجراء استفتاء يجري بعد التتويج.
الدول التي تخطط لتصبح جمهوريات ذات سيادة
وفقًا للتقارير، تشهد بليز وجزر الباهاما وجامايكا وجرينادا وأنتيغوا وبربودا وسانت كيتس ونيفيس دعمًا وحشداً شعبياً قويًا لتصبح جمهوريات.
بعد أن أزاحت دولة باربادوس الكاريبية التاج الملكي من رئاسة الدولة في نوفمبر 2021، كان من المتوقع أن يكون لها تأثير الدومينو في المنطقة.
جدير بالذكر أن جامايكا قد أنشأت بالفعل وزارة جديدة منذ سنة تقريبا، أعطت من خلالها إشارة واضحة إلى الابتعاد عن الملكية.
حيث أنشأت الحكومة وزارة للشؤون القانونية والدستورية، التي من شأنها التخطيط لإصلاح وتحديث القوانين المحلية.
وأعلنت الوزارة في تلك الفترة أنها ستشرف على عملية تحويل وضع جامايكا كملكية دستورية. ومن المتوقع إجراء استفتاء لتصبح جمهورية هذا العام في جامايكا.
وعلى غرار جامايكا، أشارت بليز أيضًا إلى نيتها تنحية العاهل البريطاني من رئاسة الدولة. حيث أنشأت الحكومة، العام الماضي، لجنة دستورية شعبية تابعة لوزارة الإصلاح الدستوري والسياسي، لإجراء مشاورات في جميع أنحاء البلاد بشأن عملية إنهاء الاستعمار.
وعن تلك اللجنة، قال وزير في البرلمان حينها: “إن عملية إنهاء الاستعمار تحيط بمنطقة البحر الكاريبي. ربما حان الوقت لبليز لاتخاذ الخطوة التالية في امتلاك استقلالنا حقًا. ولكن، هذه مسألة يجب على شعب بليز اتخاذ قرار بشأنها “.