توريث ما لا يورث.. أبناء النجوم يعيدون تقديم أفلام الآباء
لم يكتف المطرب مصطفى قمر بتقديم ابنه “تيام” للزملاء من العاملين في الوسط الفني بمصر، لمنحه فرصة إثبات قدراته، لكنه شاركه فيلما ناجحا، ليستغل ذلك الرصيد من النجاح ويقدم جزءا ثانيا منه.
ورغم تحقيق الممثل محمد عادل إمام نجاحا ملحوظا، دفع به للمنافسة في الصف الأول من نجوم الإيرادات، إلا أنه يستعد لتصوير فيلم “شمس الزناتي 2″، الذي قدم والده جزءه الأول منذ أكثر من 32 عاما، مستغلا نجاح الفيلم، ليؤدي دور “الزعيم” في جزء جديد.
وإذا كانت ظاهرة توريث المهن لأبناء المشاهير قد أصبحت قاعدة، وأفرزت جيلا كاملا من الممثلين -بينهم أحمد فاروق الفيشاوي، أحمد صلاح السعدني، رانيا فريد شوقي، وغيرهم- فإن الظاهرة الجديدة، والتي تعد أخطر على مستقبل الإنتاج الدرامي، هي ظاهرة توريث الأفلام، ليصبح رهان المشاهد على استدعاء ذكريات الفيلم القديم، لا مشاهدة الجديد.
بدأ المخرج المصري عمرو سلامة الاستعداد لتصوير “شمس الزناتي 2” من بطولة الممثل محمد عادل إمام وياسمين صبري، والذي يعد امتدادا لفيلم “شمس الزناتي” الذي قدمه عادل إمام منذ 1991 ومعه كل من محمود حميدة وسوسن بدر ومحمود الجندي وأحمد ماهر ومصطفى متولي وعلي عبد الرحيم وعبد الله محمود وإبراهيم نصر، ومن إخراج سمير سيف.
قصة “شمس الزناتي” مقتبسة من الفيلم الأميركي “السبعة الرائعون” (The Magnificent Seven) الذي عرض عام 1960، والمقتبس بدوره من الفيلم الياباني “الساموراي السبعة” للمخرج أكيرا كوروساوا، والذي عرض عام 1954.
تدور قصة الفيلم الأصلي حول ساموراي مخضرم واجه ظروفا قاسية، يلبي طلب إحدى القرى بالحماية من قطاع الطرق. ويجمع 6 ساموراي آخرين لمساعدته، فيعلمون سكان المدينة كيفية الدفاع عن أنفسهم، ويزود القرويون الساموراي السبعة بـ 3 وجبات صغيرة يوميا. ويتوج الفيلم بمعركة ضخمة عندما هاجم 40 من قطاع الطرق القرية.
أما قصة” السبعة الرائعون” فقد اتخذت منحى أميركيا، إذ ترهب عصابة قرية زراعية صغيرة مكسيكية، فيرسل شيوخ القرية 3 مزارعين إلى الولايات المتحدة للبحث عن مسلحين للدفاع عنهم. ينتهي بهم الأمر أن يكونوا سبعة يتعاونون لإعداد المدينة لصد جيش مكون من 30 من قطاع الطرق.
وفي نسخة الأب عادل إمام من “شمس الزناتي” يتسع السياق الذي تدور فيه أحداث الفيلم، حيث تجري أثناء الحرب العالمية الثانية، وتتعرض واحة صحراوية نائية لهجوم مجموعة من المسلحين بقيادة “المارشال برعي” ويسرقون خيراتها، فيسافر شيخ القبيلة (عثمان) للقاهرة لشراء الأسلحة اللازمة، ويستعين بشخص يدعى “شمس الزناتي” والذي يحب “حنة” القادمة من نفس الواحة، ويستعين بدوره بمجموعة من أصدقائه، ويجندهم للاشتراك معه في هذه المهمة.
وفي نسخة الابن، يعود المؤلف محمد الدباح إلى ما قبل القصة الأصلية ونسخها المعدلة، حيث يرصد نشأة العلاقة بين “شمس الزناتي” وأصدقائه، وقصة كل منهم على حدة، ثم يتتبع كيفية لقائهم وتشكل صداقتهم، لينتهوا مدافعين عن الواحة بأرواحهم دون تردد.
أولاد حريم كريم
قدم مصطفى قمر تجربة سينمائية متوسطة النجاح بأفلام خفيفة، استغل خلالها شهرته بصفته مطربا، ولعل أشهرها “حريم كريم” للمخرج علي إدريس وتأليف زينب عزيز، والذي عرض عام 2005 وحقق نجاحا كبيرا مقارنة بباقي أفلامه، وشاركت قمر البطولةَ 5 ممثلات صاعدات في ذلك الوقت: ياسمين عبد العزيز وداليا البحيري وبسمة وعلا غانم، بالإضافة إلى ريهام عبد الغفور.
وغاب قمر عن السينما منذ 5 سنوات، إذ قدم آخر أفلامه “فين قلبي” عام 2017، وظهر ضيف شرف في فيلمي “البعض لا يذهب للمأذون مرتين” مع كريم عبد العزيز و”قهوة بورصة مصر”.
وتدور قصة “حريم كريم” -نسخة الأب- حول زوجين يتم الطلاق بينهما بسبب سوء تفاهم، فيحاول الزوج أن يعمل على المصالحة بشتى الطرق بالاتصال بزميلاته القدامى أثناء الدراسة الجامعية.
ويقدم المطرب قمر في “أولاد حريم كريم” ابنه تيام بمعيته -في أول ظهور له وكان طفلا من خلال “قلب جريء”- بينما كان ظهورهما التالي معا في “بحبك وأنا كمان”.
واختفى تيام بعد ذلك سنوات وعاد مجددا عام 2016 في مسلسلي “أبو البنات” و”ليالي الحلمية-الجزء السادس”. ويستكمل دوره بالجزء الأول، حيث كان طفلا، ليكبر ويصبح شابا، ويقوم بدوري الأبوين كل من خالد سرحان وداليا البحيري.
وقال قمر الابن -في تصريحات صحفية- إن هذا الفيلم يضم عددا من الممثلين الذين شاركوا بالجزء الأول، منهم البحيري، وبسمة، وقمر، وسرحان، وانضم إليهم كل من بشرى، وعمرو عبد الجليل، ورنا رئيس.
وتدور أحداث الجزء الجديد، الذي يخرجه علي إدريس وتكتبه زينب عزيز، في الإطار نفسه، وهو المنافسة العاطفية على “كريم” الذي يؤدي دوره قمر.
ويقول قمر في تصريح لأحد البرامج التلفزيونية “يتابع الفيلم حول التغيرات التي طرأت على الأبناء الذين كانوا صغارا بالجزء الأول، وعلاقتهم بأسرهم، والشخصيات الجديدة ستكمل الشخصيات القديمة”.
ويضيف قمر إنهم يستغلون شعبية النجوم الشباب بالفيلم الجديد، ويضيف أن الجيل الجديد يحب رنا رئيس ويعتبرها نموذجا لفتاة أحلامه، ويحب تيام أيضا، ويرصد الفيلم التحولات الجديدة في فكر الشباب ويراهن عليها في دفع الجمهور إلى مشاهدة الجزء الثاني من العمل.
وفي المقابل، يرد تيام على سؤال حول “الواسطة في العمل” بأحد الحوارات قائلا “لا أقتنع بفكرة أن هناك واسطة في العمل، أو أن المخرج يختارك للمشاركة في دور لأنك ابن ممثل أو زميل آخر، وتكون سببا لفشل فيلمه، وأنا أثبت لنفسي قبل الجمهور، وأحب أن يشعر الجمهور بالسعادة عندما يشاهد الفيلم”.