رئيس التحرير د/ عزت الجمال يكتب: اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وصمة عار لإيران ورسالة واضحة من تل أبيب
إن “عملية الاغتيال الإجرامية بحق القائد هنية، وفي قلب العاصمة الإيرانية هي حدث فارق وخطير، ينقل المعركة إلى أبعاد جديدة، وسيكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها. إن العدو قد أخطأ التقدير بتوسيعه لدائرة العدوان، واغتيال قادة المقاومة في مختلف الساحات، وانتهاك سيادة دول المنطقة، وإن المجرم نتنياهو الذي أعماه جنون العظمة يسير بكيان الاحتلال نحو الهاوية، ويعجل بانهياره وزواله عن أرض فلسطين مرة وإلى الأبد”.
وكان هنية يتواجد في طهران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، والذي كان قد التقى بهنية، حيث بحثا ادآخر التطورات السياسية والميدانية المتعلقة بالحرب الادإسرائيلية على غزة.
ولكن استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، وأحد أفراد فريق حمايته، أنه اغتيل في مقر إقامته في العاصمة الإيرانية، وذلك على يد الموساد الذي أستأجر عملاء أمن إيرانيين لوضع العبوة الناسفة في غرفة إسماعيل هنية، حيث تم وضع عبوات ناسفة في ثلاثة غرف في دار الضيافة في طهران، أين كان يقيم زعيم حماس، ثم تم تفجيرها عن بعد من الخارج.
إن الموساد استخدام أفراد أمن إيرانيين من وحدة أنصار المهدي في عملية الاغتيال، في إشارة إلى وحدة الحرس الثوري الإيراني المسؤولة عن سلامة المسؤليين رفيعي المستوى، وهذا وشوهد العملاء يتحركون خلسة أثناء دخولهم وخروجهم من عدة غرف في غضون دقائق وفقا للمسؤولين الذين لديهم لقطات كاميرات المراقبة للمبنى.
وأعتقد أن ما حدث في طهران إذلال كبير لإيران، وخرق أمنيً. وأن الحادث كان ضربهدة لحماس وإيران معا، وفي عملية واحدة بها رسالة إسرائيلية لحماس وإيران، بل وكلاء وأذرع طهران مفادها لستم في مأمن من أسلحتنا إذا تعارضت سياستكم مع مصلحتنا، وحتى وإن كنتم في طهران يشير هذا أيضا بالتهديد مماثلا لقادة الحرس الثوري الذين يمكن اصطيادهم بنفس الطريقة وفي أماكنهم، واستهدافهم بسهولة، هناك قصور أمني واضح، فلماذا لم يستهدف الإسرائيليون أعضاء الحرس داخل طهران نفسها عند تهديدهم الأمن واستقرار تل أبيب.
ورغم توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بإنزال أشد العقاب بإسرائيل، وقال في تصريح له بهذا العمل جر النظام الصهيونى المجرم والإرهاربي على نفسه أشد العقاب، ونعتبر من وأجبنا الثأر لدماء هنية التي سفكت على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هل من الممكن أن ترد ايران وهي من المؤيدين المعروفين لحماس بعدة طرق لتأمين نفوذها في المنطقة، وتعزيز تحالفاتها؟ ومع رد إيران وحزب الله مع حلفائها الإقليمين لن يكون عشوائيًا وشاملا خشية الانزلاق إلى حرب إقليمية حرصوا حتى الآن على تجنبها.
أعتقد إذا وقعت إيران في الفخ، وبدأت صراعا تشارك فيه أيضا الولايات المتحدة الأمريكية، فإن هذا سيكون بمثابة إنجاز استراتيجي بالنسبة لإسرائيل، ولكن إلى متى وأين سترد إيران، خاصة وأنها تعرف أن ما حدث ما هو إلا استفزاز، أي تورط إيران في حرب صريحة كبرى مع الولايات المتحدة… أعتقد أن إيران ، ومنذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وبدء الرد العسكري الإسرائيلي ضد الحركهدة في غزة تصاعد الصراع، ومعه مخاطر تورط مزيد من دول المنطقة فيه، فالصراع في الشرق الأوسط متعدد الأبعاد، فخلف حماس في غزة وحزب الله في لبنان والحوثين في اليمن تقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ولكن هل إيران سوف تنتقم بعد حادث هنية أم لا؟ مؤكد أن طهران لم تنتقم حتد الآن لحادث اغتيال قاسم سليماني ولا قادة الحرس الثورى ولا محسن فخري زادة صانع القنبلة النوويهة، وكبير علماء الذرة الذي تم اغتياله في قلب طهران، وأضاف أن هنية قتل في غرفة نومه، وهو ما يعني أن مكانه كان معروفًا وبوضوح، وباحداثيات دقيقة لمن اغتالوه وأصابوه إصابات مباشرة دون مرافقيه، ومن كانوا برفقته في نفس المكان، وإذا عدنا بالزمن سنجد أن إسرائيل تستهدف قادة حماس منذ سنوات طويلة، بعد انتهاء ادأدورهم فقد اغتالت مؤسس الحركة الشيخ ادأحمد ياسين، ومن بعده الرنتيسي والعديد من القيادات، لذا كان يتوجب من الجانب الإيراني حمايه أكبر لهنيهة الذي كان متواجدا بطهران للمشاركة في حفل التنصيب، وتأمين ضيوف الحفل واجب دبلوماسيً محتم على الدولة الإيرانية، لهذا كان يجب أن يكون أمرا استراتيجيا لطهران، وله أولوية قصوى د، واستنفار كامل لما يمثله من أهمية كبرى لدى الحرس الثوري كأحد أذرعها العسكرية بالمنطقة.
ولم تعترف إسرائيل علناً بمسؤوليتها عن عملية التصفية، لكن مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين أطلعوا الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى على تفاصيل العملية في أعقابها مباشرة.
ويبدو أن مقتل هنية مِن شأنه أن يعرقل فرص التوصل إلى أي اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة، وجاء ذلك بعد أقل من 24 ساعة من إعلان إسرائيل أنها قتلت قيادياً في جماعة «حزب الله» اللبنانية، قالت إنه كان وراء هجوم قاتل في هضبة الجولان المحتلّة.
تولّى هنية قيادة «حماس» في 2017، وكان يتنقل بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة؛ ليتجنب قيود السفر في قطاع غزة المحاصَر، مما مكّنه من العمل مفاوضاً في محادثات وقف إطلاق النار.
ويأتي اغتيال هنية في الوقت الذي تقترب فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية بقطاع غزة من نهاية الشهر العاشر، دون أي إشارة على نهاية الصراع الذي هزَّ الشرق الأوسط، وهدَّد بالتحول إلى صراع إقليمي أوسع نطاقاً.
ورغم الغضب الموجَّه لحكومة نتنياهو من عائلات الرهائن الإسرائيليين، الذين ما زالوا محتجَزين في القطاع، والضغوط الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار، يبدو أن المحادثات، التي توسطت فيها مصر وقطر، قد تعثرت، وفي الوقت نفسه، ازداد خطر اندلاع حرب بين إسرائيل وجماعة «حزب الله»، في أعقاب هجوم في هضبة الجولان أسفر عن مقتل 12 طفلاً في قرية درزية، يوم السبت الماضي، ومقتل القائد البارز في «حزب الله» فؤاد شكر.
وبالرغم من أن اغتيال اسماعيل هنية اكبر خسارة في صفوف قادة حركه حماس من اندلاع عمليه طوفان الاقصي الا أن حركه حماس فكرة ومؤسسه وليست أشخاصا وهذا يدل انهم سيمضي علي الدرب مهما بلغت التضحيات وهم واثقون من النصر