كم تملك إيران من الصواريخ الباليستية؟ ما هي قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلية؟.. تقرير يرصد التفاصيل
رصد تقرير للقناة 12 العبرية القدرات التي تمتلكها إيران لمهاجمة إسرائيل، وقدرات الدفاع الجوي الإسرائيلية، في وقت تترقب فيه تل أبيب ردا على اغتيال قياديين في “حماس” و”حزب الله”.
وجاء في التقرير أن إسرائيل تستعد لرد فعل إيران وحلفائها ضمن “محور المقاومة” على اغتيال إسرائيل لرئيس أركان “حزب الله” فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران المنسوب لإسرائيل، فما هي القدرات التي تمتلكها إيران لمهاجمة إسرائيل؟ وما هي قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلية؟ وكم من الوقت يستغرق وصول الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع إلى إسرائيل؟.
ما هي قدرات إيران وأذرعها لإلحاق الضرر بإسرائيل؟
قدر قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق، كينيث ماكينزي، أن إيران تمتلك في عام 2022 أكثر من 3000 صاروخ باليستي، أي أنها لا تشمل صواريخ كروز، ويقدر مدى تلك الصواريخ بحوالي 2000 كيلومتر، في حين تبلغ المسافة بين حدود إيران مع العراق وبحر الجليل على سبيل المثال حوالي 1000 كيلومتر، وفي الوقت نفسه تبلغ المسافة بين طهران وتل أبيب حوالي 2000 كيلومتر.
أما الصواريخ الباليستية الإيرانية الأطول مدى فهي منظومة “سجيل” التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، ومنظومة “خورمشهر” التي يصل مداها إلى 3000-2000 كيلومتر.
وفي الوقت نفسه، تمتلك إيران صواريخ كروز يصل مداها إلى 1350 كيلومترا، كما يبدو أن صاروخ “سومار” يتراوح مداه بين 3000 و2000 كيلومتر، ويعتمد على صواريخ “Kh-55” الروسية، وتمتلك إيران تسعة نماذج صاروخية يمكنها الوصول إلى إسرائيل.
إلى جانب ذلك، هناك صناعة واسعة النطاق للطائرات بدون طيار التي طورتها إيران على مر السنين.
إحدى الطائرات بدون طيار الأكثر شهرة في طهران هي “شاهد 136”.
وبحسب التقديرات فإن سعر المجموعة يبلغ نحو 700 ألف دولار، وعلى سبيل المقارنة، سعر “شاهد 136” يقدر بنحو 30 ألف دولار فقط.
ما مدى دقة صواريخ إيران وحلفائها؟
حتى عام 1999، أنتجت الصناعات الدفاعية الإيرانية صواريخ TMS (مسار حاد)، ومنذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأت في وضع رأس حربي موجه يتنقل باستخدام الملاحة عبر الأقمار الصناعية (GNSS).
توقفوا عن صنع الصواريخ الجديدة وانتقلوا إلى تحسين الصواريخ الحالية، لقد أخذوا صواريخ قديمة، بما في ذلك صواريخ “حزب الله”، وقاموا بتفكيكها، ثم استخدموا رأسا حربيا موجهًا يتنقل بالملاحة عبر الأقمار الصناعية وتعديلات أخرى للسماح للحزب بالتهديد بضربات دقيقة بإطلاقات بعيدة المدى. فصواريخ “حزب الله”، على سبيل المثال، التي تم إجراء تعديلات عليها ضمن مشروع دقة الصواريخ، بحسب التقديرات، قد تصل إلى مستوى دقة يبلغ نحو عشرة أمتار.
ما الفرق بين الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز ومتى ستصل إلى إسرائيل؟
الصاروخ الباليستي معروف بسرعته العالية، لكنه لا يعرف كيفية المناورة. ومن ناحية أخرى، فإن صاروخ كروز أبطأ، ولكن يمكنه المناورة.
ونتيجة لذلك، فمن لحظة الإطلاق، قد تصل الصواريخ الباليستية إلى إسرائيل في حوالي 12 دقيقة، بينما تصل صواريخ كروز في حوالي ساعتين.
وتبلغ سرعة الأسلحة الضالة الإيرانية الصنع (الطائرات الانتحارية بدون طيار) حوالي 250 كيلومترا في الساعة، وبالتالي ستستغرق على الأقل حوالي تسع ساعات للوصول إلى إسرائيل، حيث وقعت الضربة في تل أبيب بالطائرة بدون طيار التي انطلقت من اليمن، بعد رحلة استغرقت 16 ساعة.
ما هي قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلية؟
يعتبر نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي هو الأفضل والأكثر تنوعا في العالم. وهو يعتمد على دفاع متعدد الطبقات من أجل التعامل مع مجموعة متنوعة من التهديدات، لأن الصاروخ القصير المدى الذي تطلقه “حماس” على سبيل المثال، يصنع قوسا أقل وتكون سرعته أقل من الصاروخ الباليستي الذي يطلقه الحوثيون. . ويعتمد النظام المتعدد الطبقات على نظامي “Arrow 3″ و”Arrow 2″ (السهم 3 والسهم 2) اللذين تنتجهما صناعة الطيران في الطبقات العليا و”مقلاع داود” والقبة الحديدية التي تنتجها شركة رافائيل في الطبقات السفلية.
وتم تصميم “Arrow 3″ و”Arrow 2” لاعتراض الصواريخ الباليستية، والفرق بينهما هو أن “Arrow 3” مصمم للاعتراض خارج الغلاف الجوي بينما “Arrow 2” موجود في الغلاف الجوي.
السبب وراء سعيهم للاعتراض في الغلاف الجوي، وبشكل عام، لجعل الاعتراضات على أعلى مستوى ممكن، هو الرغبة في إبعاد التهديد عن دولة إسرائيل.
دخلت منظومة “Arrow 2″ الخدمة في عام 2000 و”Arrow 3” في عام 2017. وفي منظومة “Arrow 2″، يحمل الرأس الحربي للسهم عبوة ناسفة متنقلة، والغرض منه هو تدمير الصاروخ المستهدف بنفس الشحنة، لكن في “Arrow 3″، تكون الطاقة الحركية وحدها كبيرة بما يكفي لتدمير الهدف. ويتمتع المعترض نفسه بقدرة عالية جدًا على المناورة وتغيير الاتجاه، كما أنه مزود بأجهزة استشعار كهروضوئية متقدمة.
“مقلاع داود” هو منظومة لاعتراض الصواريخ والقذائف المتوسطة المدى وكذلك صواريخ كروز، باستخدام آلية الضرب للقتل (ضرب حديد – يعترض الهدف).
وتشتمل المنظومة على صاروخ اعتراضي سريع المناورة على مرحلتين، وتم تركيب نظامين لتحديد المواقع والاستهداف في مقدمته: رادار ونظام استشعار كهروضوئي.
بعد نجاح صاروخ “ديفيد سلينغشوت”، بما في ذلك في هجوم 14 أبريل الذي شنته إيران على إسرائيل، بدأ الجيش الإسرائيلي في مايو عملية إحالة أنظمة باتريوت القديمة التي تحمل الاسم الإسرائيلي “ياهلوم” على التقاعد، وهي أقدم نظام دفاعي جوي.
وباتريوت هو منظومة مصممة لمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات: الطائرات بدون طيار والطائرات والمروحيات الحربية والصواريخ الباليستية – بما في ذلك الصواريخ الطويلة المدى، وكانت أول عملية إطلاق نار له في حرب الخليج عام 1991، وكان أول اعتراض لـ “ياهلوم” في عام 1991.
وأشار أحد المتخصصين الغربيين في محادثة مع “Globes” إلى أن إسرائيل إذ قامت بتحديث بطاريات باتريوت الخاصة بها، مضت قدما في استخدام “مقلاع داود”، الذي تم تنفيذ أول اعتراض تشغيلي له بالفعل في مايو 2023.
ومقلاع داود هو منتج إسرائيلي قريب جدا من مستوى “PAC 3″، المعترض الأكثر تقدما في سلسلة باتريوت.
ومع ذلك، هو في عالم اقتصاديات الأسلحة أرخص بكثير. فبينما تبلغ قيمة كل صاروخ اعتراضي من طراز “PAC3” حوالي 6 ملايين دولار، يكلف اعتراض “مقلاع داود” إسرائيل حوالي 700 ألف دولار.
كما أن “مقلاع داود” هو منظومة شاملة، على عكس الباتريوت الذي يعتمد على البطاريات التي تغطي مساحة معينة مثل القبة الحديدية على سبيل المثال.
وإذا كنا نتحدث عن القبة الحديدية، فهي مصممة للتهديدات الصاروخية من مسافة تصل إلى 40 كم، وعلى عكس الأنظمة الأخرى، فهي ليست نظام “ضرب للقتل”، أي أن الصواريخ الاعتراضية “تمير” لا تضرب التهديد لإسقاطه، ولكن تنفجر بجانبه.
وفي الحرب الحالية، تستخدم إسرائيل أيضا لأول مرة وعلى نطاق واسع قبة بحرية تم تركيبها على سفن “ساعر 6” وتوفر ردا مماثلاً في البحر.