
غزة اليوم ليست مجرد مدينة محاصرة؛ إنها رمز الإنسانية المذبوحة أمام أعين العالم. قصف متواصل، آلاف الأطفال والنساء تحت الركام، ومجاعة تُفرض عمدًا كسلاح حرب. إنها إبادة جماعية يشهدها القرن الواحد والعشرون، على مرأى ومسمع من الجميع.
دماء الأطفال توقظ الضمير العالمي
في كل بيت في غزة قصة مأساة: طفل فقد عائلته، أم تبحث عن خبز فلا تجد، ومرضى يموتون لغياب الدواء. الاحتلال لم يكتفِ بالقتل بالصواريخ، بل اختار سلاح التجويع لتدمير ما تبقى من الحياة. لكن دماء الأبرياء تحولت إلى صرخة تهز العالم.
ثورات الشعوب ضد الصمت
من نيويورك إلى لندن، من باريس إلى برلين، ومن كيب تاون إلى ساو باولو، الملايين يخرجون في الشوارع حاملين أعلام فلسطين. أصوات غاضبة تهتف ضد الإبادة، تفضح الأكاذيب، وتطالب بوقف القتل فورًا. إنها ثورة عالمية من الضمير الإنساني، تثبت أن الشعوب أكثر وعيًا وإنسانية من حكوماتها.
تواطؤ الحكومات وخيانة الأنظمة
بينما تهتف الشعوب، تصر الحكومات الغربية على دعم الاحتلال بالسلاح والمال. أما في العالم العربي، فالصمت يعلو فوق أصوات المدافع، وكأن الدم الفلسطيني لا يعني شيئًا. لقد تحولت بعض الأنظمة إلى شريك في الحصار، مكتفية ببيانات باهتة، بينما غزة تحترق.
غزة تكسر جدار الخوف
المفارقة أن الاحتلال، رغم جبروته، خسر أهم ما كان يملكه: صورته أمام العالم. لم يعد “الجيش الذي لا يُقهر” سوى آلة قتل للأطفال. ولم تعد إسرائيل “واحة الديمقراطية”، بل نموذجًا للاستعمار والفصل العنصري.
لا سلام مع الإبادة
اليوم، لم يعد مقبولًا الحديث عن “مسار سلام”. فما يجري في غزة كشف الحقيقة كاملة: لا يوجد سلام مع القتلة، ولا تطبيع مع من يمارس الإبادة. المطلوب تحرك عالمي جاد: محاكمات دولية، عقوبات صارمة، ووقف فوري لإمدادات السلاح للاحتلال.
غزة… بوصلتنا الأخلاقية
غزة ليست قضية الفلسطينيين وحدهم. إنها بوصلتنا الأخلاقية جميعًا: من يصمت اليوم على قتل الأطفال في غزة، سيصمت غدًا على جرائم أخرى. ومن يثور اليوم مع فلسطين، يثبت أن الإنسانية لا تزال حية.
