أخبار وطنية

إقصاء ‬الأطفال‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التعليم في ‬بعض المدراس العمومية‭ ‬والخاصة

رغم‭ ‬تبني‭ ‬مشروع‭ ‬التربية‭ ‬الدامجة،‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬الأطفال‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التعليم،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬باقي‭ ‬الأطفال، يسود‭ ‬استياء‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬أسر‭ ‬الأطفال‭ ‬المصابين‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الإعاقة،‭ ‬سواء‭ ‬الحركية‭ ‬أو‭ ‬الذهنية،‭ ‬بسبب‭ ‬استمرار‭ ‬أخطاء‭ ‬الماضي‭ ‬نفسها.
وقال‭ ‬المرصد‭ ‬المغربي‭ ‬للتربية‭ ‬الدامجة،‭ ‬إن‭ ‬المشروع‭ ‬تسوده‭ ‬اختلالات‭ ‬كبيرة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬رفضا‭ ‬وإقصاء‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬التعليم،‭ ‬سواء‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالتسجيل‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬العمومية‭ ‬أو‭ ‬الخاصة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬قاعات‭ ‬الموارد‭ ‬التي‭ ‬خصصت‭ ‬لهذه‭ ‬الفئات‭ ‬داخل‭ ‬بعض‭ ‬المدارس،‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬اللوازم‭ ‬الضرورية‭ ‬والأطر‭ ‬المؤهلة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬الوزارة،‭ ‬رغم‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المالية‭ ‬المرصودة‭.‬
وأوضح‭ ‬المرصد،‭ ‬الذي‭ ‬يتابع‭ ‬الموضوع‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أقاليم‭ ‬وجهات‭ ‬المملكة،‭ ‬أنه‭ ” ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬تقارير‭ ‬ميدانية‭ ‬وشهادات‭ ‬فعلية‭ ‬لذوي‭ ‬الحقوق،‭ ‬والتي‭ ‬توثق‭ ‬هذه‭ ‬الاختلالات‭ ‬الصارخة‭”‬،‭ ‬فإنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ “‬تنزيل‭ ‬لعمليات‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭  ‬لذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تراب‭ ‬المملكة،‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭”.‬
وأضاف‭ ‬المرصد،‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬له،‭ ‬‭ ‬أنه‭ “‬يرفع‭ ‬إلى‭ ‬علم‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬وإلى‭ ‬عموم‭ ‬المواطنين،‭ ‬سيما‭ ‬أسر‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الاختلالات‭ ‬التي‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬التنزيل‭ ‬الأمثل‭ ‬لبرنامج‭ ‬التربية‭ ‬الدامجة،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬إبعاد‭ ‬وإقصاء‭ ‬التلاميذ‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬إعاقة‭ ‬من‭ ‬التسجيل‭ ‬بالمدارس‭ ‬العمومية‭ ‬والخاصة،‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬جهات‭ ‬بالمملكة،‭ ‬مما‭ ‬يعد‭ ‬انتهاكا‭ ‬لأحد‭ ‬الحقوق‭ ‬الأساسية‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬والمكفولة‭ ‬دستوريا‭”.‬
واعتبر‭ ‬المرصد‭ ‬الاختلالات‭ ‬مؤشرا‭ ‬واضحا‭ ‬على‭ ‬تراجع‭ ‬خطير،‭ ‬بدأ‭ ‬يأخذ‭ ‬مكانه‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬العمومية‭ ‬والبنيات‭ ‬التربوية‭ ‬التعليمية،‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭.‬
وتبنت‭ ‬الوزارة‭ ‬مشروعا‭ ‬خصصت‭ ‬له‭ ‬حوالي‭ ‬500‭ ‬مليون‭ ‬درهم،‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬2021‭ ‬و2026،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬خدمة‭ ‬التعليم‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬المرصد‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ “‬الانشغال‭ ‬والتخوف‭ ‬الكبيرين‭ ‬لدى‭ ‬الأسر‭ ‬من‭ ‬الإقصاء‭ ‬الممنهج‭ ‬لأبنائها‭ ‬من‭ ‬الولوج‭ ‬لمؤسسات‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين‭”‬،‭ ‬مسجلا‭ ‬غياب‭ ‬قاعات‭ ‬الموارد،‭ ‬وأن‭ ‬المتوفرة‭ ‬منها‭ ‬لا‭ ‬تستجيب‭ ‬إطلاقا‭ ‬للحاجيات‭ ‬الأساسية‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الأطفال،‭ ‬لأنها‭ ‬خالية‭ ‬بتاتا‭ ‬من‭ ‬المواصفات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬وتبقى‭ ‬مجرد‭ ‬شعار،‭ ‬حسب‭ ‬تعبير‭ ‬المرصد،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أيضا‭ ‬الغياب‭ ‬التام‭ ‬لأطر‭ ‬الدعم‭  ‬وأستاذة‭ ‬متخصصين‭ ‬ولغلاف‭ ‬زمني‭ ‬مكيف‭. ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى