رياضيون

موريتانيا.. حضور نسائي لافت في الإعلام الرياضي

شغفها بكرة القدم وأحداثها منذ الصغر، جعلها تقتحم الإعلام الرياضي قبل عامين، رغم صعوبات واجهتها في البداية، كونه حكرا على الرجال.
هدى بنت المختار “26 عاما”، تعمل مذيعة في القناة الرياضية (رسمية) ومقررة، كما تعمل مقدمة برامج.
سافرت بنت المختار لتغطية عدة بطولات دولية منها كأس العرب، فيفا قطر 2021، وبطولة أمم إفريقيا للمحليين 2023.
لم تجد هدى اعتراضا من عائلتها على العمل في هذا المجال، كما لم تعترض على سفرها خارجا رفقة بعثة المنتخب الموريتاني الأول لكرة القدم، لكنها واجهت صعوبات في ممارسة هذا المجال، ورغم ذلك تصر على الاستمرارية .
تقول هدى لموقع سكاي نيوز عربية:
لم يكن تخصصي الإعلام، ومع ذلك قررت العمل في هذا المجال، لأنني لا أجد ذاتي إلا في ممارسته.
كوني امرأة في هذا المجال، أواجه صعوبات في التغطيات، ومضايقات، لأن المجتمع يعتبره حكرا على الرجال فقط.
وما دامت هذه الفكرة النمطية سائدة في المجتمع، لن أتمكن من ممارسته بشكل انسيابي.
بعد عامين من ممارستي لهذا المجال أصبحت مستقلة ماديا.
فرضن وجودهن
خلال السنوات الأخيرة، أصبح حضور الإعلاميات في المجال الرياضي لافتا، ولم يقتصر ذلك على تقديم النشرات، وإعداد التقارير فحسب، فقد تواجد بعضهن في مركز صنع القرار في المؤسسات الإعلامية.
آمنة محمد المصطفى، دفعها شغفها الرياضي إلى ممارسة هذا المجال عام 2013، وتشغل حاليا، منصب رئيسة قسم الرياضة في إذاعة موريتانيا (رسمية)، محررة ومعدة تقارير.
كما تعمل رئيسة للتحرير في القناة الرياضية، ومتعاونة مع أحد أشهر المواقع الرياضية العربية، بالإضافة إلى التعليق على المباريات، والتحليل.
وتؤكد آمنة لموقع سكاي نيوز عربية، أن الإعلام الرياضي “غير حياتها، وساعدها في الاستقلال المادي، بعد الظروف الصعبة التي مرت بها”.
وتشير في تصريحها، إلى أنها “واجهت صعوبات أثناء تغطيتها لمباريات الدوري المحلي، تتمثل في النظر والاستغراب، والتعليقات أحيانا.”
وتضيف: “مع الطفرة الكبيرة للكرة الوطنية والاهتمام المتزايد من النساء بالمجال، سواء في المؤسسات الإعلامية، أو على منصات التواصل الاجتماعي، تغيرت نظرة المجتمع شيئا ما، وبدأ يقدر عمل المرأة في هذا المجال، ويعترف بقدراتها”.
كرة القدم النسائية.. متى تصبح منافِسة حقيقية للعبة الرجال؟
معظم ممارسات الإعلام الرياضي في موريتانيا، لم يكن شغفهن في البداية، فقد اضطررن لممارسته نتيجة للنقص الحاصل في الكادر البشري في هذا المجال، لدى جميع وسائل الإعلام المحلية.
وبدأ معظمهن مذيعات للأخبار في النشرات الرياضية، قبل أن يتولد لديهن الشغف بهذا المجال، لاحقا، ليبحثن من خلاله عن تحقيق ذواتهن.
منى بنت محمد، من أوائل ممارسات الإعلام الرياضي في موريتانيا، من بوابة تقديم نشرات الأخبار في التلفزيون الرسمي عام 2010
ترى منى محمد أن الإعلام الرياضي أصبح وجهة محببة للكثير من الصحافة الشباب بذكورهم وإناثهم.
وبخصوص ممارستها للإعلام الرياضي، تشير منى في تصريحها لموقع سكاي نيوز عربية، إلى أن “المجتمع الموريتاني رغم مايميزه من تحفظ ومحافظة إلا أنه يتميز أيضا بسرعة تقبله لكل جديد ، في البداية كنت أعاني من سؤال متكرر ، “ولماذا الرياضة ؟.”
وتؤكد منى أنه “مجال مليئ بالعراقيل وفيه بعض الخيبات”، مضيفة أن “الجميع سواء منهم في المجال أو خارجه يشيرون إلى استغرابهم من عدم توجهي على الأقل للإعلام السياسي أوالاجتماعي لأنه أقل غرابة بالنسبة للنساء وأكثر قابلية للتميز (المادي) على الأقل.”
وتقول منى: “من أبرز اللحظات المميزة في هذا المجال، مشاركتي في المؤتمر العربي للصحافة الرياضية بفلسطين حيث صليت في المسجد الأقصى، بالإضافة إلى حضوري بطولة كأس العالم قطر 2022.”
من جهتها، تقول وردة بنت باه، إن تجربتها الإعلامية بدأت عام 2010، ولم تجد ذاتها إلا في “الإعلام الرياضي”.
وعملت وردة لدى عدة وسائل إعلامية، مذيعة للأخبار الرياضية، مشيرة إلى أنها “شغوفة بهذا المجال”، رغم “ضعف الرواتب”.
ولفتت في حديثها لموقع سكاي نيوز عربية، إلى أن “عائلتها لم تدعم فكرة ولوجها للإعلام الرياضي، في البداية، على غرار المجتمع.”
وتضيف: “معظم ممن كنت ألتيقهم في بداية ولوجي لهذا المجال، يستنكرون ممارستي له، باعتباره عملا يسلب المرأة أنوثتها حسب تعبيرهم.
سأواصل العمل في هذا المجال، الذي يحتاج تكوينات، وتقنيات، لتقديم المطلوب للمتابع الرياضي”.
خلال السنوات الأخيرة، لوحظ حضور لافت للإعلاميات الرياضيات رغم قلتهن، فقد زاحمن في الميادين الرياضية، وفي تغطية البطولات الدولية.
ويبقى ضعف الرواتب، من أبرز التحديات التي يواجهنها للاستمرار في هذا المجال، الذي يحتاج لفتة وتنظيما بشكل عام، حسب تعبيرهن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى