أخبار

الموساد يقر بأن القتيل بحادث المركب الإيطالي أحد عناصره السابقين

بيان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية باسم الموساد: “الموساد فقد عضوا عزيزا، عاملا متفانيا ومحترفا، كرّس حياته من أجل أمن دولة إسرائيل طوال عشرات السنين، وبعد تقاعده أيضا”، ويدعى إيرز شمعوني

أكد الموساد الإسرائيلي اليوم، الأربعاء، أن القتيل في حادث انقلاب مركب سياحي في بحيرة ماجوري في شمال إيطاليا، يوم الأحد الماضي، هو عنصر سابق في الموساد. وكانت الرقابة العسكرية الإسرائيلية قد سمحت بالنشر أن القتيل يدعى إيرز شمعوني (50 عاما).

وجاء في بيان باسم الموساد صادر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه “بسبب خدمته في الجهاز ليس بالإمكان التوسع حوله”. وأضاف البيان أن “الموساد فقد عضوا عزيزا، عاملا متفانيا ومحترفا، كرّس حياته من أجل أمن دولة إسرائيل طوال عشرات السنين، وبعد تقاعده أيضا”.

وقضى أربعة أشخاص، بينهم عنصران في الاستخبارات الإيطالية وعنصر الموساد شمعوني، ومواطنة روسية، في انقلاب قارب سياحي إثر هبوب رياح قوية في بحيرة ماجوري بشمال إيطاليا.

وأفادت صحيفة “كورييري ديلا سيرا” بأن الأشخاص الذين تواجدوا على متن قارب سياحي في بحيرة ماجوري لم يكونوا يشاركون في حفل عيد ميلاد أحد الركاب، مثلما تم الادعاء، وإنما هم عملاء استخبارات إيطاليين وإسرائيليين، وأن تجمعهم كان لقاء بين وكلاء استخبارات.

وذكرت صحيفة “لا ريبوبليكا” أنه تواجد على متن القارب 20 عميل استخبارات إيطاليين وإسرائيليين.

ووفقا للصحيفة، فإنه في أعقاب الحادث جرت إعادة 10 عملاء إسرائيليين إلى إسرائيل برحلة جوية عاجلة على متن طائرة عسكرية، صباح أول من أمس.

وفي موازاة ذلك، تم إخراج عملاء الاستخبارات الإيطاليين بسرية من غرف الطوارئ التي رقدوا فيها في إيطاليا كي لا يتم الكشف عن هوياتهم.

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية أعلنت، الإثنين، عن أن القتيل الإسرائيلي في حادث القارب هو متقاعد من جهاز الأمن الإسرائيلي، في الخمسينات من عمره.

وجاء في بيان رسمي لأجهزة الأمن الإيطالية: “مساء 28 أيار/مايو، عقب حادث بحري تسببت فيه زوبعة عنيفة، فُقد كلاوديو ألونسي (62 عامًا) وتيتسيانا بارنوبي (53 عامًا). وهما ينتميان إلى جهاز الاستخبارات وكانا في المنطقة للمشاركة في حفلة تم تنظيمها بمناسبة عيد ميلاد أحد المشاركين

لماذا يفر آلاف اليهود من إسرائيل؟

تعدُّ مشاهد وصول اللاجئين اليهود إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي من أبرز ما يهتم الإعلام العبري بإبرازه وتسليط الضوء عليه، حيث تظهر في مناسبات عدة، آخرها إبان الحرب الروسية الأوكرانية، صور ومقاطع للمهاجرين الجُدُد على سلالم الطائرات مُلوِّحين بالأعلام البيضاء والزرقاء وإشارات النصر. لكن ما تتجاهله دولة الاحتلال عمدا هم اليهود الذين اختاروا مغادرة الدولة العبرية بعد أن هاجروا إليها في وقت سابق، في ظاهرة تعرف في العبرية باسم “يورديم” وتعني الانحدار أو النزول.

على سبيل المثال، كشفت إحصائيات إسرائيلية أنه بعد شهرين من بدء الحرب الأوكرانية، عاد نحو 1800 يهودي روسي من أصل 5600 استفادوا من قانون العودة، مُتوجِّهين إلى موسكو بصُحبة جوازات سفرهم الإسرائيلية. يعني ذلك أن ثُلث مَن وصلوا دولة الاحتلال من اليهود الروس سارعوا إلى المغادرة. وفي أعقاب انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، التي تمخَّض عنها تنصيب الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، تصاعد طلب الإسرائيليين للحصول على جنسيات أوروبية، وسُجِّل أعلى معدل لتقديم الإسرائيليين على الجنسية الفرنسية، بزيادة نسبتها 13%. ولوحظت أيضا زيادة في نسبة طلبات الهجرة لدول الاتحاد الأوروبي عموما، إذ سجَّلت السلطات في البرتغال زيادة 68% في طلبات الجنسية من إسرائيليين، وسجَّلت السلطات البولندية والألمانية زيادة 10% في الطلبات خلال المدة نفسها.

على أي حال، لا يُعَدُّ رحيل المهاجرين اليهود من إسرائيل أمرا جديدا، فمنذ تأسيس دولة الاحتلال نهاية الأربعينيات كانت الهجرة العكسية ظاهرة مرصودة، حيث غادر 10% من المهاجرين اليهود بين عامَيْ 1948-1950، ما دفع حكومة الاحتلال إلى سنِّ قيود صارمة عن طريق فرض طلب تأشيرة خروج غالبا ما رُفِض منحها لطالبيها من الإسرائيليين. ورغم تلك القيود غادر مئة ألف مهاجر مع حلول الذكرى العاشرة لتأسيس دولة الاحتلال عام 1958، وبحلول عام 1967 كان أكثر من 180 ألف إسرائيلي قد هاجروا، وذلك رغم استمرار العقبات التي وُضعت في طريق مَن يريد الهجرة من قِبَل حكومة الاحتلال.

نسلط الضوء على ظاهرة الهجرة العكسية لليهود من إسرائيل، ونحلل أسبابها ودوافعها المتغيرة. ففي العقود الماضية كانت الأوضاع الأمنية المتدهورة سببا رئيسا، لا سيما أثناء انتفاضتَيْ عامَيْ 1987 و2000، التي دفعت بعض مهاجري الاتحاد السوفيتي السابق إلى ترك دولة الاحتلال نحو بلدان أخرى. ولاحقا أسهم تدهور الوضع الاقتصادي وعدم المساواة وخيبة الأمل بسبب تعثُّر التسوية مع الفلسطينيين في تصاعد هذه الهجرات.

لقد أثبتت تجربة السنوات والعقود الماضية للكثير من المهاجرين أن الأراضي المحتلة ليست ذلك الوطن الحُلم المزدهر الذي وُعدوا به، لذا فإن إسرائيل الآن لم تعُد دولة هجرة كما كانت عليه في العقود الخمسة الأولى من تاريخها. ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية، التي أعلنت عن نيتها العمل لتغيير قانون جوازات السفر بُغية جعل الحصول على جواز سفر إسرائيلي أكثر صعوبة، ومن ثمَّ إثناء المهاجرين الجدد عن الحصول عليه سريعا ثم مغادرة البلاد؛ ستتسبَّب في زيادة نفور المهاجرين ومن ثمّ تفاقم ظاهرة الهجرة العكسية خلال السنوات القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى