سياسة

لمن يوجه أردوغان رسالته “قد نأتي فجأة ذات ليلة”؟

وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة قاسية جدًّا إلى اليونان، في خطاب ألقاه من ولاية سامسون بمناسبة مهرجان الفضاء والتكنولوجيا (تكنوفيست) الذي نظمه صهره سلجوق بيرقدار، المطور والمصنع للطائرات المسيرة، وقوبلت قسوة هذه الرسائل بمفاجأة وقلق كبيرين في كل من أوروبا واليونان، لأنه في هذا الخطاب صرح أردوغان علانية بأنه لن يتردد في فرض أي نوع من العقوبات ضد اليونان إن لم تلزم حدّها، وتم أخذ هذه التصريحات على أنها تحذير صريح بالتهديد، لأنه جاء في صورة دلالات تاريخية بعبارة “قد نأتي فجأة ذات ليلة، على حين غرّة” التي استخدمها في خطابه، وهي كلمة غنائية في تركيا، يتم بثها كثيرًا في الإذاعات قبل الحرب لإعطاء رسالة وتحذير للجانب اليوناني تعبيرا عن أن تركيا لم تكن تمزح قبل عملية قبرص العسكرية عام 1974.


وزعم الجانبان اليوناني والروماني أن هذه الكلمات فارغة، ولم تأخذ في الاعتبار إمكانية اتخاذ تركيا خطوة جادة. وفي عام 1974 عندما قررت تركيا تنفيذ عملية قبرص، عندما تم إنقاذ المسلمين الأتراك في شمال قبرص من الاضطهاد اليوناني، تم بث هذه الأغنية على الراديو مرة أخرى، ولهذا السبب تحظى هذه الجملة بمكانة وأهمية، خاصة في العلاقات التركية اليونانية، ويمكن عدّ دلالاتها سيئة للغاية بالنسبة للجانب اليوناني.


لهذا السبب بالضبط استقبلت وسائل الإعلام اليونانية هذه الكلمات بذعر وقلق كبيرين؛ إذ بدأت تتهم تركيا بالعدوان كأن هجومًا قد وقع، واشتكت من تركيا لدول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
ومع ذلك؛ فإن أردوغان لم ينطق بهذه الكلمات فجأة لمجرد اتباع سياسة التوسع، ولكنه كان يقول هذا بسبب أخطاء اليونان المتكررة، فقد أدت مضايقات طائرات اليونان للطائرات الحربية التركية ثم بنظام إس-300 (S-300) إلى رفع التوتر في العلاقات التركية اليونانية لمرحلة جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى