حوادث

السيول تتسبب في خسائر و الساكنة تشتكي

مرت الأمطار الرعدية التي تهاطلت مؤخرا على تراب جماعة آيت بواولي بإقليم أزيلال محاصيل زراعية مهمة وتسببت في نفوق عدد من رؤوس المواشي، كما أتلفت جزءا من شبكة الربط بالماء الشروب وسواقي الري. وسجلت أكبر الأضرار على نحو خاص في دوار ترباط ترسال.


وتكاد تكون هذه الأمطار الأخطر من نوعها منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، وقد تسببت في الثاني من شتنبر الجاري في مقتل فتاتين لا يتجاوز عمرهما 18 سنة، كانتا ترعيان الغنم بمحاذاة وادي إفران الذي يخترق ترباط ترسال.


وفي هذا الصدد، قال الحسين مزغيز، من سكان الدوار، إن أضرار هذه السيول الرعدية سيكون لها أثر سلبي على المزارعين، خاصة بعد نفوق كثير من المواشي وإتلاف عدد من الزراعات المعيشية في وقت تعاني فيه الساكنة من غلاء المواد واستمرار تداعيات الجفاف.


وأضاف الحسين، في تصريح له ، أن مياه الأمطار أتلفت مساحات من الخضراوات واقتلعت عددا من أشجار اللوز والتفاح والجوز، مصدر رزق مئات الأهالي، وتسببت في نفوق أزيد من 100 رأس من الغنم.


من جهته، أكد مصطفى المولودي، من شباب دوار ترباط ترسال، أن سيول مياه الأمطار التي أنهت حياة الفتاتين في بداية شتنبر الجاري، دمرت قنوات الربط بمياه الشرب، ومقاطع طرقية تربط الدوار بمحيطه، الأمر الذي زاد من عزلة الساكنة.


وأشار مصطفى إلى أن المسلك الذي يؤدي إلى دوار “أيت لحسن” قطع بفعل السيول الجارفة والأحجار الضخمة التي ملأت أيضا البساتين، لافتا أن الساكنة ما زالت تتدبر حاجياتها من مياه الشرب من إحدى العيون القريبة من الدوار.


وقال محمد اليوسفي، والد إحدى الفتاتين اللتين لقيتا مصرعهما بوادي افران وجرفتهما المياه مسافات طويلة إلى وادي أسفريال، إن السيول جرفت حوالي 70 رأس غنم في ملكيته، وحوالي 40 رأسا في ملكية أسرة أكزول التي فقدت هي الأخرى ابنتها في هذا الحادث.


وأعرب اليوسفي عن أمله أن تتدخل الجهات المختصة لتعويض الأهالي عن الأضرار، مشيرا إلى أن أي جهة لم تبادر إلى حد الآن بالوقوف إلى جانب المزارعين أو الاتصال بهم لاطلاعهم بشأن الإجراءات التي غالبا ما يتم اتخاذها عند حدوث مثل هاته الفواجع للتخفيف عنهم.


وأضاف أن سكان ترسال يعتمدون على زراعة الخضراوات، وعلى عائدات محاصيل اللوز والتفاح والجوز (الكركاع) وتربية المواشي، فضلا عن بعض مواد الكلأ (الفصّة)، وهي المحاصيل التي تأثرت بفعل الجفاف وتضرر جزء منها بفعل الأمطار الرعدية، ما يستدعي الإسراع بتعويض المتضررين الذين تشكل الزراعة مصدر عيش رئيسي لهم.


وكانت منطقة “ترباط ترسال” التي تبعد عن دمنات بحوالي 50 كيلومترا، قد عرفت فيضانات قوية يوم 2 شتنبر الجاري، بعد عاصفة رعدية ضربت منطقة جبل رات الذي يتجاوز ارتفاعه 3700 متر عن سطح البحر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى