أخبار

زيارة أردوغان لشمال قبرص وأذربيجان.. رسائل قوية للخارج

في خطوة تقليدية لكل رئيس تركي مع بدء مهامه الرئاسية، حطّ الرئيس رجب طيب أردوغان رحاله في شمال قبرص، في أول جولة خارجية له منذ إعادة انتخابه لفترة ثالثة.
شمال قبرص التي زارها أردوغان الإثنين، لا تعترف بها كدولة مستقلة سوى تركيا، بينما تعد أذربيجان، التي يزورها الثلاثاء، حليفا تقليديا لأنقرة.
واستعرض المحلل السياسي التركي، جواد غوك، لموقع “سكاي نيوز عربية” ما يقف وراء هذا التقليد التركي ناحية شمال قبرص وأذربيجان بشكل خاص، قائلا:
عادة يبدأ كل رئيس تركي ولايته بزيارة شمال قبرص وأذربيجان، لأنهما أقرب بلدين إلى تركيا من ناحية التحالفات السياسية، وهناك استراتيجية حكومية ثابتة بالوقوف معهما دائما.
جرت العادة مناقشة ملفات التعاون معهما والمساهمة في بعض المشروعات الجارية بمساعدة تركية، لا سيما في شمال قبرص التي ترتبط عضويا بأنقرة.
الزيارة هذه المرة توجه رسائل إلى اليونان وقبرص وأرمينيا، بأن أنقرة لن تغيّر من نهجها باتجاه تقديم كامل الدعم لباكو ونيقوسيا.
يشير غوك بذلك إلى الخلاف القائم منذ سبعينيات القرن الماضي بين تركيا من جهة، وبين اليونان والجزء الذي تدعمه في جنوب قبرص من جهة، حول شرعية الجزء الشمالي من قبرص المدعوم من تركيا.
كذلك يشير إلى الخلاف بين تركيا وأرمينيا بشأن دعم أنقرة لأذربيجان في نزاعها مع أرمينيا بشأن إقليم ناغورني كاراباخ.

من الطبيعي أن تكون شمال قبرص أول وجهة خارجية للرئيس التركي لما تحظى به من أسبقية في مصفوفة أولويات الأمن القومي التركي.

  • الزيارة هي كذلك رسالة مباشرة إلى عدة دول، بشأن أهمية شمال قبرص لتركيا.
  • أحد أسباب هذه الأهمية أن شمال قبرص وما يُعرف باسم جزر بحر إيجة، تعتبران قضيتين مرتبطتين بالنطاق والأمن البحري التركي، بل والبري، ولذا يطلق القبارصة الأتراك على تركيا اسم الوطن الأم.

1974، تدخلت تركيا عسكريا في قبرص عقب انقلاب في الجزيرة ومحاولة ضمها إلى اليونان، وفرضت أنقرة سيطرتها على 37 في المئة من مساحة قبرص.
في عام 1983، أُعلن قيام جمهورية شمال قبرص التركية، التي لم تعترف بها سوى أنقرة، وصار هذا من أعقد ملفات الخلاف مع اليونان، وتقول أنقرة إن القبارصة الأتراك “جزء لا يتجزأ من العالم التركي”.
تجري مفاوضات حول إعادة توحيد قبرص بين المكونين اليوناني والتركي بوساطة من الأمم المتحدة، ولكنها توقفت منذ عام 2017.
تتنازع أذربيجان وأرمينيا على إقليم ناغورني كاراباخ الحدودي، حيث تعتبره باكو جزءً من أراضيها، في حين تدعمه يريفان بحجة أنه ذو أغلبية أرمينية.
تدعم تركيا أذربيجان في الصراع، خاصة لما يربطها مع باكو من علاقات قوية في مجال استيراد الغاز، كما أن بين تركيا وأرمينيا صراعات تاريخية تعود إلى عصر الدولة العثمانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى