مجتمع

عائشة الشنا.. أم النضال في ذمة الله

توفيت، صباح الأحد، عائشة الشنا، رئيسة جمعية التضامن النسوي، أو “الأم تيريزا المغرب”، كما يحلو للمغاربة مناداتها. سيدة قل نظيرها، وصفتها حقوقيات وناشطات جمعويات بـ”أم النضال”، “مدرسة عائشة الشنا”، وأيضا الإنسانة “الصادقة الخلوقة”.


وفي هذا الإطار، قالت سميرة موحيا، رئيسة فيدرالية رابطة حقوق النساء، إنه “يوم مؤلم تتركنا فيه إنسانة بمكانة الراحلة اشتغلت في فترة واجهت فيها الفكر الظلامي والمحافظ، وكانت لها جرأة كبيرة تخرج في سنوات السبعينيات لتعلن تكفلها بالأمهات العازبات”.


وأضافت موحيا، ضمن تصريح لها ، أن “الراحلة اشغلت حينما كان الميدان فارغا ولا وجود لدعم للنساء ولا لهذه الفئة بالضبط من النساء”، مؤكدة أنها “مناضلة من الطراز الرفيع… صادقة وموسوعة في التضامن ونكران الذات”.


بدورها، قالت ليلى أميلي، رئيسة جمعية أياد حرة: “ماتت أمنا جميعا، قلبي موجوع على فقدان سيدة وقفت في وجه العالم وكانت مدرسة في النضال”.


وتابعت أميلي: “نعرف جميعنا دورها في رعاية الأمهات العازبات في وقت كان لا يمكن الحديث عن هذه الفئة وتلقت جميع انواع التهديد”، متابعة: “هي سيدة عظيمة تميزت بأخلاقها طيبة شهمة وآمنت بقضايا النساء إيمانا قويا وكان حضورها حضورا فعليا، إذ تصرف أحيانا من إمكانياتها الخاصة”.


وشددت رئيسة جمعية أياد حرة، ضمن تصريح لها ، على أن “الشنا امرأة قل نظيرها؛ لكنها لم تنل حقها بحجم نضالها وقوتها”، معلقة: “لا بد أن نحب بعضنا وننصف بعضنا ونحن أحياء وليس بعد الممات”.


من جانبها، قالت فوزية عسولي، الرئيسة الفخرية لفيدرالية رابطة حقوق النساء: “فقدنا اليوم مناضلة كبيرة أعطت الكثير للمغرب، وكانت سندا لآلاف النساء والأطفال قدمت لهم العون”.


ولفتت عسولي، ضمن تصريحه ، إلى أن “الشنا مكنت العالم من رؤية الوجه الإنساني وكرامة النساء واحترام الأمومة؛ بغض النظر إن كانت في إطار شرعي أو اغتصاب أو غيرها، كسرت طابو الأمهات العازبات وجعلت المجتمع ينظر إليهن بنظرة إنسانية”.


وواصلت العسولي: “إنسانة صادقة صبورة تحملت الكثير من الإهانات، وتعرضت لعدد من العقبات ليتم الاعتراف بجهودها على المستويين الوطني والدولي”.


حازت الراحلة عائشة الشنا مجموعة من الجوائز الدولية والوطنية، وتبقى أهم جائزة بالنسبة لها حصولها على الميدالية الشرفية لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، ولقاؤها بالملك محمد السادس وجها لوجه؛ وهو ما قالت بصدده: “قال لي أعرفك وأعرف العمل الذي تقومين به، واصلي عملك وبابي مفتوح لك إذا احتجتني”؛ إضافة إلى تكفله بمصاريف علاجها عند مرضها سنة 2006 بسرطان الدم.


وقالت الشنا ضمن تصريح سابق لها : “يجب أن نظل نتحدث حتى يسمع صوتنا من طرف السياسيين، فالأطفال المتخلى عنهم هم رجال الغد”.


وأكدت المناضلة الحقوقية الراحلة في التصريح ذاته أن “ظاهرة الأمهات العازبات في تزايد مستمر، ليس فقط في صفوف الفتيات الفقيرات أو المنحدرات من البوادي، بل أيضا في صفوف الفتيات الجامعيات”، مضيفة: “لا يمر يوم دون أن ألاقي فتاة في وضعية حمل غير مرغوب فيه أو تريد التخلي عن مولودها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى