سياسة

لشكر: الحكومة تنهج “خطابات متعالية” .. وبنكيران قطف ثمار “20 فبراير”

دعا إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أعضاء شبيبته إلى القيام بدور في نهوض الحركات الاجتماعية الديمقراطية وطنيا وإقليميا ودوليا، مشددا على الانحياز إلى “الطبقات المتضررة من سياسات تفقير الأغلبية، مع استمرار أقلية في مراكمة أرباح ريعية، دون أدنى مساهمة في بناء اقتصاد وطني منتج للثروة وفرص العمل”.


و أكد لشكر، في كلمة له بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الشبيبة الاتحادية مساء اليوم الثلاثاء بمدينة بوزنيقة، أن حزبه ينطلق من خلفية ديمقراطية اجتماعية “لمحاكمة السياسات العمومية التي تنهجها الحكومة الحالية”، مشيرا إلى أن الاتحاديين كانوا يأملون “أن يكون الجهاز التنفيذي في مستوى اللحظة المفصلية الصعبة التي يمر منها الوطن والعالم؛ ولكن للأسف خاب أفق انتظارنا”.


وانتقد زعيم حزب “الوردة”، في كلمته أمام ضيوف الشبيبة الاتحادية من إسبانيا وأوكرانيا وفلسطين وتونس، حكومة عزيز أخنوش بقوله: “لم تكن الحكومة في مستوى المسؤولية، ولا في مستوى الظرفية الاستثنائية، ولا في مستوى ما يمكن أن نسميه فترة “السماح” التي تمتعت بها من طرف باقي الطيف الحزبي، ومن طرف الإعلام كذلك؛ فانتهجت للأسف خطابات متعالية، وسياسات قائمة على الهروب إلى الأمام، واختيارات لا يتوفر فيها حتى الحد الأدنى من التلقائية”.


و شدد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على أن “المقاربة التشاركية غابت حتى داخل الحكومة؛ وهو ما أنتج لنا قرارات متعارضة، ولا تحكمها أي استراتيجية، فكان طبيعيا والحالة هذه أن يكون موقف الحكومة من المعارضة موقفا إقصائيا”.


ولفت المتحدث نفسه إلى أن البلاد في حاجة ماسة إلى “حكومة منصتة، ومتجاوبة، ومبادرة، ولها رؤية واضحة على المستويين المتوسط والقريب”، مشيرا إلى أن هذه الحكومة “ما زالت تعيش في اللحظة الانتخابية، من خلال تصريحات وزرائها، إذ تكثر من آليتين خطابتين: آلية التسويف بالوعود، وآلية التبرير بظرفي الجفاف والوضع الحالي”.


و استغل لشكر شعار المؤتمر التاسع للشبيبة الاتحادية لمهاجمة عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، واتهامه بقطف ثمار احتجاجات حركة 20 فبراير، بحديثه عن عدم انخراطه في الحركة وبالتالي مساهمته في استقرار البلاد.


وقال الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية: “أتعجب ممن لم ينخرط في الدينامية الشبابية التي أمر أتباعه بالانسحاب منها تحت طائلة العقوبات التنظيمية، ثم بعد ذلك قطف الثمار، مدعيا أنه من حفظ الاستقرار واستقرار النظام، وهو لم يكن إلا متفرجا، وبعد ذلك تفاوض تفاوضا غير نبيل على حساب الديمقراطية والحريات، ولا داعي للتذكير بما حصل أثناء المداولات حول الدستور”.


أكد عبد الله الصيباري، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، في كلمته بالمؤتمر، أن التعاطي مع الشباب وانتظاراتهم ومشاكلهم يتطلب من مختلف الجهات تجاوز المقاربة الكلاسيكية “التي تختزلهم في فئة عمرية مؤطرة، وفي كتلة موحدة ومتجانسة”.


وشدد الصيباري على أن الشباب “هم في الحقيقة وفي الواقع، وانطلاقا من منطق الأشياء، مجموعات مختلفة؛ مختلفة باختلاف مساراتها ونشأتها ومستوياتها التعليمية ومواقعها الاجتماعية، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى اختلاف انتظارات وتطلعات واحتياجات كل مجموعة منها، وليس سليما التوجه إليها بسياسات موحدة”، داعيا إلى “سن سياسات عمومية موجهة إلى كل الفئات، بشكل يحترم خصوصية كل فئة منها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى