حوادث

“أجواء مشحونة” ترافق تشييع جثامين ضحايا الكحول السامة في القصر الكبير

في أجواء مشحونة، وُوريت الثرى جثامين ضحايا الكحول السامة في مدينة القصر الكبير، الذين ارتفع عددهم إلى عشرين ضحية، إثر وفاة شخص آخر بعد زوال اليوم الخميس.


وتجمّع عشرات من أقارب الضحايا أمام مقبرة الرحمة في مدينة القصر الكبير بعد ذيوع خبر قدوم جثامين المتوفين من مدينة طنجة، وكان مقررا أن تتم عملية الدفن مباشرة بعد وصول الجثامين، غير أن العائلات رفضت ذلك.


و تمسّك أهالي الضحايا بضرورة نقل الجثامين إلى بيوت ذويهم من أجل إلقاء نظرة الوداع الأخيرة، وهو ما استجابت له السلطات بعد سجال طويل.


“على الأقل إيلا خليتوني نديه لداري غيبرد قلبي”، تقول سيدة لأحد مسؤولي السلطة وهي تتشبث بنقل جثمان ابن أختها الذي ربّته بعد وفاة أمه، قبل أن تخطفه الكحول المسمومة وهو في ربيعه الثالث والعشرين.


ثم أضافت بعد انصراف مسؤول السلطة: “واش أنا واقفة عليكم. عطيوني ولدي وانا ندفنو”.
غير بعيد، كانت سيدة أخرى تعبّر عن الموقف نفسه بقولها في حديثها إلى شخص عبر الهاتف: “بغينا نديوه لدارنا على الأقل نشوفوه ونترحمو عليه، وهوما (تقصد السلطة) بغاو يدفنوهم بالجّملة”.


و نُقلت الجثامين التي خضعت للتشريح في مدينة طنجة إلى مستشفى القصر الكبير، حيث تم توزيعها حسب المقاطعات التي ينتمي إليها الضحايا، ثم نُقلت إلى بيوت أهاليهم تحت حراسة الشرطة وبمرافقة أعوان السلطة، ومن هناك مباشرة إلى المقبرة.


وتم الاكتفاء بالسماح للأسر بإلقاء نظرة الوداع على جثامين الضحايا المسجاة داخل صناديق خشبية مشمّعة وهي داخل سيارات الإسعاف، دون إدخال النعوش إلى البيوت.


و بالنسبة للضحايا الذين لا أسَر لهم، فقد وُضعت جثامينهم في صناديق كتب عليها “مجهول الهوية” مع رمز (XBEN)، وشُيّعت إلى مثواها الأخير مباشرة.


ولوحظ أن ضحايا الكحول السامة لم تُصلّ عليهم صلاة الجنازة في المقبرة، بخلاف الأموات الذين دُفنوا هناك بعد صلاة العصر.


امتزجت مشاعر الحزن لدى أهالي الضحايا بمشاعر الغضب من اتساع رقعة المشروبات المسكّرة والمواد المخدرة التي تباع بشكل عشوائي في مدينة القصر الكبير.


“اللي ماتو مشاو، ولكن أولادنا اللي طالعين، ميمكنش واحد كيبيع الحشيش والمخدرات يتشد ويتحكم بشهرين ويخرج”، تصرخ أم أحد ضحايا الكحول أمام مقبرة الرحمة، قبل أن تضيف: “على هاد الحساب تا حنا نوضو نبيعو المخدرات”.


بالغضب نفسه قال رجل من أقارب أحد الضحايا: “ولدنا مات حيت شرب هاد المصيبة، والمسؤولين عارفين هاد المصيبة فين كتباع وشكون كيبيعيها، وحنا كنطالبوهم ينقيو المدينة”.


وارتفع عدد ضحايا الكحول السامة بمدينة القصر الكبير، أمس الخميس، إلى عشرين ضحية، بعد وفاة شخص كان يعالج في مستشفى العرائش، بينما غادر أربعة من الناجين المستشفى، منهم تلميذان.


لا تزال السلطات الأمنية تواصل التحقيق في وقائع الفاجعة، حيث تم إلقاء القبض على صاحب محل لبيع المواد الغذائية متهم ببيع الكحول المسموم للضحايا، إضافة إلى ثلاثة أشخاص آخرين يُشتبه في أنهم يتاجرون بالمادة نفسها، بينما لا يزال البحث جاريا عن شخص خامس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى