سياسة

السنتيسي.. حصيلة عمل الحكومة ” بيضاء ” و هذا ليس “سُبة”.

اعتبر ادريس السنتيسي  رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب و عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية و رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع عشر ، حصيلة عمل الحكومة في سنتها الأولى “بيضاء” قائلا في تقييمه لحصيلة عمل الحكومة : حين نقول سنة بيضاء ، فهذا ليس “سبة ”  و إنما هناك غياب في العطاء ، و صعوبة في التواصل و التفاعل و تنزيل الوعود الانتخابية و البرنامج الحكومية و حتى في الميزانية ، يبدو أن الحكومة لديها صعوبة في تنزيل المشاريع التي وعدت بها .

نص الحوار مع ادريس السنتيسي :

س : ما تقييكم لحصيلة عمل ” حكومة أخنوش ” ؟

ج : أحسن ما يمكن قوله أنها كانت سنة بيضاء ، حين نقول سنة بيضاء ، فهذا ليس سبة ، و إنما هناك غياب في العطاء ، و صعوبة في التواصل و التفاعل و تنزيل الوعود الانتخابية و البرنامج الحكومي و حتى في الميزانية ، يبدو أن الحكومة لديها صعوبة في تنزيل المشاريع التي وعدت بها .

و نحن في حزب الحركة الشعبية ، اخترنا “التخندق” في المعارضة ، أقول اخترنا لأنه كان عندنا اختيار، بين مساندة الحكومة دون المشاركة أو المعارضة .

كما تعلمون ، فهذه ليست المرة الأولى التي نتواجد فيها في المعارضة ، و نحن في الأصل خربنا من رحم معارضة الحزب الوحيد ، كما كنا في المعارضة في عهد حكومتي عبد الرحمان اليوسفي رحمه الله و عباس الفاسي ، و نحن اليوم نتواجد في المعارضة للمرة الرابعة عن قناعة و اختيار ، في المقابل هناك هيئات كانت دائما في الأغلبية لكن الحركة الشعبية ، كانت لها تجربة في المعارضة .

طبعا ، نحن في الحركة الشعبية ، لا نقوم بالمعارضة من أجل المعارضة فقط ، و إنما نقوم بمعارضة مؤسساتية مسؤولة ذات قوة اقتراحية .

صحيح في البداية كانت هناك إشاعات أن المعارضة ضعيفة ، لكننا نعلم أن المعارضة ضعيفة ، لكننا نعلم أن المعارضة لكي تكون قوية و تقوم بواجبها ، يجب أن يكون هناك منتوج للأغلبية ، إلا أنه في غياب منتوج للأغلبية ، وجدنا أنفسنا مضطرين أن نكون قوة اقتراحية أيضا .

عارضنا البرنامج الحكومي لأنه افتقر في محتواه للبعد و الدينامية و قوة النموذج التنموي الجديد . انتقدنا هندسة الحكومة التي تتعارض مع الدستور و كان لنا رأي في الهندسة الحكومية لأنها لا توافق مع جزء من الدستور ، فالحكومة أرادت أن تبين أن لها أبعادا و تجديدا و فرقت قطاعات ، على غرار الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار و الانتقائية و تقييم السياسات العمومية التي عين على رأسها محسن جازولي الذي نكن له كل التقدير و الاحترام ، ولا ننسى أنه كانت له بصمة عندما كان وزيرا منتدبا لدى وزير الخارجية و التعاون الدولي مكلفا بالتعاون الافريقي .

فعندما نقول تقييم السياسات العمومية، نعلم أن الدسـتـور أعطى هذا الإختصاص للبرلمان، لحد الآن ليس هناك أي تقييم، لأن الـوزيـر المنتدب لا يمكن أن يقوم بالتقييم.

الملاحظة الثانية هو الابتكار، حبذا لو أضافوا الابتكار مع الاستثمار.

كما نؤاخذ على الحكومة أيضا اسم وزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة، فهذه التسمية غير صالحة، لأن التربية الوطنية تعبر عن كل الاسلاك إلا أنها اختزلت التعليم في الأولي، رغم أن هناك مراحل أخرى إعدادي ثانوي وألحقت بها الرياضة، ولاشيء تحقق في الرياضة باستثناء كرة القدم، ولا يمكن اختزال الرياضة في كرة القدم فقط.

ثم وزارة الشباب والثقافة والتواصل، حيث الوزير الشاب المهدي بنسعيد، يقيم بوزارة الثقافة وباقي الوزارات بكتابها العامون وإداراتها بقيت دون وزير وصعب على وزير أن يديرها في أن واحد.

وننتظر أن يتم تعيين كـتـاب دولـة لملئ الفراغ.  كما أننا كل خميس أصبحنا نترقب تعيينات جديدة في مناصب عليا ونتساءل أين سيذهب هؤلاء الذين يتم التخلي عنهم، هل يرجعون إلى وظائفهم أو يتم الإستغناء عنهم أو أنهم في عداد الموظفين الأشباح.

س : الحكومة رفعت شعار التغيير ووعدت بالكثير، إلى أي حد أوفت بوعودها؟

ج : المؤاخذات كبيرة، تبتدئ بالبرنامج الحكومي الذي لم ينسجم مع تعهداتها.

الواقع الحكومة وصلت بفضل أصوات الناخبين لكنها، تراجعت عن التزاماتها تجاه المواطنين، ولم تفي بالتعهدات التي أطلقتها الأحزاب المشكلة لها للناخبين، حيث حملت العديد من الوعود منها تحسين أحوال الناس وعود الزيادة في أجـرة، الأساتذة « الكرامة» وغيرها، لكنها كلها تـبـخـرت، لأن الواقع والإمكانيات، شيء آخر.

الـحـكـومـة يجب أن تجـد حـلـولا واقعية آنية ودائمة، وليس حلولا ظرفية حتى لا أقول «ترقيعية»، نريد ما يضمن العيش الكريم وكرامة المواطن وهذا لن يتحقق الا بتوفير فرص الشغل قارة وليس على شكل «برنامج أوراش» الذي لا يدوم إلا من 3 إلى 6 أشهر، ويذكرنا ببرنامج الإنعاش الوطني المعمول به منذ عقود.

الحكومة التزمت بخلق مليون فرصة عمل صافية في السنة الأولى لم تفعل شيئا، و يجب أن تتدارك ذلك.

كما أنها تتبجح بنتائج الحوار الاجتماعي رغم ان هذه المطالب كانت في عهد الحكومات السابقة.

س : مقاطعة، لكن تقول أن الوضع الحالي هو إرث الحكومات السابقة التي كانت وكنتم طرفا فيها؟

ج :  نحن لا نقول الوضع الحالي « خايب» ، المعروف أن الذي يدبر الحكومة يعرف الإرث الذي لديه ويعرف كيف يتعامل معه.

كوفيد دبرته الدولة تحت قيادة جلالة الملك، الذي أمر بإحداث صندوق خاص بتدبير كوفید  ، رصد له غلاف مالي يقدر بعشرة ملايير درهم، وساهم فيه الجميع، وخصص أساسا للتكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل الآليات والوسائل الصحية، سواء فيما يتعلق بتوفير البنيات التحتية الملائمة أو المعدات التي يتعين اقتناؤها باستعجال.

كما ساهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال دعم القطاعات الأكثر تأثرا بتداعيات الفيروس و الحفاظ على مناصب الشغل و التخفيف من التداعيات الاجتماعية لهذه الجائحة ، و كما كان جلالته أول الملحقين لتشجيع المغاربة على ذلك . الدولة تحت القيادة الملكية في هذا الجانب  ، أبلت البلاء الحسن لدرجة بعض خصوم المغرب كيتعايرو بالقول « ديرو غير بحال المغرب».

وبخصوص تـداعـيـات الحـرب الروسية الأوكـرانـيـة، صحيـح هـنـاك تـداعـيـات على المحروقات مما زاد في غلاء المواد الغذائية لكن كانت هناك حكومات سابقة تأثرت بالحرب العراقية مثلا.

الى قدر الله، لو وقعت كارثة طبيعية هل كان يمكن أن تقول أنه إرث الحكومات السابقة.

الحكومة تحاول أن تتبنى ما كان في ملك الحكومات السابقة في إطار دراسات بما فيه الحـوار الاجـتـمـاعـي مـا يقال الآن بخصوص الـضـمـان الاجـتـمـاعـي كـان مـوضـوع تـدارس حكومات سابقة. رغم أننا نطالب أن يكون الحوار مجتمعي وليس اجتماعي وأنا استغرب أن نرى نقابات أكثر تمثيلية

في عناق مع الحكومة، ومادام الأمر كذلك نقول لهم هذه هي الفرصة أن يتم مراجعة قانون الإضراب ومدونة الشغل التي ليست لا في صالح العامل ولا رب العمل.

س : الحكومة لم تقم بشيء وكل مرة هناك مطالبة بالرحيل، هل الرحيل هو الحل؟

ج : الرحيل، كلام سهل النطق به، لكنه صعب التطبيق، كان يمكن القول بالعديل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى