السلطة الرابعة

رئيس التحرير عزت الجمال يكتب: إيران ودعم المقاومة الفلسطينية… حماس في حرب غزة يضع السعودية والخليج أمام تحديات خطيرة ومأزق أمام شعوبها

يشكل اندلاع الحرب في غزة تحديًا مميزًا وخطيرًا لدول مجلس التعاون الخليجي بصفه عامه والسعوديه بصفه خاصه التي رغم حرصها علي المضي قدمًا بعد نزاعات الماضي تظل مسؤوله أمام مشاعر شعوبها وكان قادة الخليج لاسيما الذين طبعوا علاقاتهم بالفعل مع دوله الاحتلال الاسرائيلي والسعوديه التي كانت تتفاوض علي مكاسب التطبيع ايضا مع نظام صهيون الكل يدرسون كيفية الاستمرار في جني الفوائد الاقتصادية والامنية لتوثيق العلاقات معي بني صهيون والمحافظه علي قدر من الاحتجاج علي سلوك دولة الاحتلال خلال الحرب في غزة وضعت دول الخليج – التي كانت عازمة على وضع خصومات الماضي خلف ظهرها، لكنها لا تزال مسؤولة أمام صوتها الشعبي العربي – تحدياً فريداً ومحفوفاً بالمخاطر، وسيكون عليها أن تتصرف بمسؤولية وتركيز، لا سيما إزاء تداخل إيران فيما يجري، واحتمالية تفجر تلك الحرب لتدور بعض تفاصيلها على الميدان الخليجي.

إن الأزمة الكبرى أمام قادة الخليج الآن هو الرأي العام الشعبي الذي يغلي جراء استمرار مشاهد المروعة لآلاف الأطفال الفلسطينيين القتلى وقصف المدارس والمستشفيات والمناطق السكنية في غزة.
وتسبب الأمر في خلق معضلة لا تستطيع دول مجلس التعاون الخليجي الهروب منها.د، فمن ناحية، حققت علاقاتهم مع إسرائيل، العلنية أو غير ذلك، مكاسب حقيقية في مجالات الاقتصاد والأمن والتكنولوجيا، ومن ناحية أخرى، قبل اندلاع الحرب المستمرة، أوضح قادة دول مجلس التعاون الخليجي بشكل لا لبس فيه أن مسؤوليتهم الأساسية هي رعاية مواطنيهم، وليس الفلسطينيين، ولكن عندما يدعو هؤلاء المواطنون قادتهم إلى إدانة إسرائيل، فليس أمامهم خيار سوى اتباعهم.

وهناك أيضا مخاوف تعلق بإيران، والتي ترعى شبكة واسعة من الجماعات الوكيلة التي بدأت تتدخل في حرب غزة بعدة أساليب عسكرية.

لكن الجيد هنا، أن إيران لم تتدخل رسميا في الحرب، وبدلا من ذلك، قدمت نفسها كلاعب إقليمي مؤثر، على استعداد – ظاهريا- لتقديم مساعدتها للأطراف المتضررة، مقابل توسيع نفوذها، وهو ما كش فعنه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان حينما قال إن طهران مستعدة للعب دور في إطلاق سراح الأسرى الذين بحوزة المقاومة الفلسطينية في غزة، وأنها تلقت اتصالات من دول لها رعايا أسرى في القطاع تطلب وساطتها.

ومن خلال حرب غزة كانت إيران لها يد من خلال عرقلة الاتفاق المحتمل للتطبيع من خلال تعزيز قدراتها العسكرية والاستراتيجية وخاصة الدفاعات الصاروخية والطائرات بدون طيار، خاصة وأن الحظر المفروض على إيران بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 أو ما يعرف بالاتفاق النووي الإيراني، على واردات الأسلحة والتكنولوجيا قد تم رفعه في شهر أكتوبر 2023. تعزيز إيران لقدراتها العسكرية يعطي رسالة للرياض بأنها قادرة على تهديدها مرة أخرى كما فعلت في سبتمبر 2019 باستهداف أنصار الله لمنشآت أرامكو السعودية، هذا بالإضافة إلى قدرة إيران على استخدام وكلائها في اليمن: جماعة أنصار الله المعروفة بالحوثيين وتهديد خطوات السلام البطيئة بينهم وبين الرياض لإنهاء حرب اليمن، في تهديد واضح لكل من السعودية والإمارات، كما فعلت في السابق. واذا وافقت الولايات المتحدة وإسرائيل على منح السعودية قدرات نووية، فهذا سوف يقلق إيران التي ستحاول بشتى الطرق تطوير برنامجها النووي بوتيرة أسرع، كما سيساهم الأمر في تقوية موقف المتشددين داخل الجمهورية الإسلامية الرافضين لأي اتفاق نووي مع الغرب وواشنطن لتقليص البرنامج النووي الإيراني. في الأوساط الغربية، هناك من يعتقد أن هجوم حماس الأخير ضد إسرائيل وتوقيته المتزامن مع سير المفاوضات بين إسرائيل والسعودية لتطبيع العلاقات، كان بدافع من طهران لعرقلة هذا الاتفاق، لأنه سيضع الرياض في موقف صعب بعد الحرب القاسية التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة،

هناك دعوات في الكويت لطرد السفيرة الأمريكية المعينة حديثا، ودعا آخرون دول الخليج إلى استخدام سلاح النفط لمحاولة وقف الحرب في غزة، وواجهت دول تقيم علاقات مع إسرائيل دعوات لطرد السفراء الإسرائيليين.

في ظل كل هذا التوتر، من المهم أن نفهم أن الإجراءات والسياسات في خضم هذا التصعيد العسكري يمكن أن تؤدي إلى عواقب كارثية على أمن دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تحاط تلك الدول بإيران، والحوثيين في اليمن، والميليشيات المدعومة من إيران في العراق؛ وجميعها قادرة على زعزعة استقرار دول مجلس التعاون الخليجي إذا اتسعت الحرب في غزة.

وفي الوقت نفسه، تصاعدت التوترات مؤخراً بشأن النزاعات الإقليمية، مثل الجزر الإماراتية المحتلة، وحقل الدرة النفطي، وممر خور عبدالله المائي بين الكويت والكويت. العراق. ورغم أن هذه الخلافات لا علاقة لها بحرب غزة، إلا أنها قد تكون بمثابة وقود إضافي لبرميل البارود في الخليج.
ان ايران لها علاقه كبير هي ومصر في تمويل المقاومه داخل غزة حركه حماس، وهذا الذي ينفه اعلة سلطة.
إن الإحباط المتزايد بين الجمهور العربي ضد الظلم الذي يواجه الفلسطينيين، والقدرات المتزايدة التي تتمتع بها الجهات الفاعلة غير الحكومية المدعومة من إيران، هي الوصفة المثالية لاندلاع الفوضى في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقد يؤدي هذا المنعطف الخطير إلى عواقب غير مسبوقة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
إن ايران لها علاقه كبير هي ومصر في تمويل المقاومه داخل غزة حركه حماس
في الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي. يُعتقد أن هذا الطريق سيُكبد إيران المزيد من الخسائر، وسُيزيد من حجم التوترات والصراعات الاقليمية والتي تحاول إيران بشتى الطرق التخلص منها وتقليل عداوتها في المنطقة من أجل تعزيز وضعها الخارجي والداخلي، وانتشال اقتصادها من الانهيار. يجدر بنا ألا ننسى أن الهجوم الكبير علي منشآت أرامكو النفطية السعودية في عام 2019 بطائرات بدون طيار، والتي ألقت الولايات المتحدة فيه باللوم على إيران، كان أحد الأسباب والدوافع الرئيسية التي حفزت السعودية على الذهاب إلى التفاوض من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مقابل الحصول على اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة. خاصة أن إدارة دونالد ترامب، لم تحاول الدفاع عن الرياض في هذا الهجوم، هذا الأمر هو أيضًا ما دفع الرياض للمصالحة مع إيران.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى