أكد الدكتور عبد الفتاح الحجمري، مدير مكتب تنسيق التعريب بالرباط التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، في محاضرة له بجامعة كوامبرا بالبرتغال، أن إعداد المعجم التاريخي للغة العربية الذي ينجزه اتحاد المجامع اللغوية العربية ويشرف على تنفيذه مجمع اللغة العربية بالشارقة وبرعاية الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، حاكم الشارقة والرئيس الأعلى لمجمعها اللغوي، يعتبر حدثا ثقافيا وحضاريا مهما.
وأوضح الحجمري أن المعجم يؤرخ للألفاظ العربية وجذورها لأكثر من ثمانية عشر قرنا واستعمالاتها عبر العصور والحقب، وصيغ ورودها في النصوص والشواهد من أقدمها إلى أحدثها، ويبين لماذا أهملت في عصر من العصور وتم إحياؤها من جديد في عصر آخر؛ وكل ذلك مقارنة باللغات السامية وغير السامية، آرامية وكنعانية، وآشورية وفارسية وعبرانية ويونانية وغيرها…
وبيّن المحاضر أن المعجم التاريخي للغة العربية صدر منه إلى حد اليوم سبعة عشر مجلدا للأحرف الخمسة الأولى، ليخلص إلى أن المصطلح وليد الاحتياج في كل الميادين العلمية والتقنية والحضارية العامة.
وختم الحجمري محاضرته بالقول إن العربية ليست لغة العرب فقط، بل تكلمتها أمم أخرى وأولتها العناية في الأدب والفنون والعلوم، مما يعني أن المجتمعات هي متعددة لغويا وثقافيا وأن العربية المعاصرة تتفاعل اليوم مع بقية لغات العالم بقدرتها على التوليد والاشتقاق.
وألقى الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، محاضرة بين من خلالها منهجية الإعداد وخطوات التنفيذ للتأريخ لجميع ألفاظ اللغة العربية منذ نشأتها الأولى إلى عصرنا الراهن، كما وقف عند المدونة اللغوية الحاسوبية للمعجم التي تضم أزيد من عشرين ألف مصدر ومرجع في كل المعارف والعلوم والفنون.
وأشار المستغانمي إلى أن “المنهج الذي عمل عليه المعجم التاريخي للغة العربية يسعى إلى إثبات الترابط والتلاحم بين لغات العالم كافة، حيث يتتبع اللفظ منذ ظهوره والتحولات والتطورات ومراحل الشيوع والانحسار، إلى أن يصل إلى العصر الحديث، وفي الوقت نفسه يؤرخ المعجم للألفاظ التي أخذتها العربية من لغات أخرى، ويتتبع تلك الألفاظ، والتواريخ التي دخلت فيها على العربية حتى أصبحت جزءا من كلمات لغة الضاد”.
