هندسة العرض السياحي بأسا الزاك تجمع فاعلين وخبراء مغاربة وأجانب
أكد فاعلون وخبراء مغاربة وأجانب، أمس الأحد بجماعة تويزكي بإقليم أسا الزاك، على أهمية هندسة العرض السياحي بالإقليم من أجل تنمية وترويج وتسويق المنتوج السياحي للمنطقة.
وأبرز متدخلون من المغرب والأرجنتين وإسبانيا وتونس والأردن، خلال ندوة حول موضوع “مقومات السياحة الصحراوية وسبل تنميتها”، والتي نظمت ضمن فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للرحل بجماعة تويزكي (24-26 دجنبر)، أن منطقة تويزكي وإقليم أسا الزاك ككل، تزخر بمؤهلات طبيعية وتراث ثقافي وسياحي هائل يتعين فقط استغلالها بشكل كافي.
وفي هذا السياق، أكد أحمد كثيري، أستاذ بالمعهد العالي للسياحة بمدينة مالقا بإسبانيا، أن هذه الندوة فرصة بالنسبة لإقليم أسا الزاك من أجل تسويق وترويج منتوجه السياحي لأن المنطقة تزخر بتراث غني وهي كانت منذ القدم ممرا للقوافل التجارية غير أن هذه الوجهة السياحية، يضيف السيد كثيري، غير معروفة عالميا لأن مؤهلاتها الطبيعية وتراثها الثقافي لا يتم استغلاله بشكل كافي.
وتابع أن الحلقة الأهم التي تنقص العرض السياحي للمنطقة هو التسويق والترويج خاصة وأن المنطقة غنية بمعالم ثقافية وتراث مادي ولامادي، ولذلك، ووفق الهندسة السياحية التي نشتغل عليها، فإن هناك ثلاث حلقات مهمة تتمثل في المهندس السياحي والمهنيين العاملين في المجال والساكنة المحلية .
وأبرز أن التعريف أكثر بالمنطقة وترويج منتوجها السياحي يتطلب هندسة سياحية عبر اعتماد فكر مقاولاتي وإشراك المهندس السياحي الذي من مهامه هيكلة العرض السياحي وخلق مسارات سياحية وتشويرها، بالإضافة إلى إشراك شيوخ المنطقة المهتمين بتاريخها لأنه الجميع معني بالانخراط في النهوض بالسياحة على مستوى الإقليم.
كما أكد على ضرورة أن يشتغل كل من المهندس السياحي والمهنيين والساكنة المحلية إلى جانب بعظهما البعض من أجل توفير سياحة مستدامة، فضلا عن خلق منصات للتعريف وتسويق هذا المنتوج، مشددا على أنه من أجل الترويج للمنطقة وتسويق منتوجها السياحي للأسواق السياحية العالمية فإن العرض السياحي يجب أن يتضمن جميع أنواع السياحة من سياحة روحية (زوايا ..) ورياضية وطبيعية (جبال ، صحراء، واحات، قصبات ..) وعلمية ( نقوش صخرية…)، بالإضافة على توفير مآوى إيكولوجية .
من جهتها، أكدت لطيفة الزيواني، فاعلة جمعوية، وصانعة ومهتمة بمجال الخزف، على أهمية الهندسة السياحية لتسويق المنتوج السياحي وذلك عبر خلق مسارات جديدة تساهم في العرض السياحي، وكذا الاشتغال على الابتكار الاجتماعي في مجال السياحة والتنمية المستدامة، داعية إلى تثمين وإدماج الابتكار الاجتماعي سواء في هيكلة العرض السياحي أو التسويق السياحي.
وأبرزت من جهة أخرى، أن هذا المهرجان هو فرصة لتثمين التراث الثقافي والتعريف بالثقافة الصحراوية وخاصة التراث الحساني الذي يعد رافدا من الروافد الثقافية المهمة بالمغرب، داعية إلى ضرورة تثمين هذا الموروث الثقافي.
وأضافت أن المهرجان هو أيضا مناسبة للتسويق الترابي لجماعة تويزكي وإقليم أسا الزاك، بالإضافة إلى تثمين الصناعة الحرفية كمكون من مكونات العرض السياحي بالمنطقة، لاسيما في ظل عدة مقومات ستدفع بقطاع السياحة ، منها الورش الملكي المتعلق بالحماية الاجتماعية، والسجل الوطني للصناعة التقليدية.
من جانبه، أكد والتر لي، من الأرجنتين، وهو مخرج أفلام وثائقية للتسويق السياحي، مقيم بإسبانيا، أن مشاركته في هذه الندوة فرصة للتعرف على مؤهلات إقليم أسا الزاك ، معبرا عن إعجابه بالمؤهلات التي يزخر بها الإقليم من معالم ثقافية وتراث مادي ولامادي تعتبر أساس التنمية بالمنطقة .
كما أكد عزمه على التعريف بهذه الوجهة السياحية والترويج لها من خلال القيام ، قريبا، بزيارة لأسا الزاك قصد الاشتغال على التراث المادي واللامادي للمنطقة من خلال مشروع تصوير ربورتاج وفيلم وثائقي حول هذه المؤهلات من أجل تسويق هذه الوجهة السياحية والتعريف بها لدى الوجهات السياحية العالمية .
وأبرز ا لي أن زيارته لجنوب المملكة يؤكد استعداده على تقاسم تجربته مع ساكنة أسا الزاك في مجال السياحة المستدامة وخاصة في مجال الترويج والتسويق للعرض السياحي، وأنه سيعمل جاهدا على جعل هذه المنطقة من أحسن الوجهات على المستوى العالمي عبر عدة منصات تلفزيونية وإلكترونية.
من جهته، وبعد أن استعرض تجربة تونس في المجال السياحي وخاصة السياحة الصحراوية من خلال تنظيم عدة مهرجانات حول السياحة الصحراوية وسباقات دولية للإبل والهجن، أكد مبروك عبدالملك، كاتب عام الجمعية الرياضية لسباق الهجن بتونس، أن إقليم أسا الزاك بإمكانه أن يصبح وجهة سياحية مميزة لتوفره على مقومات سياحية صحراوية هائلة يتعين استغلالها .
أما عبيد الزوايدة، رئيس الجمعية السياحية الأردنية، فاعتبر أن المهرجان الدولي للرحل بتويزكي فرصة لتبادل الخبرات والتجارب والأفكار في المجال السياحي، مستعرضا ما تزخر به منطقة (وادي رم) بعمان من مؤهلات طبيعية ومقومات سياحية من جبال وصحراء وكثبان رملية بالإضافة إلى جمالية سطوع القمر التي تشتهر به هذه المنطقة .
وأكد باقي المتدخلين، على أهمية تثمين السياحة القروية وتسويق المنتوج السياحي الذي تزخر به منطقة تويزكي وإقليم أسا الزاك ككل. وتتواصل فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للرحل بجماعة تويزكي ، حتى يوم غد الاثنين ، والذي تنظمه مؤسسة تويزكي للتنمية والثقافة وحماية التراث تحت شعار “الماء والترحال في علاقة البدو بالمجال”، بشراكة مع جماعة تويزكي، بتنظيم ندوات حول ثقافة الرحل ، وتدبير المراعي، وكذا تنظيم سباقات للهجن ورمي النبال والشارة، وألعاب تقليدية جماعية.
كما تتضمن فقرات المهرجان المنظم أيضا بتنسيق مع عمالة إقليم أسا الزاك، والمجلس الإقليمي لأسا الزاك، وعدة قطاعات حكومية ومؤسسات وغرف مهنية، أمسيات فنية، ورحلة استكشافية لضيوف المهرجان لاكتشاف النقوش الصخرية التي تتميز بها جماعة تويزكي، والقبور القديمة، وكذا الاستمتاع بالكثبان الرملية.