رياضة

الترجي التونسي يؤكد أنه عقدة للفرق الجزائرية

حتى وهو في أسوء أحواله الفنية والمالية، فإن الترجي التونسي حافظ دائما على هيبته كفريق قوي، خاصة عندما يواجه الأندية الجزائرية، فبالرغم من أنه خرج في الموسم الماضي في ربع نهائي رابطة الأبطال على أرضه أمام وفاق سطيف بهدف عبد المؤمن جابو..

إلا أنه في كل مرة يعود وبسرعة لبصم تفوقه على الفرق الجزائرية التي خسرت أمامه جميعها من دون استثنا وأحيانا في عقر الديار كما كان الشأن سهرة السبت أمام شباب بلوزداد، في مباراة، خان فيها الحظ رفقاء الحارس قندوز، ولكن فوز الترجي التونسي كان منطقيا أيضا ومحترما وجاء كالعادة بطلقة الأنفاس الأخيرة، حتى أننا أصبحنا متيقنين بأنه من الصعب أن نكوّن فريقا جزائريا بإمكانه التفوق على هذا الفريق الكبير فعلا، بإدارته واحتراف طاقمه الفني ولاعبيه.

لقد تابع الجزائريون في العشر سنوات الأخيرة مشوار الترجي التونسي العملاق، الذي يخرج في كل مرة من عنق الزجاجة أقوى، وهو الذي قهر الوداد البيضاوي في النهائي وقبله الأهلي المصري وجميعها بالنتيجة والأداء.

في الجزائر أقوى وأعرق الفرق تغرق في المشاكل، وكل الأندية من دون استثناء تغرق في الفضائح مع أنها تتزود من المال العام، ولا يبذل إداريوها أي جهد من أجل خلق الثروة أو القيام بثورة كروية كبيرة، عكس الترجي التونسي الذي يموّل نفسه بنفسه وأكثر من ذلك يخطف أحسن لاعبي الجزائر، من بلايلي في السابق إلى توقاي الذي ساهم في فوز فريقه التونسي على بلوزداد.

حتى يوسف بلايلي عندما لعب مع اتحاد العاصمة وكان الفريق هو فعلا فريق الأحلام، وتم منحه مرتب يقارب النصف المليار سنتيم وعلى مشارف التتويج باللقب القاري رابطة الأبطال، تورط في تعاطي المنشطات لأن أجواء الفريق كانت غير احترافية، بينما وجد نفسه في سنواته التونسية في بيت كروي محترف، وبقدر ما يُعطي من جهد ينال من مال، وليس العكس كما هو الشأن في الجزائر، حيث تنقلب الآية رأسا على عقب، وإذا كانت سنواته الجزائرية قد كلفته الإقصاء فإن سنواته التونسية أعادته للخضر ففاز باللقب القاري مع تشكيلة بلماضي.

ويقدم جمهور الترجي التونسي أيضا درسا بليغا، فهو يتنقل مع ناديه مهما بعُدت المسافة، حتى قارب الخمسة آلاف سهرة السبت ولم يتوقف عن الصياح برغم بعد المسافة ومشقة الطريق. في كل موسم تقدم الكرة الجزائرية فريقا للمشاركة في المنافسات القارية والإقليمية ولكنها تخرج خائبة وحتى لو فازت فإن فوزها سيكون من باب الاستثناء وليس القاعدة، ونجدها في الموسم الذي يليه تجرّ الخيبات، ففريق مولودية بجاية وصل لنهائي كأس الكونفدرالية وكاد يتوج باللقب الإفريقي لولا اصطدامه بنادي مازامبي، وفي الموسم الحالي ينشط في الدرجة الثالثة، ومولودية العلمة بلغت دور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا وتتجرّع حاليا العلقم في الدرجة الثانية، وحتى الفرق المسماة بالعريقة والكبيرة لا تكاد فضائحها تتوقف، وسيبقى حلما بعيدا أن تمتلك الجزائر فريقا ثابتا ومستقرا مثل الترجي التونسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى